تنسيق الجامعات 2025..فتح تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات الفنية    مدبولي يستعرض مع وزير المالية ملامح الحزمة الثانية من «التسهيلات الضريبية»    كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة    العالم يترقب عودة دوري أبطال أوروبا.. معلومات وتفاصيل    محترفو الفراعنة × أسبوع| فوز قاتل لصلاح.. غياب منعم ومرموش.. خسارة ثنائي الجزيرة.. وغضب من مصطفى    الأهلي يبحث عن مهاجم أجنبي.. و«الحملاوي» يعود للصورة    تموين الجيزة: تحصيل 14.8 مليون جنيه غرامات من أصحاب المخابز    آسر ياسين ودينا الشربيني يقدمان "اشهد يا ليل" في رمضان 2026    حكم الخلوة الشرعية عبر الإنترنت بين الزوجين بعد عقد القران    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    «اضطراب القلق الاجتماعي».. كيف تعرف أنك مصاب وكيف تتعامل مع المناسبات دون توتر؟    الداخلية توضح حقيقة فيديو قديم لتجاوز سلوكي منسوب لفرد شرطة بالقاهرة    اختل توازنه.. مصرع سباك سقط من علو في العمرانية    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    وزير الري يفتتح فعاليات اليوم الثانى من "معرض صحارى"    الصين تهدد باتخاذ إجراءات مضادة بعد دعوة ترامب لفرض رسوم على بكين    المتحف القبطي يحتفل بعيد النيروز بمعرض "النخلة حكاية تراث"    حكم قضاء الصلوات الفائتة .. «الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية» يجيب    بكين تحقق مع نيفيديا وسط تصاعد التوتر التكنولوجي مع واشنطن    نجاح جراحة قلب مفتوح معقدة بمستشفيات قنا الجامعية لإنقاذ حياة مريضة    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    بتكلفة 15 مليون جنيه.. افتتاح توسعات طبية بمستشفى فيديمين المركزي في الفيوم    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    الاحتلال يكثف إجراءاته بالضفة.. مئات الحواجز والبوابات الحديدية    تعليق مفاجئ من آمال ماهر على غناء حسن شاكوش لأغنيتها في ايه بينك وبينها    وزير الخارجية البولندي يوضح حقيقة الطائرات المسيّرة التي اخترقت أجواء بلاده    حاكم يوتا الأمريكية يكشف أسرارًا عن المتهم بقتل تشارلي كيرك.. ما هي؟    تحرير 126 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء خلال 24 ساعة    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    قرار وزاري بإصدار ضوابط وآليات إعتماد «الإستقالات» طبقًا لقانون العمل الجديد    الحكومة تستعد لطرح فرصًا استثمارية في قطاع إنشاء وتشغيل المستشفيات    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    موعد إعلان الفائز بمسابقة أفضل ممارسات الحفاظ على التراث العمراني 2025    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    الفريق أسامة ربيع ينعى 4 مرشدين رحلوا خلال عام 2025    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    إزالة 95 حالة تعدٍ على الأراضى الزراعية بسوهاج خلال حملات موسعة.. صور    ليه 3 ديفندر؟.. غضب فى الأهلي بسبب تشكيل النحاس أمام إنبي    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    منافسة شرسة بين مان سيتي ويونايتد على ضم نجم الإنتر    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    ملك وملكة إسبانيا يبدآن غدا زيارة إلى مصر    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية    «لم يرحموا بكاء طفلتي».. القصة الكاملة لوفاة رضيعة الإسكندرية على ذراع والدتها بسبب منع الإجازة    "الأوقاف" تعلن عن أسماء المقبولين للدراسة بمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعبة للغاية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    «بيفكر في بيزيرا».. رضا عبدالعال يهاجم زيزو    تسمم 4 أشقاء تناولوا "سف فئران" بالخطأ في البحيرة    لقاء الخميسي في الجيم ونوال الزغبي جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
نشر في المصريون يوم 24 - 02 - 2010

في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء.. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة .
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات.. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة .
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها.. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير .
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول ( صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص.. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير.. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة .
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً.. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا.. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق.. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله.. لا ننتظر أجراً من أحد.. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا .
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة.. ودعاة لا بغاة .
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق.. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده.. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق.. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر.. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط.. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا.. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً.. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية.. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا.. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم.. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه.. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله ( صلى الله عليه وسلم )
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين.. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار.. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم.. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل.. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها.. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي.. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية .
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس .
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها .
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة .
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام .
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك .
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه ( صلى الله عليه وسلم ) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله.. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس.. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه.. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا.. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً ..وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله.. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا .
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم .
وأن نرحم الناس كل الناس.. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر.. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر.. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم .
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء .
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما.. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات.. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ.. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها.. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته.. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق .
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق .
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق ..فجمعت الحسنين معا ً .
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم.. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا .
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل..والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا.. ونعطى من حرمنا.. ونصل من قطعنا" .
فالصبر الجميل.. والحلم الجميل .. والصفح الجميل.. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك.. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط.. ولكننا سنحاول مرات ومرات.. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.