إيران تطلب من الإسرائيليين مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة " لإنقاذ حياتهم "    وزير الشباب يقترح إضافة مادة جديدة على تعديلات قانون الرياضة    ليعود في أسرع وقت.. الخطيب يوجه بتوفير الرعاية الكاملة لإمام عاشور    السيطرة على حريق بمولد كهربائي داخل ثلاجة خضار بسوق العبور    وزير الثقافة يفتتح الدورة 45 للمعرض العام بمشاركة 326 فنانًا    عزاء نجل الموسيقار صلاح الشرنوبى فى مسجد الشرطة بالشيخ زايد.. الثلاثاء    قبل عرض 7Dogs.. كيف روج تركي آل الشيخ للفيلم؟    عضو بالبرلمان التونسي: «الإخوان» اخترقوا قافلة الصمود وحولوها لمنصة تهاجم مصر وليبيا    محافظ جنوب سيناء وسفير الهند يبحثان سبل تعزيز التعاون السياحي وإنشاء مدرسة دولية متخصصة في رياضة اليوجا بسانت كاترين    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    «الشروق» تكشف موقف بن شرقي بعد الغياب عن مباراة إنتر ميامي    رحلة إلى الحياة الأخرى.. متحف شرم الشيخ يطلق برنامجه الصيفي لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية القديمة    لميس الحديدي: كرة اللهب تتناوب بين تل أبيب وطهران.. ولا نهاية قريبة للحرب    شباب القلب.. 4 أبراج تتمتع بروح الطفولة    بعد تصدره «التريند».. الحسن عادل: «أغنياتي نابعة من إحساسي وبتعبر عن مشاعري»    أمين الفتوى يوضح حكم الزيادة في البيع بالتقسيط.. ربا أم ربح مشروع؟    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    أوليس أفضل لاعب بمباراة بايرن ميونخ ضد أوكلاند سيتى فى كأس العالم للأندية    السعودية: وصول طلائع الحجاج الإيرانيين إلى مطار "عرعر" تمهيدًا لمغادرتهم    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوجيهات رئاسية جديدة تتصدر نشاط السيسي اليوم    رسمياً.. جينارو جاتوزو مديراً فنياً لمنتخب إيطاليا    عائلة تطرح جزيرة في اسكتلندا للبيع بسعر أقل من 8 مليون دولار    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    «جزار الوراق» ينكر التعدي على تلميذة: «ردت علىَّ بقلة ذوق فضربتها بس» (خاص)    صراع مع آلة لا تعرف الرحمة.. «نيويورك تايمز»: الذكاء الاصطناعي يدفع البشر للجنون    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وإلقاء جثته بمقابر أسوان    رامي جمال يوجه رسالة لجمهور جدة بعد حفله الأخير    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    التعليم: تدريب مجاني لمعلمي الإنجليزية بالتنسيق مع السفارة الأمريكية -(مستند)    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    10 سلوكيات خاطئة ابتعدى عنهم مع أطفالك حفاظا على صحتهم    التنظيم والإدارة يعلن ترتيب امتحانات مسابقات التوظيف بالجهاز الإداري للدولة    رئيس جامعة المنوفية يرأس لجنة مقابلات لتجديد مناصب مديري العموم وأمناء الكليات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    محافظ الغربية يجرى جولة مفاجئة داخل مبنى الوحدة المحلية بسبرباى بمركز طنطا    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا ل رئيس الوزراء (تفاصيل)    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    طريقة عمل فطيرة السكر باللبن في خطوات بسيطة    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    سعادة بين طلاب الثانوية العامة في أول أيام مارثون الامتحانات بالقليوبية    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    استمرار استقبال محصول القمح المحلي للمواقع التخزينية بالشرقية    "طوارئ" بشركات الكهرباء تزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    ترقب وقلق.. الأهالي ينتظرون أبناءهم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة| شاهد    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    ماراثون الثانوية العامة بدأ.. طلاب الأقصر يتوافدون على اللجان لأداء أول يوم امتحانات    الأهلي أوقفه.. ميسي يتعطل لأول مرة في كأس العالم للأندية    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    تعليق ساخر من مجدي عبد الغني على مدرب الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
نشر في المصريون يوم 24 - 02 - 2010

في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء.. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة .
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات.. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة .
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها.. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير .
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول ( صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص.. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير.. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة .
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً.. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا.. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق.. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله.. لا ننتظر أجراً من أحد.. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا .
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة.. ودعاة لا بغاة .
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق.. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده.. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق.. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر.. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط.. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا.. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً.. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية.. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا.. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم.. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه.. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله ( صلى الله عليه وسلم )
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين.. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار.. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم.. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل.. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها.. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي.. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية .
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس .
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها .
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة .
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام .
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك .
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه ( صلى الله عليه وسلم ) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله.. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس.. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه.. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا.. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً ..وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله.. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا .
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم .
وأن نرحم الناس كل الناس.. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر.. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر.. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم .
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء .
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما.. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات.. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ.. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها.. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته.. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق .
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق .
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق ..فجمعت الحسنين معا ً .
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم.. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا .
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل..والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا.. ونعطى من حرمنا.. ونصل من قطعنا" .
فالصبر الجميل.. والحلم الجميل .. والصفح الجميل.. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك.. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط.. ولكننا سنحاول مرات ومرات.. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.