اعتبر الكاتب الأمريكي «توماس فريدمان»، أن مصر تمر بأصعب المراحل نظرًا لأزمة الوقود المتفاقمة، و الاختناقات المرورية التي تعاني منها الشوارع و انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، مؤكدًا أن تلك المشاكل هي نتاج تراكم على مر السنين، وأن مصر لم يكن ينقصها سوى الأزمات الطبيعية كالمناخ والماء والطعام وزيادة السكان لتتحد جميعا مع الأزمات السياسية والاقتصادية. أشار «فريدمان» في مقالته المنشورة اليوم بصحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية إلى المشكلة الأخرى التي تواجه مصر، و هي إعلان إثيوبيا لبناء سد النهضة، وأن تلك المشكلة تُعتبر من أضخم المشاكل التي سوف تواجه مصر في المراحل القادمة نظرًا لعدد سكانها الهائل البالغ عدده 85 مليون نسمة، و نظرًا لاعتماد موارده المائية بحوالي 97% من نهر النيل. يرى الكاتب، أن حكومة الرئيس محمد مرسي "خيبة" أمل كبيرة للمصريين، حين قاموا بالتصويت له لمنع إمكانية أي مرشح آخر، قد يكون تابع للنظام الديكتاتوري السابق في التحكم بالبلاد، مشبهًا المصريين بالمثل الشهير أن تصويت غير الإسلاميين لمرسي كأنهم قاموا بعصر ليمونة على أنفسهم. ومن ثم يرى «فريدمان» أن الليبراليين، والمحافظين الذين يشكلون المعارضة يكنون مشاعر الكراهية للحكومة الإسلامية و جماعة الإخوان لشعورهم أنه تم خداعهم، مؤكدًا أن الحكومة المصرية فشلت تمامًا في إصلاح البلاد و مشغولين فقط بمحاولة فرض الشريعة الإسلامية. أكد الكاتب أن حدث في مصر قبل عامين لا يعتبر ثورة بل لعبة كراسي موسيقية كالتالي: ما حدث هو أن الجيش استخدم حماس التظاهرات التي يقودها الشباب بميدان التحرير للإطاحة بمبارك, ثم جاءت جماعة الإخوان المسلمين و أطاحت بالجيش, والآن تسعى المعارضة لذلك. يرى «فريدمان» المصريين اليوم في حاجة ماسة إلى اتفاقية سلام ليس مع إسرائيل ولكن مع بعضهم البعض, مؤكدًا أن تلك الاتفاقية ستًعتبر بمثابة الثورة الثقافية الحقيقية التي تحتاجها مصر لتنتعش من جديد.