ادارة السجون الصهيونية تشن حملة مسعورة ضد الأسرى الفلسطينيين غزة : بدأت إدارة السجون الصهيونية فى حملة عدوانية شرسة عنوانها العام التضييق على الأسرى الفلسطينيين والعرب، وذلك من خلال الإجراءات القمعية ضد الأسرى والأسيرات، وبأشكال متعددة من الحرب المعلنة داخل الزنازين ضد الأسرى إلى التصريحات السياسية التحريضية، وليس اخرا التحريض الإعلامي . وبحسب " أحرار ولدنا" الموقع الرسمي لأسرى حركة المقاومة الإسلامية حماس في سجون الاحتلال الصهيوني فيوجد مايقارب من 7000 أسير وأسيرة غيبهم الاحتلال خلف جدرانه وقضبان الزنازين، يتجرعون الويلات نتيجة الانتهاكات المستمرة ضدهم و تعتبر سياسة صهيونية لتحطيم الأسير وتدمير معنوياته وثقته بنفسه وشعبه وقيادته وحركته. ومنذ ولادة الحركة الاسيرة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين ثم الاحتلال الاسرائيلي عام 1948، واعتقال أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي على يد جيش الاحتلال الصهيوني بتاريخ 8/1/1965م، مرت الحركة الأسيرة بظروف قاسية جراء الممارسات الصهيونية التي لم تكن لتتوقف يوما عن انتهاك حقوق الأسرى. يعيش الأسرى هذه الأيام ظروفا قاسية، حيث تقوم ادارة السجون بجملة من القرارات والتضييقات على الأسرى من خلال اتخاذ قرارات بعزل العديد من الأسرى والأسيرات، والحرمان من التعليم ، والاهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى المرضى، وبالاقتحامات المتكررة لغرف الأسرى وتحطيم ممتلكاتهم الشخصية والتعرض للأسرى بالضرب المبرح والرش بالغاز المحرم دوليا، وكذلك التفتيش العاري للأسرى بغرض إذلالهم وتدمير كرامتهم الشخصية. من خلال هذا التقرير الذي أعده قسم الدراسات والتوثيق في أحرار ولدنا، سنرصد أبرز الانتهاكات التي تعرض لها الأسرى في شهر حزيران 2011 ، مع العلم أن هذه الحملة الصهيونية لا تزال مستمرة ضد الأسرى. عزل قيادات الحركة الأسيرة:- أقدمت مصلحة السجون على عزل الأسير القائد يحيى السنوار رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس، والمحكوم بالسجن المؤبد حيث نقلته من سجن هداريم إلى عزل أيالون في سجن الرملة. وكانت ادارة السجون قامت بخطوات استفزازية للأسرى من خلال عزل اعداد من الأسرى هم ( عميد الأسرى نائل البرغوثي، الشيخ باجس نخلة، وليد عقل، زاهر جبارين، توفيق أبو نعيم، أحمد أبو السعود، أحلام التميمي، روحي مشتهى ، وليد خالد، رزق الرجوب، عاطف وريدات، هيثم بطاط، صالح العلي، سائد عمر، عماد كفارنة، اشراق الريماوي، عاطف المصري ،حسن فياض، أشرف الواوي). و يعتبر العزل الانفرادي من أسوء الانتهاكات والعقوبات التي تفرضها مصلحة السجون ضد الأسرى. ويتميز العزل الانفرادي بظروف معيشية سيئة للغاية من حيث صغر حجم الزنزانة وقلة التهوية والرطوبة الزائدة، إضافة إلى منع الأسير المعزول من الخروج إلى ساحة الفورة ( الاستراحة )، ويبلغ عدد الأسرى المعزولين قرابة 20 أسيرا، بعضهم مضى على عزله عدة سنوات قد تصل إلى عشرات السنين. كما أقدمت ادارة السجون على نقل الأسير إبراهيم حامد من عزل أيلون الرملة إلى عزل هشارون بتاريخ 29/6/2011 ، مع العلم أنه معزول منذ عام 2006. ونقلت بتاريخ 25/6/2011 الأسيرين حسن سلامة وعاهد أبو غلمة من عزل أيالون إلى عزل عسقلان، حيث يقبع الأسير حسن سلامة المحكوم ب 48 مؤبدا و20 عاما في العزل الانفرادي منذ عام 2003. أما الأسير أبو غلمة أحد قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فهو معزول منذ عام 2010 وقد جددت له مصلحة السجون العزل لمدة ستة أشهر اضافية. كما أقدمت إدارة سجن بئر السبع بتاريخ 15/6/2011 على نقل ثلاثة أسرى هم أحمد المغربي وعبادة بلال وضرار أبو سيسي من عزل بئر السبع"ايشل" إلى عزل عسقلان. وتجاوزت مصلحة السجون الخطوط الحمراء باعتداء حراس سجن ريمون على عميد الأسرى نائل البرغوثي بتاريخ 28/6/2011، عندما رفض البرغوثي أن يقوم الحراس بتفتيشه عاريا، حيث اعتدوا عليه بالضرب ونقلوه إلى زنازين العزل، مما أثار غضب الأسرى الذين اعتبروا الاعتداء على عميدهم تجاوزا من قبل ادارة السجن، مما دفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية تضامنا مع نائل البرغوثي الذي مضى على اعتقاله في سجون الاحتلال 34 عاما، ويعتبر أقدم أسير في تاريخ البشرية. تصريحات نتنياهو العنصرية:- أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة إجراءات عقابية جديدة، بحق الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، واتت هذه الإجراءات عقب تصريحات المدير العام للّجنة الدولية للصليب الأحمر "إيف داكور" المتعلقة بظروف أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط. وقال نتنياهو خلال خطاب في "مؤتمر الرئيس" الصهيوني شمعون بيرس في القدسالمحتلة مساء يوم الخميس (23 /6) إنه قرر وقف ما وصفها ب"الامتيازات" للأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، بما في ذلك وقف السماح لهم بالدراسة بحجة رفض حركة "حماس" السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط. وقال نتنياهو: "إن الامتيازات التي يحصل عليها (الإرهابيون) في السجن الإسرائيلي ستتوقف". الاسيرة الفلسطينة لينان ابو غلمة وأضاف: "جاء الوقت الذي يجب علينا فيه أن نوقف كل ما يتمتع به الأسير الفلسطيني من حقوق في سجوننا، حقوق وشروط مناسبة جدا لهؤلاء الأسرى، سنوقف تعليمهم الأكاديمي وغيره الكثير من الإجراءات". وأضاف: "لقد قررت تغيير سياسة إسرائيل تجاه (الإرهابيين) داخل السجن الإسرائيلي. نحن ملزمون بالقانون الإسرائيلي والقانون الدولي والمعاهدات الدولية لكن لسنا ملزمين بأكثر من ذلك". وقال نتنياهو: "سوف نتخذ سلسلة خطوات لتغيير الظروف في السجن ولن أعطي تفاصيل لكني سأعطي مثلا، فقد أوقفت النظام الذي ينطوي على تناقض وبموجبه يتسجل إرهابيون للدراسة الأكاديمية ولن يكون هناك بعد اليوم طلبة دكتوراه للإرهاب ولا طلبة ماجستير للقتل". يشار إلى أن الصليب الأحمر لا يعرف الأسير الفلسطيني على أنه أسير حرب، ويستخدم التعريف الصهيوني وهو " المعتقل"، وبالتالي فإن قوانين جنيف والمعاهدات الدولية لا تنطبق على الأسرى الفلسطينيين بسبب هذا التعريف المتحيز. من جانبها وصفت ميري ريغيف النائبة عن حزب الليكود في الكنيست الصهيوني الأسرى الفلسطينيين والعرب بالحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك، وتعتبر هذه التصريحات ضمن الحملة الصهيونية التي تقودها الحكومة الاسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين، وما تصريحات نتنياهو واستخدامه لتعبير امتيازات هي مجرد أكاذيب، والمتعارف عليه أن سلطات الاحتلال تنتهك حقوق الأسرى التي كفلتها اتفاقية جنيف الثالثة حول معاملة أسرى الحرب. قوانين جديدة قديمة:- إثر التحريض ضد الأسرى من قبل الاعلام الاسرائيلي، فرضت ادارة السجون العديد من القوانين العنصرية، فقد شرعت بحرمان الأسرى من التعليم والتسجيل في الجامعات العبرية، وبذلك تكون حرمت العشرات من الأسرى من مواصلة تعليمهم خاصة المسجلين في الجامعات. كما ينوي الكنيست الاسرائيلي التصويت على مشروع قرار يمنع الأسير من لقاء المحامي لفترات طويلة ، ويهدف هذا القانون العنصري إلى زيادة الحجج التي بموجبها يمكن لإدارة السجون منع دخول محامي معين لزيارة أسير بحيث يكفي أن يتم الادعاء بأن المحامي نقل معلومة بين الأسرى تخص التنظيمات الفلسطينية كي يتم منعه دخول السجن لمدة قد تصل الى سنة. كما ينص مشروع القانون المقترح على زيادة الفترة الزمنية للمنع لفترات طويلة تتعدى الفترات التي يسمح فيها القانون اليوم. وبموجب القانون المقترح فستكون لمدير السجن الصلاحية بمنع دخول المحامي لمدة 96 ساعة بدل ال 24 ساعة حسب القانون اليوم، ولمفوض السجون صلاحية منع دخول المحامي حتى 14 يوما بدل ال 5 أيام بحسب القانون الحالي، وستكون للمحكمة صلاحية تمديد أمر منع دخول المحامي لمدة قد تصل السنة بدل الثلاثة أشهر حسب القانون الحالي. كذلك هناك قرارات أخرى تتعلق بتقليص زيارات أهالي الأسرى، وتخفيض مدة الفورة خلال اليوم، والتضييق على الأسرى في إدخال الملابس والكتب وشراء المواد الغذائية، وزيادة معاناة الأسرى المرضى والاستمرار في سياسة الاهمال الطبي. الخطوات التصعيدية:- رد الأسرى على التصعيد الصهيوني بتنفيذ سلسلة من الخطوات التصعيدية تمثلت بالاضراب عن الطعام، حيث خاض الأسرى في سجون الاحتلال معركة الكرامة بالأمعاء الخاوية من خلال: * إضراب تحذيري عن الطعام في كافة سجون الاحتلال ليوم واحد بتاريخ 3/7/2011، كخطوة احتجاجية على الحملة المستعرة ضدهم من قبل ادارة السجون، حيث طالب الأسرى بوقف هذه الانتهاكات وانهاء سياسة العزل الانفرادي ووقف التحريض الاعلامي ضدهم من الاعلام الاسرائيلي خاصة صحيفة يديعوت. كما أعلن الأسرى أن هذه الخطوة الاحتجاجية هي مقدمة لسلسلة خطوات احتجاجية سينفذها الأسرى وبكافة السجون في حال لم تستجب مصلحة السجون لمطالبهم وعلى رأسها وقف سياسة العزل الانفرادي. * اضراب الأسرى في سجن عسقلان بتاريخ 5/7/2011 وذلك ردا على فرض عقوبات جديدة من قبل ادارة السجن ضد الأسرى بعد الاضراب الذي خاضوه لثلاثة أيام من 1/7 إلى 3/7 . * رفض الأسرى إخلاء قسم(3) من السجن وتفريغه لسجناء مدنيين، ومن ثم تم نقلهم إلى سجن آيال في السبع بهدف إعداده لاعتقال المتضامنين القادمين في أسطول الحرية الثاني، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ في الغرف، وتعنتت إدارة السجن إزاء مطالب الأسرى فخاضوا إضرابهم، وبعد ذلك أبلغت إدارة السجن ممثل الأسرى بفرض العقوبات التالية: 1- المنع من زيارة الأهالي، وذلك لجميع الأسرى الذين يسمح لهم بالزيارة. 2- حرمان الشراء من الكانتينا . 3- منع الزيارة بين الغرف في السجن. 4- حرمان الأسرى من الرياضة اليومية ومدتها ساعة. 5- تقليص مدة الفسحة( الفورة ) من ساعة ونصف صباحاً وساعة ونصف مساءً إلى ساعة واحدة في اليوم فقط. 6- إغلاق أقسام السجن من الساعة الخامسة مساء وذلك يعني حرمانهم من كثير من الأمور . * يواصل الاسرى ميسرة أبو حمدية و يوسف سكافي و عاطف وريدات إضرابهم عن الطعام في ظل تدهور ملحوظ في وضعهم الصحي . فلا يزال الأسيران يوسف سكافي وميسرة أبو حمدية مستمران في إضرابهما، وضعهما الصحي في تدهور مستمر وهما بحاجة إلى متابعة طبية عاجلة. وقد استأنف عاطف وريدات إضرابه عن الطعام بعد أن تمت إعادته من مستشفى الرملة إلى سجن عسقلان . ومنذ 27/6/2011 م لم يتم فحص الأسير من قبل طبيب السجن، وهو يعاني في هذه الفترة من ألم شديد في الصدر. * بدأ الأسير خالد محمود مصطفى عطا لله (28 سنة ) اضرابا مفتوحا عن الطعام بتاريخ 1/7/2011 احتجاجا على رفض إدارة سجن مجدو إجراء عملية جراحية له ، وهو يعاني من الغدد في الأيدي والأرجل وبحاجة ماسة لاستئصالها لأنها أثرت بشكل سلبي على صحته، وقد انخفض وزنه إلى (40كيلوجرام )رغم أن طوله يصل إلى 170 سم. * خاضت الأسيرة أحلام التميمي المحكومة ب16 مؤبدا، اضرابا عن الطعام بتاريخ 28/6/2011، وذلك بعد الاعتداء عليها من قبل السجانات الصهيونيات عندما حاولن أجبارها على التفتيش العاري، أثناء خروها للقاء المحامي، مما دفع الأسيرة إلى رفض التفتيش ولقاء المحامي ، فقامت ادارة سجن هشارون بتهديد الأسيرة بالعزل إن لم توقف الاضراب. كما بدأ الأسير نزار التميمي زوج الأسيرة أحلام بالإضراب عن الطعام بتاريخ 3/7/2011 تضامنا مع زوجته، و أشار التميمي إلى أن هذا الخطوة تأتي تضامنا مع مطالب زوجته التي قدمتها لإدارة السجن وكان من بينها الحصول على حقها في الاتصال الهاتفي بذويها في الأردن وهي حاصلة على قرار محكمة بالاتصال بهم وكذلك من أجل تحقيق زيارة خاصة لهم ضمن القانون الذي يسمح لزيارة الأزواج في السجن كل ستة اشهر مرة ، وكان قد رفض طلب زيارتهما من قبل إدارة السجون المتواجدين فيها: "ايشل وهشارون " . إلا أن الأسيرة أحلام انهت اضرابها بتاريخ 6/7/2011 بعد انصياع ادارة سجن هشارون لمطالب الأسيرة بعدما لامست الاصرار من الأسيرة بمواصلة الإضراب حتى نيل حقوقها كاملة. * الأسرى في ريمون خاضوا اضرابا عن الطعام بتاريخ 28/6/2011 للتنديد باقتحام ادارة السجن للأقسام والعبث بممتلكات الأسرى واجبارهم على التفتيش العاري. صرخة من وراء القيد:- أصدر الأسرى في سجون الاحتلال بيانا حول الهجمة الصهيونية ضدهم بتاريخ 26/6/2011، حيث اعتبر الأسرى تصريحات نتنياهو بمثابة اعلان حرب ضدهم وأنها تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال البغيض الذي يؤكد في كل يوم افلاسهم الأخلاقي. واعتبر الأسرى أن ما تقوم به ادارة السجون ليس إلا للتغطية على إفشالها لصفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من خلال قمع الأسرى ومعاقبتهم بالعزل الانفرادي، والحرمان من التعليم الجامعي والتسجيل في الجامعات العبرية، و ممارسة التفتيش العاري والمذل بحقهم، وحرمان الأسرى من شراء المواد الأساسية من الكانتينا ( بقالة السجن ) ، بالاضافة إلى التحريض الاعلامي الصهيوني. وطالب الأسرى القيادة الفلسطينية و وزير الأسرى وألوان الطيف الفلسطيني إلى التحرك فورا وفي كل المحافل القانونية والإعلامية والسياسية للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم وحياتهم المستهدفة. كما دعوا مؤسسات حقوق الإنسان وجميع الحقوقيين للتحرك وعمل كل ما يلزم لصد هذا الإجرام الذي يقوده رئيس وزراء الكيان ضدهم، وناشدو الجماهير الفلسطينية بالتحرك لنصرتهم عبر المسيرات والاعتصامات التضامنية. وناشد الأسرى أعضاء الكنيست العرب بأن يقوموا بزيارة السجون وأن يفضحوا كذب الإعلام الإسرائيلي وخاصة صحيفة معاريف المتطرفة التي فجرت هذا العدوان ضدهم. كما رفض الأسرى أن يكونوا ورقة ابتزاز في أية صفقة ، حيث دعو فصائل المقاومة للعمل على انجاز صفقة تبادل مشرفة ورفض الخضوع لأية عملية ضغط أو ابتزاز. وعبروا عن ثقتهم بأنهم في قلوب أبناء شعبهم، وهم لن يرضوا أن تمس كرامتهم وسيبقون متماسكين في وجه هذه الهجمة الصهيونية ضدهم.
