ما إن تدخل إسرائيل في شيء إلا وتعكر صفوه، وكأن الأمر متعمد من قبلها لإثارة الشارع العربي بالاستنكار والجدل نتيجة أعمالها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الذي تريق دمه بكل هدوء. إلى ذلك ،دانت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، بالموافقة على استضافة إسرائيل لبطولة كأس الأمم الأوروبية للشباب تحت سن 21 عاما، والتي تنطلق في تل أبيب. ووصف الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير محمد صبيح، قرار موافقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، على إقامة مسابقة دولية على مستوى شباب أوروبا في تل أبيب، بأنه "أمر غير مرحب به على الإطلاق". كما نظم عدد من شباب حزب الوسط في مصر، وقفة احتجاجية أمام مقر جامعة الدول العربية، الثلاثاء، احتجاجا على تنظيم إسرائيل للبطولة، لا سيما وأنه يتزامن مع الخامس من يونيو، والمعروف باسم «النكسة»، حيث احتلت إسرائيل في مثل هذا اليوم أجزاء كبيرة من الأراضي العربية عام 1967. ورفع المشاركون لافتة كُتب عليها: «شباب حزب الوسط يرفضون مكافأة الكيان الصهيوني على جرائمه بإقامة البطولة الأوربية على أراضينا المحتلة في ذكرى النكبة». إدانات وتوقيعات وذكر تقرير لبعثة الجامعة العربية في لندن أن 24 شخصية دولية وقعوا على رسالة عبروا فيها عن صدمتهم وامتعاضهم بسبب تجاهل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للسياسات العنصرية والتعسفية التي تنتهجها إسرائيل ضد الرياضيين الفلسطينيين. وأبدى الموقعون على الرسالة دهشتهم من أنه رغم الاحتجاجات المتكررة التي قدمت إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من قبل المسئولين عن الرياضة الفلسطينية ونشطاء حقوق الإنسان والجمعيات المناهضة للعنصرية في أوروبا، فإن «اليويفا» لم تعر ذلك اهتماما، بل كافأها على سياستها القاسية وغير القانونية بمنحها حق تنظيم واستضافة بطولة أوروبا للشباب تحت سن 21 عاما. وضمت الرسالة توقيع عدد كبير من نجوم الكرة العالمية والعربية الذين طالبوا بسحب شرف تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية للشباب من إسرائيل بسبب تصرفاتها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني ومؤسساته الحكومية والرياضية والخاصة على حد سواء. والرسالة عبارة عن مبادرة شخصية لمهاجم أشبيلية السابق اللاعب المالي فريدريك عمر كانوتيه، الذي نشر في موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية تفاصيلها الموقع عليها من قبل 62 لاعباً أبرزهم مهاجم شينغهاي شينهوا الصيني ديديه دروغبا والبلجيكي إيدين هازارد صانع ألعاب تشيلي الإنجليزي والفرنسي أبو ديابي متوسط ميدان آرسنال الإنجليزي. وتواجدت بعض الأسماء العربية من ضمن الموقعين على عريضة كانوتيه منهم الجزائريين رياض بودبوز لاعب سوشو الفرنسي وهلال سوداني مهاجم فيتوريا البرتغالي وحسان يبدا لاعب غرناطة الإسبانية وبلال العامراني لاعب أولمبيك مرسيليا الفرنسي وفلورينت حنين لاعب براجا البرتغالي بالإضافة إلى المغاربة كريم آيت فانا لاعب مونبلييه الفرنسي وشهير بلغزواني لاعب أجاكسيو الفرنسي وعاطف شحشوح لاعب سيفاسبور التركى. كما برز عدد كبير من اللاعبين الأفارقة الموقعين على العريضة منهم السنغالي ديمبا با هداف نيوكاسل الإنجليزي وممادو نيانج مهاجم السد القطري وأندري وجوردان أيو لاعبي مرسيليا الفرنسي و وموسى سو لاعب فناربخشة التركي. مكافأة إسرائيل واعتبر الموقعون من اللاعبين على العريضة منح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا إسرائيل شرف تنظيم كأس الأمم الأوروبية للشباب مكافأة لها على أعمالها التي تضرب بعرض الحائط كافة المفاهيم والقيم الرياضية المنادى بها في المحافل العالمية. وأشار اللاعبون إلى قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية للملاعب الرياضية في غزة وقتل عدد من ممارسة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم مثلما حدث مع الفتى أبو دقة الذي كان يرتدي لباس نادي ريال مدريد الإسباني بالإضافة إلى اعتقال لاعبين اثنين من الأندية الفلسطينية في الضفة الغربية. ورأى الموقعون أنه لا ينبغي أن يسمح "اليويفا" لإسرائيل باستخدام حدث رياضي كبير ومهم مثل بطولة أوروبا لكرة القدم لتحسين صورتها أمام العالم، وتبرير سياستها العنصرية ضد الفلسطينيين، واحتلالها غير القانوني لأراضيهم. جدير بالذكر أن مصر كانت قد شهدت تنظيم فعاليات للتضامن مع هذه الحملة، شارك فيها عدد من رموز اللعبة من اللاعبين و الحكام و النقاد الرياضيين. كما أشاد محمد أبو تريكة النجم الأهلي بمجهودات المالي فردريك كانوتيه لجمع توقيعات من لاعبي العالم ترفض استضافة إسرائيل لكأس أمم أوروبا 2013 لدون21عاما. وتعرض عضو لجنة الحكام المصرية والحكم الدولي المساعد سابقا ناصر صادق للإيقاف من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بضغط من إسرائيل، التي قال إنها تلاحقه منذ أعلن مشاركته في هذه الحملة قبل عدة أشهر، وتتهمه بمعاداة السامية، فضلا عن خلط السياسة بالرياضة. ويملك المالي كانوتيه تاريخاً مشرفاً بالوقوف بجانب القضية الفلسطينية منذ أمد طويل ودأب باستمرار على إظهار تضامنه مع الشعب الفلسطيني عندما كان لاعباً في نادي اشبيلية الإسباني قبل التوجه إلى الدوري الصيني ليلعب مع أحد أنديتها. بطلة السلام وفي ذات الصدد ضمت الفلسطينية هني ثلجية التي اختيرت مؤخرا بطلة السلام من قبل مؤسسة السلام والرياضة العالمية صوتها إلى أصوات كثيرين من بينها مواطنها محمود السرسك لاعب كرة القدم السابق الذي اعتقل في السجون الإسرائيلية لمدة ثلاث سنوات قبل إطلاق سراحه في يوليو الماضي بعد إضراب طويل عن الطعام، الذين انتقدوا بشدة قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منح استضافة بطولة أمم أوروبا تحت 21 عاما لإسرائيل. ومنذ نعومة أظافرها، خاضت ثلجية تحديا قويا مع الذات لأنها تملك إيمانا لا يقبل الشك بأحقية ما تطالب به على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي طالتها طوال مسيرتها. ولطالما دافعت ثلجي وهي أول قائدة لمنتخب بلادها للسيدات عن حقوق المرأة الفلسطينية وشعبها الذي عانى الأمرين من قبل إسرائيل، كما تنشط لإحلال السلام لكنها تدرك بأن هذه الكلمة ليست موجودة في قاموس إسرائيل التي ضربت عرض الحائظ بالقوانين الدولية وميثاق شرعية حقوق الإنسان. وتابعت ثلجية المولودة في بيت لحم «هناك حملات عربية وأوروبية تطالب الاتحاد الأوروبي بالعودة عن قراره وأتمنى أن يؤثر هذا الضغط على المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لتغيير رأيهم». وأضافت «أعرف جيدا بأن الأمر قد لا يصل إلى النتيجة التي أتمناها، لكني أطالب جميع الشعوب التي ستشارك في هذا الحدث أن تعرج على الضفة الغربية لكي تشاهد عن كثب الفارق الشاسع بين حياة الفرد الفلسطيني هناك والفرد الإسرائيلي، وأن تمر على الجدار الفاصل وتشاهد بام العين المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني». واعتبرت أن إقامة مباريات بين الإسرائيليين والفلسطينيين معقدة جدا، بل مستحيلة في ظل عدم المساواة، وقالت في هذا الصدد «الأمور معقدة جدا لتحقيق هذا الأمر، في ظل عدم المساواة، ومعاناة الشعب الفلسطيني على الحواجز الإسرائيلية والمشاكل التي يواجهها وتوجيه البنادق إلى صدورنا بالإضافة إلى الجدار الفاصل بيني وبين جيراني، كيف يمكن القبول بخوض لقاءات بين الطرفين».