بنى الإخوان المسلمون شعبيتهم الجارفة – السابقة – في مصرعلى أنهم أعداء أمريكا وإسرائيل ، وأنهم نواة "جيش محمد" لتحرير القدس ونصرة فلسطين .. فى أكثر من مناسبة حرق الإخوان أعلام أمريكا وإسرائيل فى مظاهرات ومسيرات واعتصامات .. فى مجالس الشعب السابقه أثناء فترة حسنى مبارك كان نواب الإخوان يتهمون الحكومة والدولة بالعمالة للولايات المتحدة وتل أبيب ، وأن السلطة المصرية وحكومتها تخدم مصالح العم سام والدولة اليهودية أكثر مما تخدم مصالح المصريين .. غير أنه تم مؤخراً تسريب محضر استجواب الكونجرس الأمريكى للرئيس أوباما – الذى يفخر الإخوان بأنه من أصول إسلامية ويرفعون صوراً له بلحية فى اعتصام رابعة – حيث تم فى الاستجواب محاصرة الرئيس الأمريكى حول إنفاقه 8 مليارات دولار من أموال دافعى الضرائب على تمكين الإخوان من الحكم والأسباب التى دفعته إلى ذلك ، وهل كان الإنفاق على الربيع الإخوانى فى الوطن العربى من تنفيذ إدارته .. تسريب محاضر استجواب الرئيس أمام الكونجرس بشأن المسألة المصرية ، وهو الاستجواب الذى قاده ميت رومنى المرشح السابق للرئاسة ورئيس المجموعة البرلمانية للحزب الجمهورى فى مجلس النواب الأمريكى (إحدى غرفتى البرلمان) ، دفعنى للاعتقاد فى أن هذا البرهان يعد دليلاً على سفالة أوباما ويمكن أن ألخص بعضها فيما يلى: واجه الرئيس أوباما – فى الجلسة السرية – اتهاماً بأنه دعم جماعة الإخوان المحظورة فى مصر بأكثر من ثمانية مليارات دولار ليساعدها على الوصول إلى الحكم ويحقق تمكينها من ذلك .ومن المدهش والمضحك أن الرئيس اعترف – فقط – بمنح الإخوان أربعة مليارات دولار ، وقال إن الباقى كان فى شكل مساعدات (عينية) !! يعنى أوباما سلم الإخوان من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ما يساوى ثمانية مليارات دولار بغية وصولهم إلى الحكم ، فأما المساعدة المادية فقد أعطاها (لقادة) الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، فكم احتفظوا لأنفسهم وكم أنفقوا لذلك الغرض؟ . لا أحد يعلم ، وكم أودعوا فى بنوك تركيا؟ .. لا أحد يعلم ، وكم تم تحويله إلى مصر فى شكل سندات أو ودائع؟.. لا أحد يعلم . يعنى أوباما (فى تلك النقطة بالذات) أسهم فى عملية فساد أمريكية كبرى ، وعملية لا تقل فساداً أو إفساداً فى مصر ومن دون التزام أى قدر من الشفافية. سفالة أوباما وتذكرون – بالقطع – أن أوباما وبعض نجوم إدارته مثل جون كيرى وزير الخارجية (وقتما كان سيناتور) اتهموا الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأن لديه ثروة فى الخارج تقدر بسبعين مليار دولار ، وكانت تلك الشائعة من أهم أسباب غضب المصريين واحتجاجهم فى أحداث يناير 2011 .. وعلى أية حال فقد تراجعت الإدارة الأمريكية – بعدما حققت هدفها من نشر تلك الشائعة – وأعلنت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أن ثروة مبارك تقدر بسبعة مليارات دولار فقط ، وهو الأمر الذى لم يثبت شىء منه حتى اللحظة الراهنة ، يعنى ثبتت تهم الفساد المالى ، وهدر المال العام ، وعدم شفافية إنفاق مبلغ طائل على أوباما فى علاقته بجماعة الإخوان فى حين لم يثبت شىء على مبارك (وهذا بالمناسبة فى مقام المقارنة وليس فى مجال الدفاع عن أحد) .. أما الأربعة مليارات دولار الأخرى فهى التى يقول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنه قدم بها للإخوان مساعدات (عينية) ، وأن من يريد معرفتها عن أعضاء الكونجرس عليه أن يتقدم بطلب فحصها والإطلاع عليها .. ونحن نتساءل . ماهى طبيعة تلك المساعدات (العينية) .؟. هل قدم الرئيس الأمريكى أسلحة إلى الإخوان؟ هل أمدهم بنظم تنصت (بإعتباره متخصصاً فى عمليات التجسس على مواطنيه) ؟ هل أضاف أوباما إلى فاتورة المساعدات (العينية) عمليات تدريب العناصر الإخوانية داخل الحدود المصرية أو خارجها؟ وهل تشتمل تلك المساعدات (العينية) دفع أموال للصحف ووسائل الإعلام التليفزيونية والإلكترونية حول العالم لتحطيم وتفكيك الدولة المصرية وتسهيل مهمة الإخوان فى الاستيلاء على الحكم؟ وفى جميع الأحوال فإن الرئيس باراك أوباما أنفق – سراً – ثمانية مليارات دولار من الموازنة الأمريكية على جماعة الإخوان ومشروعها الجنونى بإقامة إمارة وخلافة فى منطقتنا تطابقان فكرة ومجال الشرق الأوسط الكبير، وهى سابقة خرافية بالنسبة للنظام الأمريكى ومؤسسيته وقانونيته وشفافيته. التآمر على مصر الرئيس الأمريكى باراك أوباما – كما تذكرون – قال إبان أحداث يناير 2011 إنه يتمنى أن يشب أولاده ويصبحوا كما الذين قادوا التغيير فى مصر ، بينما – وطبقاً لتلك المعلومات – فإن أوباما وقتها كان غارقاً حتى شواشيه فى التآمر مع الإخوان ، وفى الإنفاق السرى لأموال الشعب الأمريكى عليهم . يعنى هل يريد الرئيس أوباما أن يصير أولاده سذجاً مثلنا يخدعهم الأجانب ويورطونهم فى مؤامرة مقرفة حيكت بليل على يد رئيس أجنبى منحط ، سرق أموال شعبه وصرفها على جماعات إرهابية مصرية بغية تمكينها عنوة من حكم مصر ، وغير جهود شبكة من الجواسيس والعملاء تم تدريبهم على مواجهات الشوارع وتفكيك النظم ، وعلى خلق تنظيمات أهلية صغيرة تسهم فى خلق (حالة) تفضى إلى تقويض الدولة الوطنية وتمكين التجمعات الدينية من الحكم . قال الرئيس الأمريكى خلال استجوابه فى الكونجرس أنه بنى مواقفه إزاء الوضع فى مصر بناءً على التقديرات (الخاطئة) لسفيرته فى القاهرة آن باترسون ، ولم يكن وحده وإنما شاركته أجهزة المخابرات الأمريكية اعتماده على تلك السفيرة وتقاريرها. وهذا يضيف حمولة أخرى من الفشل الإدراى والفنى على أداء أوباما لأنه لا يتابع عمل سفرائه ولا يضع يده على جوانب الخلل بها والمفترض أن هناك تغيراً فى الحقائق الميدانية على الأرض يجب ان تتابع فى إلحاح ، وكان يدفع – بالضرورة – إلى الشك فى صحة تقارير آن باترسون ، وقدرت أن باترسون كلما أحست بأن الواقع يخالف تقديراتها فيما يخص قبول المصريين للإخوان ، أوغلت واستماتت فى الدفاع عنهم حتى تثبت أنها كانت على حق. وفى تصورى أن أوباما كاذب فيما يتعلق بإلقائه المسئولية على عاتق باترسون وأنه كان شريكاً (بقصد وتدبر) لتلك السفيرة فى مؤامرة نسجاها لدعم الإخوان وتنظيمهم الدولى ومشروع خلافتهم الجنونى.من ضمن ما ذكره الرئيس الأمريكى للكونجرس أثناء استجوابه أن مرسى أعطى أمريكا وعداً بجزء من مصر وأن الإدارة الأمريكية كانت تحركه كيفما تشاء. وقال أن هذا الجزء يطل على البحر الأحمر وهو مافشلنا فيه طوال 30 عاما ووعدنا الرئيس مرسي به!! (وقد ضحك أوباما مستخفاً حين أشار لتلك الحقيقة) وقال – كذلك – إن مرسى تجاوب مع الترويج الأمريكى لمواجهة سوريا فعقد مؤتمراً ضخماً وأعلن فيه قطع علاقته بسوريا ، وإرسال عناصر مسلحة لتحارب النظام هناك.وهذه الأدوار التى يراها أوباما مبهرة (ولعبها محمد مرسى ونظامه) تدل – فعلاً – على أن أوباما سافل ، لأن ما بهره لم يكن سلوك رؤساء دول ، أو رموز حكم ، ولكنه كان ابتذال وتهتك الجواسيس والمتخابرين والعملاء.وهذا بعض ما كان من أمر الرئيس الأمريكى باراك حسين أوباما ، ومن واقع جلسة الكونجرس لاستجوابه.