يعتبر الإضراب الأخير الذي خاضه الأسرى في السجون الاحتلال الاسرائيلي, الذي تزامن مع " يوم الأسير الفلسطيني" الموافق 17-4, واستمر لمدة 28 يوما يعتبر انتصار تاريخى يسجل بأحرف من نور فى تاريخ الحركة الأسيرة وذلك لعدة أسباب : 1. يعتبر الاضراب الجماعي الاطول فى السجون الاسرائيلية منذ ما يزيد عن 30 عام. 2. جاء الاضراب بعد خروج نسبة كبيرة جدا من قيادات الحركة الأسيرة فى صفقة "وفاء الاحرار". 3. يعتبر هذا الاضراب التجربة الاولي لعدد كبير من الاسرى في سجون الاحتلال. 4. الاضراب جاء بعد الاخفاق الذي حدث فى اضراب عام 2004, حيث قامت مصلحة السجون بتشتيت قيادات الاسرى في سجون الاحتلال. انجازات الاضراب وقام الاضراب لتحقيق عدة مطالب ينادي بها الاسرى ما قبل عام 2000 وتتمحور في ثلاث نقاط رئيسة. 1- انهاء ملف العزل الانفرادى 2- الغاء قانون شاليط وكل ما يندرج تحته 3- انهاء سياية الاعتقال الادارى وقد رضخت قيادة مصلحة السجون لمطالب الاسرى الثلاثة, حيث خرج كافة الاسرى المعزولين الي الاقسام العادية فى السجون مع العلم ان بعض من هؤلاء امضوا أكثر من عشر سنوات فى العزل الانفرادي مثل محمود عيسي وحسن سلامة وأحمد المغربى . كما واستجابالاحتلال الاسرائيلي على الغاء قانون شاليط و الذي يندرج تحته ما يزيد على 60 عقوبة بحق الأسري, أبرزها منع زيارات ذوي أسرى قطاع غزة والتفتيش العاري والاقتحامات الليلية للغرف والمنع من التعليم والعقوبات الجماعية وتقليص الطعام ...الخ وفى سابقة تاريخية رضخت قيادة السجون على وقف سياسة الاعتقال الادارى وبذلك حقق الاسرى على ما يزيد 90% من مطالبهم. وكعادته الكيان الصهيوني وادارة مصلحة السجون لن تذخر جهدا فى محاولة التقليل من هذا الانتصار أو محاولة تفريغه من مضمونه او الالتفات عليه حيث أنها لا زالت تؤجل إخراج اثنين من الاسرى المعزولين , وقامت بتجديد الاعتقال الادارى لعدد أخر وتحاول التأجيل فى رفع بعض العقوبات التى تندرج تحت قانون شاليط وهذا امر طبيعى لمن يعرف طبيعة الصهاينة , ولكن فى النهاية سيتم تطبيق كل ما تم الاتفاق عليه وإن تأجل لبعض الوقت. سوابق تاريخية 1. تميز هذا الانتصار أنه للمرة الأولى فى تاريخ الحركة الاسيرة يتم التوقيع على اتفاق لانهاء اضراب مفتوح عن الطعام بين الاسرى وإدارة مصلحة السجون حيث ان الاضرابات السابقة كانت الاتفاقات فيها شفوية. 2. وللمرة الاولى فى تاريخ الحركة الاسيرة يوجد طرف ثالث تمثل فى وجود المخابرات المصرية كراعي وشاهد وضامن للإتفاق 3. يعتبر الانتصار الذي حققه الاسري انتصار تحقق ضد حكومة الكيان و ليس ادرة مصلحة السجون , حيث أن طلبات الاسرى كان القرار فيها للحكومة الصهيونية وليس لادارة مصلحة السجون , وكذلك الحكومة الصهيونية هي التي فرضت قانون شاليط وكل ما يتعلق به فى السجزن. ومن انجازات الاضراب البدء بالعمل على تدويل قضية الاسرى حيث تم التواصل مع ما يقارب 320 مؤسسة حقوقية فى أنحاء مختلفة من العالم وكذلك جامعة الدول العربية ونقابة المحامين العرب من أجل العمل على قضية الاسرى الفلسطينيين فى سجون الكيان للعمل على تدويل هذا الملف. وفي ما يتعلق بالتضامن مع الاسرى خارج السجون شهدت فعاليات التضامن زخما كبيرا قد يكون الأكبر فى تاريخ الاضرابات , وأيضا من حجم التغطية الإعلامية للحدث. كل ماسبق يجعل الانتصار الذي حققه الاسري انتصار تاريخي يسجل بأحرف من نور فى تاريخ الحركة الأسيرة وإن شاء الله يكون خطوة نحو تحرير كافة الاسرى قريبا بإذنه تعالى . بقلم الأسير المحرر : أحمد ابراهيم الفليت المدير التنفيذي لرابطة الأسرى المحررين . أمضى فى السجن 20 عام , حيث خاض تجربة الاضراب عدة مرات فى السجون, ومحرر فى صفقة وفاء الاحرار الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة