ما حقيقة الخلاف بين الاسلام السياسى وبين التيار العلمانى الذى وصل الى نقطة لا عودة واصبحا كجوادين يجران عربة فى اتجاهين متضادين هل لأن المسلمين او المتأسلمين كما يحلو للتيار العلمانى ان يطلق عليهم ( ولا ادرك معناها الا رميهم بالكفر اوالنفاق على الاقل) هم طلاب سلطة او دنيا فإذا كانوا كذلك فإنهم لم يحصدوا من دعوتهم إلا السجون والمعتقلات ونقص من الاموال والانفس والثمرات فبئست السلطة هى وعلى النقيض كان التيار العلمانى اصحاب السلطة والقرار واكتظت حساباتهم المصرفية بالاموال وبدا لنا العربة قد شدت فى اتجاه العلمانيين بسلطة المال و سحر الاعلام من سحرة فرعون الذين القوا حبالهم وعصيهم فإذا هى من سحرهم وأكاذيبهم وإشاعاتهم تبدو كثعبان كبير قلبوا به الحقائق وامتلكوا العقل الجمعى لكثيرين مذبذين لا الى هؤلاء ولا هؤلاء قالى تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ?204? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ?205?البقرة. ان الخلاف فى جوهره هو خلاف فى العقيدة وفى نظرة كل منهم لدينه الاسلامى فالعلمانيون يصرون( على اختلاف مذاهبهم ) ان لا يكون للاسلام دولة تتحدث بإسمه وترفع رايته فى الارض وتطبق احكام شريعته على المؤمنين وتبلغ رسالته للعالمين فالاسلام فى نظرهم مجرد رسالة روحية لا صلة له باصلاح المجتمع او بتوجيه الدولة او معاقبة المجرمين اوبتنظيم المال او غيرها من شئون الحياة على حين يعتبر الاسلاميون (على اختلاف مذاهبهم ) ان الاسلام عقيدة وشريعة عبادة ومعاملة ودين وسياسة ودعوة ودولة. ومنذ اقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولة الاسلام فى المدينة واسس لاول دستور عرفته البشرية (وثيقة المدينة ) وهو يحكم بسلطان الشريعة واستمر الخلفاء الراشدون والامويون والعباسيون والعثمانيون على هذا النهج حتى ألغيت الخلافة فى 1924 م ولايسمح برجوعها من اهل الكتاب ومسلمون يتسموا باسماءنا وتسربت الفكرة العلمانية الى الازهر عن طريق الشيخ على عبد الرازق فى 1925 م الذى زعم بأن الاسلام رسالة روحية لا شأن له بالسياسه وتبع الشيخ كثيرين من انصار الفكر العلمانى مثل احمد لطفى السيد وطه حسين وسلامة موسى وزكى نجيب محمود....الخ وواضح ان جوهر الخلاف عميق ولايمكن الالتقاء فى نقطة واحدة لانه معركة عقيدة ومعركة لابد ان تنتهى بفوز احدهما بلمس الاكتاف فإستراتيجية التيار العلمانى عبر عنها صراحة الملياردير النصرانى الذى صرح بأنهم لن يسمحوا بأقامة دولة دينية لا فى المظهر حيث هاجم الحجاب والنقاب واللحية اكثر من مرة ولا فى الجوهر حيث قال انه لن يسمحوا بمرور اى قانون يتوافق مع الشريعة الاسلامية فى مجلس النواب حتى وان كانوا معارضة واقلية فكيف يتسنى لهم ذلك الا بالعنف والبلطجة وادخال الوطن فى اتون يقضى على النذر القليل المتبقى لهذا الشعب بعد سرقته من حرامى الحلة. وهذا يتضح من اسقاط او محاولة اسقاط المجالس المنتخبة من قبل الشعب والرئيس المنتخب والهروب من الاستحقاق الانتخابى والحشد والتعبئة لغزوة الاحزاب المصرية كما حشدت قريش وبنو سليم وغطفان فى 5 هجرية بالتعاون مع بنو قريظة وانضم لهم مسلمين ضاقوا من الحصار وقال احدهم كان محمداً يعدنا ان نأكل كنوز كسرى وقيصر و احدنا اليوم لا يأمن على نفسه ان يذهب الى الغائط كما ضاق مصريون من الازمات اليومية المفتعلة او الموروثة . ويتصور التيار العلمانى ان الشوط القادم هو آخر الاشواط فى المبارة و لكنى اتصور انه حلقة من حلقات سيدفع ابرياء ثمناً فادحاً لعدم وصول العلمانيين الى الحكم عبر صناديق الانتخاب كما كانوا اصحاب السلطة والقرار والمال الحرام. وبالنسبة للاخوة النصارى ان المبارة من طرفين وليس من طرف واحد وان من بدأ العداء والعنف عليه ان يتحمل ردود فعل الآخرين فهل يكون مصير النصارى كمصير بنو قريظة اتمنى الايحدث ذلك فمنهم قسسيين ورهبان وانهم لا يستكبرون وما رأى الازهرو دار الافتاء فى حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من آتاكم وامركم على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم ويفرق جماعته فأقتلوه وهذا سؤال نيتى فيه حقن الدماء وليس العكس لأنى اعلم ان فتاوى القتل جاهزة للتفعيل . وتبقى وصية رسول الله عليه الصلاة والسلام الا ان رحى الاسلام دائرة فدوروا مع الاسلام حيث دار الا ان القرآن والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب. اللهم أستر عوراتنا وآمن روعاتنا اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الاحزاب .