يوم من الأيام القاتمة في حياتي بدأته بإبداء رايي في مسودة قانون الجمعيات الاهلية المقترح على قناة نايل تي في ومحاورتي الذكية تأمل في حلول وردية لم أستطع منحها إياها من تجربتي الطويلة مع نصوص قانون عقيم ومقترحات أهدرت فيها وقتا طويلا كتلميذ مجتهد لسنوات أزعم أنها كانت كفيلة بالقضاء على ظاهرة أطفال الشارع ظلت رهينة أدراج مظلمة في مكاتب السادة الوزراء..تحدثت عن تعديلات تحمل أوزار الماضي مع بعض (النيو لوك)..ولتدشين هذا الحدث السعيد ..أقيمت إحتفالية كتلك التي أعتدنا حضورها للهانم.. نفس الوجوه ..نفس التصفيق..نفس التكاليف ..ونفس الوسام لا أدري على ماذا..مع كامل إحترامي فهل أنجز السيد الرئيس في هذا الصدد ما يستحق عليه الوسام أنه مجرد مشروع قانون يعترض عليه 41 مؤسسة حقوقية لمنحه سلطات مطلقة لممثل الحكومة..فياترى ماذا سنفعل عند الأنجازالحقيقي هل سنذبح القرابين ؟؟؟ ..خرجت من الأستوديو المكيف تملأني شجون خيبة الأمل ..لأنتقل من النظرية إلى التطبيق هناك في مستشفى الغلابه حيث يتجسدملح الارض..المغلوبين على أمرهم الراضين بالهم و لم يرضى هو بهم .. أرى حالات تشي بتعاسة وغلب أصحابها فالجلد (تخصصي) هو مرآة الروح والجسد..عليه تبدوا أسباب النعمة والحرمان..لتقضي على ما تبقى مني سيدة مسنة ألقى بها أبنائها في الطريق تعاني من الجرب و عدة أمراض فهي كالمصائب لا تأتي فرادى..و علاجها ببساطة حياه آدمية..لأجدني ولأول مرة أخرج عن مهنيتي..وتخونني دموعي..نعم بكيت على حالها وحالي وحالنا جميعا..قد أستطيع مساعدتها ولكن أنهكتني مواجهتي بمئات مثلها..آلاف ..ملايين ينتظرون هناك هنا وهناك في كل مكان ..أدركت أنه ليس يومي ..انسحبت وأنا ألملم نفسي والمسكينة تواسيني وأنا لا أدري من منا يجب عليه ذلك..أشعر بالضئالة أمام رضاها وعجزي عن تغيير حياتها ..تثور داخلي مشاعر كثيرة..توحدت أحزاني مع أحزانها في لحظات ..اود أن أصرخ ..أحضنها وأعتذر لها عن قلة حيلتي..اضع يدي على فمي حتى لا تسمع بكائي كالأطفال ..أهرب من الموقف كأي جبان..القي بنفسي في سيارتي ينساب صوت فيروز تغني بيقولوا الوقت بيقتل الحب ..أمضي وأنا أكاد لا أشعر بالعالم..أعرف أنني أثقلت عليك ياقارئي العزيز..فصداقتنا لا تحتمل كل هذا الحزن..لن أكافئك على إهتمامك بكلماتي المتواضعة ..بمزيد من الأحزان ..سأترفق بك ولا اسهب ...فقط أتذكر رواية أحببتها في بواكير الصبا أثرت في كثيرا ..لفرنسوا ساجان ..استعير عنوانها...فهو حالي الذي أستسلم له..كغريق تعب من كثرة محاربة الأمواج ...مرحبا أيها الحزن .