"لا أحد يستطيع ان يجعل شخصا سعيدا بمجرد فرقعة أصابع، إن ما يمكنك فعله هو أن تساعد الناس كي يروا ما هو مفيد لهم أن يروه". نتطلع إلى أيام العيد ولسان حالنا يبتهل بالدعاء إلى الله أن يمن علينا بنعمة السعادة، التي تحرمنا الأحداث المحيطة بنا من تذوقها، أو الاستمتاع ببهجة العيد. كتاب "مئة سر بسيط من أسرار السعداء: ماذا تعلم العلماء عنها وكيف تستطيع الاستفادة منها" الصادر عن دار العبيكان للدكتور دكتور ديفيد نيفين، ترجمة ابتسام محمد يقدم مجموعة من النصائح للاستمتاع بالسعادة والحصول عليها، نصائح تعتمد على نتائج بحوث قام بها علماء درسوا السعادة والرضى في الحياة، والكتاب يقدم مئة نصيحة بسيطة وأمثلة حول كيفية العثور على السعادة والبقاء فيها. ما يميز هذا الكتاب عن غيره هو أنه يقدم أسرار بسيطة ووصفات متواضعة لكي نحصل على السعادة، فمثلاُ الروائح الزكية والكمبيوتر والموسيقى والصداقة، كلها أمور بسيطة تحيط بنا ويؤكد الكتاب أن لها لمسات السحر في شعور الإنسان بالسعادة، كما يعكس الكتاب خلاصة أبحاث علماء بارزين درسوا حياة الناس العاديين، ويساعد الذين يريدون أن يعرفوا المزيد عن الفرق بين السعداء وغير السعداء. السطور القادمة تحمل بعض من نصائح الكتاب لكي نصبح سعداء. الإيمان بالله إن الدين يرسم لنا معالم الطريق وهو يقدم لنا الأجوبة ويوفر التوافق ويقدم الأمل والدراسات أثبتت أنه بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقها الناس، فإن الذين يمتلكون معتقدات روحية قانعون بحياتهم على العكس ممن تنقصهم المعتقدات الروحية. يجب أن يكون هناك هدفاً لحياتك تشير دراسات كبار السن في أمريكا أن من أفضل أدوات التنبؤ بالسعادة هي فيما إذا كان الإنسان يعتقد أن هناك هدفاً في حياته، فبلا هدف محدد واضح نجد أن سبعة أشخاص بين عشرة يشعرون بعدم الاستقرار في حياتهم. استعمل خطة للسعادة الأبحاث تقول أن الأشخاص السعداء لا يعيشون نجاحاً تلو الآخر، ولا يعيش غير السعداء إخفاقاً تلو الآخر. فحقيقة الأمر أن كلا من السعداء وغير السعداء يعيشون تجارب حياتية مماثلة، كما تبين الدراسات الفارق هو أن الشخص غير السعيد يقضي أكثر من ضعف الوقت يفكر في الأحداث غير السارة في حياته، في حين أن الشخص السعيد يميل إلى البحث ويعتمد على معلومات تضئ نظرته الشخصية. ويؤكد الكتاب أنه ليس من الضروري أن تفوز في كل مرة، فالتنافس قد يكون عائقاً أمام القناعة في الحياة، لأنه لا يمكن أن يكون الإنجاز كافياً، والإخفاق مدمر بوجه خاص. الصداقة العلاقات الدافئة كما يشير الكتاب سبب رئيسي من أسباب السعادة، نظرة الإنسان إلى العالم بشكل عام هي أكثر العناصر أهمية في السعادة، فإذا شعرت بالقرب من الآخرين ستشعر بالرضا عن نفسك أربعة أضعاف مما تشعره فيما لو لم تكن قريباً من أحد. اغلق جهاز التليفزيون إن التليفزيون كما يقول الكتاب هو حشوة الكريمة التي تبعدنا عن جوهر حياتنا. وينصحك الكتاب: لا تفتح التليفزيون لمجرد أنه موجود افتحه فقط عندما يكون هناك شئ ما تريد أن تشاهده، فالساعات التي تبتعد فيها عن التليفزيون يمكن أن تستغل في عمل شئ ما مع أسرتك أو أصدقائك أو في إيجاد لحظة هدوء نادرة لنفسك. وبعيداً عن التليفزيون يمكنك أن تفعل شيئاً مرحا بدلاً من إضاعة الوقت بلا معنى. وتشير الأبحاث أن كثرة مشاهدة التليفزيون تقلل قناعتنا الشخصية بنسبة 5% لكل ساعة نشاهد فيها التليفزيون يومياً. تقبل نفسك بلا شروط في دراسة حول نظرة الكبار لذواتهم، وجد الباحثون أن الناس الذين يشعرون بالرضا والسعادة في أنفسهم يتقبلون الهزيمة ويفسرونها بعيداً عن أنفسهم، ويعدونها حالة منفصلة لا تمت بأي شكل إلى قدراتهم. أما الأشخاص غير السعداء فيأخذون الهزيمة ويضخمونها بشكل يمثل طبيعتهم ويستخدمونها في التنبؤ بنتائج أحداث حياتهم المستقبلية. احصر تفكيرك في شئ واحد عند النوم إن الذين يعانون من القلق الكثير يتركون أنفسهم نهباً لفكر شتى عندما يحاولون النوم، إلى أن يصطنعوا في النهاية وخلال دقائق معدودة مزيداً من المشكلات. ومع هذه المشكلات كلها تسأل نفسك كيف لي أن انام. في دراسة حول طلبة الجامعة تبين أن الانتقال من فكرة إلى أخرى قبل النوم مقرون بنوم سيئ وهم وقلق وتعاسة. اشعر الآخرين بمدى أهميتهم بالنسبة إليم تُبنى اعلاقات على التقدير المتبادل وليس هناك طريقة أفضل من أن تظهر ذلك التقدير بأن تخبر شخصاً ما مقدار اهتمامك به. أثبتت الدراسات حول الشباب العاطلين عن العمل أن مدة التعطل عن العمل أقل أهمية لهؤلاء من مقدار الدعم الاجتماعي الذي يتلقونه من الوالدين وأفراد الأسرة والأصدقاء. اجعل تخميناتك إيجابية يتخذ الناس غير السعداء مواقف لا يكونون فيها واثقين من وجهات نظرهم ويخرجون باستنتاجات سلبية. فمثلاً إذا كان شخص ما غير متأكد من السبب الذي يجعل شخصاً آخر لطيفا معه فإنه يفترض أن يكون هناك مصلحة وراء ذلك. أما الناس السعداء فإنهم يتخذون الموقف ذاته، ويفترضون الاحتمال الإيجابي، وهو أن الشخص لطيف فعلاً. إن الأشخاص السعداء وغير السعداء يفسرون العالم بطريقة مختلفة. عندما يحاول شخص غير سعيد تفسير الأمور فهو يفسر ثماني حالات من بين عشر بطريقة سلبية، أما الشخص السعيد فهو يفسر ثماني حالات من بين عشرة بطريقة إيجايبة. تابع القراءة إن من يقرأ الكتب يستفيد مما تعلمه ومن المتعة التي يحصل عليها إضافة إلى ذلك أن القراء يدربون عقولهم وعندما يفعلون ذلك يشعرون بالرضا بأنهم يقضون وقتهم بطريقة حكيمة. إن القراءة كما يؤكد الكتاب تشغل العقل وتقوم بتدريب ذاكرتنا وخيالنا ويمكن أن تساهم بالسعادة بطرق مماثلة للتفكير النشط الإيجابي. فالقراء المنتطمون يميلون إلى التعبير عن الرضا اليومي بنسبة 8%. احط نفسك بروائح زكية هذه طريقة بسيطة كما يشير الكتاب تجعل شعورك بالسعادة أقرب. قم بتهوية منزلك وأحضر بعض الأزهار العطرة، واجعل بيتك ذا رائحة زكية عندها ستشعر بتأثير ذلك. منذ خمسمئة عام مضت استعمل الجنود في أوروبا بهارات ذات رائحة زيكة لتخفيف آلام الجرحى. يمكننا تشبيه الروائح الكريهة بشخصيات خبيثة تدخل في حياتنا ولا تغادرها أبداً. وإن عشت معها فترة طويلة لن تستطيع أن تحس بها، لأنها أحاطت بك هذه المدة، فسجادة قديمة رطبة مثلاً تمثل تهديداً لحواسنا بعدم الشعور بالراحة، وحينئذ نكون قد فقدنا حاسة الشم وفقدنا عقلانا. إن حواسنا تعمل باستمرار تقدم لنا إشارات مبهمة حول بيئنا والروائح العطرة تثير الدهشة والسعادة لدى ثمانية أفراد من بين عشرة، في حين أن الروائح الكريهة تثير الاشمئزاز وردود فعل غير سعيدة. لا تركز على مآسي العالم بل على آماله تحدث أمور مأساوية كثيرة في عالمنا ولكن بدلاً من التركيز على هذه المآسي يجب أن نتطلع إلى المستقبل. فكر في احتمالات العالم، فلربما يحمل المستقبل في طياته علاجاً للأمراض ونهاية للعنف والفقر والجوع. وكما تشير الدراسات فهناك تسعة من بين عشرة أمريكيين قلقون ومضطربون على جوانب العالم والمجتمع، والفرق بين من هم أكثر سعادة أو أقل هو ما يفعلونه إزاء هذا القلق. فالأقل سعادة ينغمسون في المشكلات التي يرونها، في حين أن الأكثر سعادة يركزون على التطور الإيجابي في المستقبل. كن حي الضمير انجز ما تبدأ به، واهتم بما تعمل واعمله بشكل جيد. وعلى الرغم من أن كونك حي الضمير ليس أمراً سهلاً كالإهمال، فإنك تشعر برضا أكثر عن نفسك عندما تعمل شيئاً جيداً. هناك قول قديم ماثور، هناك طريقتان لعمل أي شئ: تأن واعمله بشكل صحيح، أو قم بالعمل على عجلة ولن تنتهي منه أبداً. وتبين دراسة أن الميل نحو الانضباط والتأني وأداء الواجب ذو تأثير إيجابي على السعادة بنسبة 18%. كن مرحاً عليك ان تخصص بعضاً من الوقت يومياً للمتعة والبساطة والضحك. فالمرح أحد العوامل الخمسة الأساسية التي تؤدي إلى العيش بسعادة. استمع إلى الموسيقى موسيقانا المفضلة تنقل أرواحنا إلى مكانها المفضل. وقد وجد أن الأشخاص الذين يستمعون لموسيقى اختاروها بأنفسهم لها أثر إيجابي عليهم بنسبة 92% فالسعادة ردة فعل طبيعية للموسيقى. لا تساوم على أخلاقك إن الناس الذين يتنازلون عن معتقداتهم لتحقيق أهدافهم يجدون أنفسه في نهاية المطاف غير قانعين بإنجازاتهم. فكونك سعيداً وأخلاقياً أمران يدعم أحدهما الآخر. فالناس الذين يشعرون بأنهم غير أخلاقيين لا يشعرون بالسعادة بمقدار النصف إذا قورنوا بأولئك الذين يشعرون بأنهم أخلاقيون. دلل الحيوانات إن لدى الحيوانات الكثير لتتعلمه عن الحب، فكلما اقتربنا منها حصلنا على المزيد من المتعة. التفاعل مع الحيوانات يوفر لنا متعة فورية ومشاعر إيجابية طويلة الأمد وتساهم بقوة في سعادتنا. فالناس الذين يعيشون مع حيوان أليف شعرون بالقناعة أكثر من غيرهم بنسبة 22%. تناول الفاكهة إن من يتناول الفاكهة يشعر بمتعة ما يأكل ويكون أقل اهتمامً بتناول الكميات الكبيرة من الأطعمة الأخرى. فتناول الفواكه مقرون بعدد من العادات الحياتية الإيجابية التي تساهم في الصحة والسعادة. تعلم كيف تستعمل الكمبيوتر إن الذين يستعملونه يعيشون عجائب التكنولوجيا وعجائب العالم. فهو يجمع الناس معا ويقرب المسافات.