في الوقت الذي يترقب فيه الشارع المصري يوم 30 يونيو بالكثير من القلق منتظرين ما ستؤول إليه الاحتجاجات والتظاهرات التي سيشهدها هذا اليوم، جاء الإعلان عن المحافظين التي أعلن عنها أمس الأحد لتلقي بظلالها على المشهد . فقد لاقت حركة المحافظين الجديدة الكثير من الاعتراضات والتي لم تقتصر المعارضة فقط، فقد انتقدها أيضا بعض المنتمين للتيار الإسلامي، نظراً للصبغة الإخوانية التي سيطرت على المحافظين الجدد ، حيث ينتمي 7 محافظين إلى جماعة الإخوان المسلمين، في حين يشغل قادة عسكريون وأمنيون مناصب سبعة محافظين. وشملت حركة المحافظين الجدد تغيير 17 محافظا، يأتي على رأسهم 7 لواءات جيش وطبيب ومهندس ومستشار ليست لهم أى انتماءات سياسية، بينما ينتمي السبعة الباقون إلى جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وحزب "غد الثورة". وشملت قائمة المحافظين الجدد: حسام أبو بكر الصديق عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، محافظًا للقليوبية ، وأحمد البيلي مسئول مكتب إداري لجماعة الإخوان بدمياط، محافظًا للمنوفية. وخالد أحمد مصطفي "إخوان" محافظًا للغربية وصبحى عطية يونس "إخوان" محافظًا للدقهلية، وأسامة محمد سليمان "إخوان" محافظًا للبحيرة، وعادل عبد المنعم الخولي "إخوان" محافظًا لبني سويف، والمهندس جابر عبد السلام "إخوان" محافظًا للفيوم واللواء طارق فتحي خضر من حزب غد الثورة لدمياط, المهندس عادل أسعد الخياط، حزب البناء والتنمية والذراع السياسية للجماعة الإسلامية، محافظًا للأقصر. وتشارك القوات المسلحة فى الحركة الجديدة للمحافظين بسبعة محافظين يتولون المحافظات الحدودية ومدن القناة وعلى رأسهم اللواء طارق المهدي محافظة البحر الأحمر بدلا من محافظة الوادى الجديد، ويتولى اللواء محمد أحمد خليفة محافظًة للوادي الجديد واللواء سماحة محمد أحمد قنديل (بورسعيد) واللواء حسن يونس (الإسماعيلية) واللواء إسماعيل حسن عطية (أسوان) واللواء بدر طنطاوي بدر (مرسي مطروح)، والمستشار ماهر بيبرس (الإسكندرية) والمهندس صلاح محمد أحمد عبد المجيد ( قنا). توقيت غير مناسب ويرى مراقبون أن حركة المحافظين الجديدة جاءت في توقيت غير مناسب على الإطلاق، إذ ربما تساهم في زيادة حالة الاحتقان والتوتر الموجودة في الشارع المصري. ويقول منتقدون إن إدارة مرسي تسعى إلى "أخونة" أجهزة الدولة بإسناد مناصب لمؤيدي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، ويمكن أن يثير تعيين محافظين جدد من أعضاء الجماعة ردود فعل غاضبة قبل نحو أسبوعين من مظاهرات حاشدة يخطط لها معارضو مرسي للضغط من اجل انتخابات رئاسية مبكرة. وانتقد سياسيون وقيادات حزبية، حركة المحافظين الجديدة قائلين :"إن الحركة تؤكد وجهة نظر الثوار والوطنيين، بأنه لابد من التخلص من هذا النظام، لأن الرئيس محمد مرسي يضع نصب عينيه تمكين جماعة الإخوان، بغض النظر عن مصلحة مصر". وقال المستشار أحمد الفضالي منسق تيار الاستقلال، إن الحركة مجرد محاولة فاشلة من الرئيس لكسب مزيد من الوقت وإلهاء الناس عن مظاهرات 30 يونيو الجاري، لإدراكه أن شرعيته تتلاشى. كما أشار عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، إن حركة المحافظين فشل جديد يضاف لسجل الرئيس فى إدارته السيئة للبلاد ، ويوضح أن الإخوان ترغب في السيطرة على مفاصل الدولة في إشارة إلى أخونة المناصب الوزارية من قبل . ومن جانبه قال حمدى الفخرانى البرلماني السابق :"إن حركة المحافظين التي قام بها الرئيس محمد مرسى، ما هى إلا تحصيل حاصل، فلن يستمروا أكثر من عشرة أيام"، لافتا إلى أن الشعب، سيقوم بالتخلص منهم فى 30 يونيو. وأضاف الفخرانى أن الحركة شملت عددا من العسكريين، في محاولة من مرسى لضم الجيش لصالحه قبل 30 يونيو، مؤكدا أن تغيير المحافظين بمحافظين إخوان محاولة أيضا لإلهاء الشعب قبل 30 يونيو، بحيث تنشغل كل محافظة بالتظاهر ضد المحافظ الإخوانى الجديد الذي يعمل بها، ثم يتم اصطياد النشطاء، إلا أن الشعب سيكون أذكى منهم وسيتخلص من النظام ومحافظيه 30 يونيو. بداية النهاية واستمراراً لرفض حركة المحافظين، أكد مجدي حمدان القيادي بحزب الجبهة الديمقراطية وعضو المكتب التنفيذي بجبهة الإنقاذ الوطني أن حركة المحافظين الجديدة ، يزيد المصريين والقوى الثورية اصراراً على إسقاط نظام الدكتور مرسي الذي فاق مبارك فاشية واستحواذا، مشيراً إلى أن ذلك يعجل بنهايته وجماعته . وأشار في تصريح صحفي له إلى أن تعيين عدد من قيادات الجيش محاولة مفضوحة ومكشوفة لإسترداد تعاطف الجيش المصري ليغير مواقفه ليكون أكبر مناصريه يوم 30 يونيو القادم ، مؤكداً أن الرئيس مرسى لا يجيد قراءة الأوضاع في مصر. وأضاف أن المحافظين الجدد لن يكونوا إلا مجرد أسماء في قرار جمهوري لرئيس فاقد للشرعية حسب اعلانه الدستوري الذي سقط بدستور الجماعة ولأنة هناك إصرار من القوى الثورية بوقف محاولات التمكين قائلاً : "حركة المحافظين ينطبق عليها المثل القائل ( يا رايح كتر من الفضايح ) في إشارة لسقوط النظام يوم 30 يونيو". وقال مصطفى بكري الكاتب الصحفي، حول حركة المحافظين الجدد أنه أعلن سابقا عن كل هذه الحركة والأسماء التي شملتها، وأن المجموعة المعينة تفتقد الخبرة في العمل المحلي التي تؤهلها لتجاوز مشكلات هذه المحافظات. وأكد في مداخلة هاتفية ببرنامج «هنا العاصمة» الذي يبث على قناة «سي بي سي» أن هذا التشكيل هو إضافة خسارة جديدة للإخوان المسلمين داخل الشارع المصري، ووجه سؤالا إلى كل من محافظ دمياط، اللواء طارق فتحي، ووزارة الداخلية حول الأسباب وراء استبعاده كأستاذ بأكاديمية الشرطة. وتابع بكري "نحن أمام عزبة يتحكم فيها مرسي وجماعته، ونحن نحكم بمكتب الإرشاد وليس مؤسسة مسئولة.. وهم يدفعون البلاد دفعا إلى أتون من الأزمات والمشاكل.. وأن هذه الحركة وفى هذا التوقيت إنما هي تنم عن غباء سياسي". كما أعلنت حركة الضغط الشعبي عن رفضها الكامل لحركة تغيير المحافظين الجديدة ، وقالت نسرين المصري مؤسسة الحركة :"إن حسن الحاوي محافظ الإسماعيلية الجديد الذي تم اختياره في اللحظات الأخيرة بدلا من اللواء حسن يونس المرشح علي هذا المنصب، كل مؤهلاته وخبراته السابقة انه كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة القناة لإنتاج الكهرباء، وعضو مجلس إدارة شركة القناة لتوزيع الكهرباء، وليس لديه أي خبرات، تجعله قادرا علي اتخاذ أي قرارات أو فكر ورؤية للنهوض بالبلاد". وأكدت المصري، أن ما يحدث، مؤامرة بمستقبل وطن من جماعة لم تمارس سوي العمل السري، وتصر علي حكم مصر بطريقة سرية، فتأتي بمجهولين بلا تاريخ معروف سياسيا، قد يكون شخص ما بارع في عمله مهندساً، أو طبيباً، ولكن هذا ليس دليلا علي نجاحه وزيرا أو محافظا فالعمل السياسي له مقومات، ولكن الأخوان لا يعترفون بالتخصص والخبرات، وليس للمصريين الاعتراض لأنها جماعة سرية لا تفصح عن مؤامراتها. ولم يقتصر رفض حركة المحافظين الجدد على المعارضة فقط ، فنجد أن ممدوح إسماعيل النائب السلفي السابق بمجلس الشعب أسفه عن حركة المحافظين الجدد التي تضمنت سبعة من جماعة الإخوان المسلمين وواحد من الجماعة الإسلامية ، معرباً عن اعتقاده أن هذا الأمر يشعل النار ولا يطفئها، حيث أن السير في طريق العناد والترضية لم يتغير. وأضاف إسماعيل خلال تدوينه على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك »، كنت أتمنى ألا تتضمن حركة المحافظين إخوانا في ظل هذا المناخ المحتقن، مختتماً بالقول "اللهم اشرح صدري ويسر لي أمري واجعل مصر آمنة مطمئنة". المحافظات تنتفض وبالانتقال إلى المحافظات ، نجد ان هناك رفض تام للمحافظين الجدد ببعض المحافظات ، ففي دمياط نظم عشرات الأشخاص من أحزاب الدستور والتحالف الشعبي والعربي الناصري والتيار الشعبي والتجمع، وحركة 6 أبريل، وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، للتعبير عن رفضهم لحركة المحافظين الأخيرة، والتي كان من بينها اللواء طارق فتحي خضر، محافظا جديدا لدمياط. وأعلن شادي التوارجى، عضو التيار الشعبي، عن رفض القوى السياسية بدمياط لحركة المحافظين بصفة عامة، واصفة النظام الحالي بالفاقد للشرعية. ومحافظ دمياط الجديد هو اللواء طارق فتحي خضر، أستاذ القانون بكلية الشرطة، والمنتمى لحزب غد الثورة. وفي القليوبية أستنكر عدد من قوي المعارضة بالقليوبية، حركة المحافظين الجدد، منذ لحظات، والتي تضمنت تعيين عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين كمحافظين، وكان للمحافظة نصيب منها. وأكدت أنها ستكون الوقود لإشعال ثورة الغضب الثانية، ودعت هذه القوي المواطنين لرفض المحافظ الجديد والتصعيد السلمي ضده، بالتنسيق مع كافة الأحزاب والقوى والحركات المدنية والثورية، لمواجهة مخطط الهيمنة والتمكين الذي تمارسه جماعة الإخوان منذ وصول الرئيس إلي سدة الحكم. كما أعلن العشرات من القوى السياسية والحركات الثورية والنشطاء السياسيين من أبناء محافظة الدقهلية أ ، الدخول في اعتصام مفتوح أمام مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية احتجاجاً منهم على قرار الدكتور محمد مرسى بتعيين الدكتور صبحي عطية المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية، عضو المكتب الإداري للجماعة محافظاً للدقهلية. وقاموا بكتابة العديد من العبارات الرافضة لصبحي على مداخل وجدران المحافظة منها " الدقهلية لا مكان فيها للإخوان.. لا مرحبا بك يا محافظ الدقهلية.. يا جماعة الإخوان لما تستعجلون نهايتكم.. مكانك مش هنا يا صبحي.. مش هيحكمنا محافظ إخواني بلطجي، لا لأخونه المحافظة". وفي البحيرة أعلن عدد من النشطاء السياسيين والقوى السياسية والحزبية بمحافظة البحيرة عن تنظيم وقفة احتجاجية صباح غدا الثلاثاء أمام مبنى ديوان عام المحافظة بدمنهور اعتراضا على تعيين المهندس أسامة سليمان أمين حزب الحرية والعدالة والقيادي الإخواني محافظا للبحيرة. كما أكد كمال عرفة أمين حزب الكرامة بالغربية، أن قرار الدكتور محمد مرسي بتعين قيادي إخواني محافظا للغربية، في صالح القوى والحركات الثورية للحشد لتظاهرات 30 يونيو. مبينا أن محافظة الغربية ترفض حكم جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلي أن تعين الدكتور أحمد البيلي، مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين، بمحافظة دمياط محافظا للغربية، سيزيد من الاحتقان لدى أبنا محافظة الغربية، والقوى والحركات السياسية والثورية. كما اصدر ائتلاف قبائل قنا بيانا استنكر فيه تعين محافظا ينتمي للتيار الديني لقنا وأيضا محسوب على احد القبائل بالمحافظة، فيما قال اشرف محمود من ائتلاف ثوار الصعيد أن تعين صلاح عبد المجيد جاء لهدف و احد وهو إشعال النار في قنا على جانبين بين الثوار والإسلاميين وبين قبائل قنا التي رفضت تعيينه من الأساس. وأعلنت جبهة الإنقاذ بقنا حاله الاستنفار في صفوفها وأعلنت أنها قبلت التحدي في رسالة منها للرئيس وحملته مسؤولية اى اقتتال قبلي في قنا. مقبرة للسياحة وفي الاقصر قال مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار في لقائه بلجنة الإدارة المحلية مساء أمس لمناقشة موقف الحزب من قرار الرئيس مرسي باختيار المحافظين الجدد: إن السلطة تفقد رؤيتها وتفقد أي تعاطف شعبي قبيل الخروج الكبير في ثورة 30 يونيو، وكأن الرئاسة تؤيد هذا الخروج فتأتي بأفعال تعززه. وأضاف نجيب، هذه هي حركة المحافظين التي جاءت قبل أيام من مظاهرات 30 يونيو لتكون حلقة من حلقات الغضب الشعبي ضد جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة بعد تعيين المهندس عادل الخياط وهو أحد قيادات الجماعة الإسلامية، وكان أميرها في أسيوط وهي التي ارتكبت مذبحة الدير البحري عام 1997والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا فتحصل الجماعة الإسلامية علي مكافأة تعيين أحد كوادرها محافظا للأقصر. تساءل نجيب، ألم يجد مرسي غير الأقصر؟ كيف يمكن أن يقبل أهالي الأقصر مثل هذا المحافظ بهذه الخلفية، والذي كان قد سبق اتهامه في قضية مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، وقال "نجيب" ان قرار تعيين "الخياط " محافظا للأقصر قرار بقتل السياحة، وتشريد العاملين فيها، ويمثل مقبرة للسياحة، وباختصار وداعا للسياحة. كما سخر الإعلامى باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، من تعيين الدكتور عادل الخياط عضو الجماعة الإسلامية، محافظا للأقصر بقوله "محافظ الأقصر من الجماعة الإسلامية؟ طب نلحقلنا صنمين من هناك".