- الرفاعى : اسرائيل تترجم عنا كل شاردة وواردة حتى كتب الطبخ و الفكاهة - محللو اسرائيل توقعوا حكم الأخوان و استخدامهم الفاشية الدينية ضد معارضيهم - باحثو اسرائيل توقعوا سقوط بشار خلال ايام و الأمزجة العربية كان لها رأيا آخر - حمدى ابراهيم : اسرائيل عدو محترم .. و إعلامنا مضلل - اسماعيل : الجهات الرسمية ترفض الترجمات عن العبرية اجتمعنا تحت صورة الروائى الكبير " يوسف السباعى " فى المكان الذى انشأه ليكون ناديا للقصة و حاضنا للأدب ، تشرق من صورته ابتسامة و كأنه حاضرا معنا يحيى الحضور . و قد تكون هذة المرة الأولى الذى يناقش فيه عملا غير قصصى تحت سقف هذا المكان الذى مر به العديد من أدبائنا العظماء الذى يمتلئ المكان بصورهم أمثال طه حسين و إحسان عبد القدوس و نجيب محفوظ و توفيق الحكيم . و إن شدد رئيس نادى القصة الحالى نبيل عبد الحميد على كون الأمر استثنائيا ، و أن تحت سقف هذا المكان لا يجب أن تناقش سوى الأعمال القصصية تحقيقا للهدف الذى انشا من أجله المكان ، فاختلف معه رئيس لجنة الترجمة بالنادى فاروق عبد الله قائلا أن الأمر يجب ان يكون به مرونة ، و يكون للمكان دوره التوعوى . كانت تلك الأجواء التى نوقش فيها كتاب " ثورات الربيع العربى فى عيون إسرائيلية " ، ترجمة و اعداد أكاديمية آفاق الدولية من خلال فريقها المتخصص فى الشئون و الدراسات الاسرائيلية للترجمة ، و يحوى الكتاب مجموعة من الآراء و التحليلات السياسية التى نشرتها مراكز أبحاث اسرائيلية و بعض الصحف العبرية حول ثورات الربيع العربى بعد مرور عام على اندلاعها . وبدء د. جمال الرفاعى رئيس قسم اللغة العبرية و آدابها بجامعة عين شمس حديثه بذكر قصة " الهزيمة كان اسمها فاطمة " و التى تناول فيها السباعى الهزيمة التى لم تتوقف فقط على حرب 67 ، بل الهزيمة الاخلاقية التى جسدتها فاطمة فى القصة ، قائلا هذا ما يربط السباعى و نادى القصة بهذا الكتاب و القاء الضوء عليه لتجنب الهزيمة . ففى الوقت الذى تنقب فيه اسرائيل فى العقلية العربية ، و تهتم بأعمال العديد من الكتاب المصريين و العرب ، نهمل نحن الترجمة عنهم و التعرف على فكرهم ، و قد يتعجب البعض من الكتب التى تترجمها اسرائيل عنا ، فتقتنى فى معارض الكتاب مئات الالاف من الكتب عنا تضم حتى كتب الفكاهة و الطبخ . و قال الرفاعى أن الفترة التى نعيشها قد تطول و هى فترة ليست بهينة ، فيجب ان نعرف كيف ترى اسرائيل الأمور ، و نظرتها للوضع العربى و إدارتها للأمور بالمنطقة . فجاء هذا الكتاب لسد فجوة بالغة الأهمية فى المكتبة العربية ، و الذى ترجم عن العبرية ، أما عن الدراسات التى اصدرها مركز موشى دايان و غيره من المراكز باللغة الانجليزية ، فوصفت ما نحن مقدمين عليه بالفاشية الدينية ، و قارنت بين الثورات السابقة كالثورة الفرنسية و الثورة المصرية ، و هذة الدراسات تتجه لصانع القرار فى أمريكا . ووجدوا بالمقارنة العديد من التشابهات بين الثورتين رغم الفارق الزمنى بينهم و الذى يمتد لقرنين من الزمان ، و تتمثل بشكل كبير فى الشعارات التى رفعت بين شعار الثور الفرنسية " الحرية و الاخاء و المساواة " و بين شعار الثورة المصرية " عيش حرية و عدالة اجتماعية " . و انتهاء الثورة الفرنسية بقيام الفاشية المستبدة بوضع المعارضة على المقصلة ، رابطين هذا بحديثهم عن ما ستصل إليه مصر فى الفترة المقبلة ، فكانت رؤيتهم أن المجلس العسكرى ليس لديهم الرغبة فى الحكم ، فذهبوا ان الاخوان هم من سيحكمون ، و يقدمون وعود للغرب و اسرائيل ان السلام قادم ، و ان هذة الوعود التى ستفتح الباب على اقصاه لهم لممارسة الفاشية الدينية ضد خصومهم ، و علق الرفاعى على ذلك " صدق المنجمون " . كما علق الرفاعى أن تلك المقالات و الابحاث تمت تحت وطأة ضغط الأحداث ، و تظهر مدى الذعر الاسرائيلى على نموها و ازدهارها ، و كان التعبير الدائم لدى الصحفيين الاسرايئلين ان التطبيع العربى انتهى و انهم مقبلين على السلام البارد . و أن بعض الباحثين الاسرائيلين توقعوا عند فض المظاهرات فى سوريا ، أن النظام سوف يسقط خلال ايام ، و هنا ثبت خطأ تلك التحليلات التى ليست دائما ما تصيب ، فأمزجة الشعوب العربية يكون لها دوما رأيا آخر . و من جانبه قال فاروق عبد الله رئيس لجنة الترجمة أن الكتاب يدور عن الصراع العربى الاسرائيلى و الذى يعد أكثر ضراوة من الحروب المعلنة ، و فى حين يأتى ردود فعل العرب انفعالية تبدو اسرائيل امام العالم بمظهر التحضر . و أخذ على الكتاب عدم ذكر تواريخ المقالات رغم دقتها و غزارة معلوماتها ، و عن التحليلات فيظهر رصد الاعلام الاسرائيلى لكل شاردة وواردة بالوطن العربى و ثوراته ، و الدقة التى تتناول بها الأحداث توضح مدى التخبط فى الإعلام المصرى . و رغم عدم حيادية تناولهم للوقائع و للأحداث ، و لكن كثيرا ما صدقت فى توقعاتها المستقبلية للدور الايرانى و الشيعى ، و الدور التركى و مناوئته للإيران ، و لكنها اخطأت فى وصف الثورة المصرية بالمستأنسة . كما وصف التحليلات الاسرائيلية بالخبث و التحايل لاذكاء الصراع بين الدول العربية ، و تفخيم اسرائيل لدور قناة الجزيرة و تناولها للاحداث ، فى حين ترى تراجع دور مصر و انشغالها بالصراعات الداخلية على السلطة بعد اسقاط مبارك . و فى حين غفلوا عن ذكر الترسانة النووية لاسرائيل ، ذكروا ان مصر تسعى لمشاركة ايران فى تصنيع السلاح و انها تصدر غازات سامة لسوريا و غاز الخردل ، ذاكرا وصف استخدمه أحد المحللين الاسرائيلين " الربيع العربى تحول لشتاء إسلامى " . أما عن عمل لجنة الترجمة فقال أنها تهدف لترجمة الأعمال العربية للانجليزية و نشرها بالخارج بالتعاون مع اتحاد كتاب استراليا ، و تم بالفعل ترجمة 20 قصة قصيرة لكبار الكتاب تحت رعاية المركز القومى للترجمة ، و قام بمراجعة ذلك الكتاب اتحاد الكتاب الاسترالى لنشره بالخارج . فيما تحدث د. محمد حمدى ابراهيم عضو لجنة الترجمة بالأعلى للثقافة و النائب الأسبق لرئيس جامعة القاهرة ، عن كيفية تقييم عدوك ، و هذا ما شعر به عند قراءته للكتاب متسائلا كيف يتحدث عنا العدو ، هل يكذب ام يقول صدقا ، أم يضع السم فى العسل . و قال أن العدو المحترم هو من يعلى من شأن عدوه و لا يحقر منه ، و هذا ما وصف به العدو الاسرائيلى فهو على عكس الشعوب العربية لا تحوى مقالاتهم عن أى شتائم تجاه مصر و تقام مقالاتهم على تحليلات ، لا انطباعات شخصية . فى حين ان التحليلات التى نراها كل يوم على التلفاز مضللة ، و إعادة و إزادة لنفس الكلام و كأنهم يريدون أن يقتنعوا بهذا الكلام قبل أن يقنعونا به . و إن اتسم الكتاب بالدقة و الأمانة فى النقل و لكن مأخذه الوحيد الذى نصح به الاكاديمية هو الارتفاع بمستوى الصياغة . و عقب منير محمود أحد مترجمى الكتاب ، و رئيس تحرير قطاع الاخبار اللغة العبرية و الانشطة الثقافية فى اكاديمية افاق الدولية ان الكتاب يعكس ما يفكر فيه الساسة و المحللون و رجال الموساد عن ثورات الربيع العربى ، و ان الكتاب يتوقف على الرصد فقط دون تحليل تلك المقالات و الدراسات ، و ان ذلك الكتاب سيعقب بجزء ثانى . و تحدث منير أن الحكومات تصدر لنا نصف الصورة عن الصراع العربى الاسرائيلى التى ترجعه لعام 1948 ، فى حين يرى أنه يجب أن نعرف قبل ذلك بخمسين عاما ، و نجمع معلومات للمائة عام الماضية عن الجوانب الغير معروفة و التى يجب ان نعرفها عن اسرائيل و الصهاينة . و قال عن التحليلات الاسرائيلة انها لا تناور و صادقة نسبيا و يجب ان نتعلم كيف وصلوا لهذا المقدار من الوعى المعرفى عن الوطن العربى ، و ان نجتهد فى ان نكون هذا الوعى عنهم حتى نستطيع ان نسترد الحق العربى ، و ان بمعرفة الآخر نعرف كيف نتعامل معه و كيف نتجنبه اذا احتجنا . من جانبها تحدثت د. هبة صاحبة اول ماجيستير فى معهد البحوث و الدراسات الافريقية عن النشاط الاسرائيلى داخل القارة الافريقية ، انهم فى صدد عمل حملة توعية ضد المخاطر الصهيونية ، بدأوها بندوات بالاحزاب المصرية ، و ان بعد تحديد المشكلة و التوعية لا يجب أن نتوقف عند هذا الحد بل يجب ان نصل للمواجهة . و أوصت بانه لا يجب أن نقف عند الترجمة و ان يكون لدينا وعى معرفى بما يقدمه هذا الكتاب عن الفكر الاسرائيلى لما يحدث بالوطن العربى ، كما أوصت بعدم الاكتفاء بترجمة الأدب فقط بل الاهتمام ايضا بكتبهم عن العلوم و التكنولوجيا و مختلف المجالات التى تظهر مدى التقدم الاسرائيلى . فيما تحدث محمد إسماعيل مراجع الكتاب أن مصر كان عليها أن تسير بالموازة مع اسرائيل فى الترجمات عنهم كما يترجمون عنا ، و استنكر غياب الرؤية لدى المثقفين فى الجهات الرسمية ، و رفض الترجمات عن اللغة العبرية ، مما يضطر المترجمين عن العربية لتحمل تكلفة كتبهم ، أو يتحولوا للقمة سائغة فى ايدى الناشرين . و عقبت هبة أن ذلك واجهته عندما رفضت جميع كتبها المترجمة عن العبرية عندما قدمتها للمركز القومى للترجمة .