أشرقت شمس اليوم وأنا فى أسعد لحظات حياتى.. اليوم فقط سوف يتحقق الحلم الذى طال انتظاره.. سوف يعود من طالت غيبته.. أخيراً.. عاد الطائر المهاجر.. أخيراً عاد كى نبدأ حياتنا معاً.. كم تمنيت عودته كثيرا كى يشاركنى إبتسامتى ودمعتى.. كى أشاركه حياته وأشاطره أحلامه وأحزانه.. كم إنتظرت وإنتظرت وبالأمس فقط حدثنى فى الهاتف.. فارس: غدا سوف أعود.. وأراكِ ولن أتركك بعد اليوم أبداً. صفاء: لا أجد كلمات تصف سعادتى .. أخيرا.. سوف تعود. فارس: نعم وسوف نتقابل غداً فى نفس المكان أتذكرين. صفاء: نعم وهل نسيت يوماً.. كم ذهبت هناك كثيراً أنتظر عودتك. فارس: كم أحب هذا المكان فهو أول مكان تقابلنا فيه.. (أنا وأنتى والبحر) صفاء: نعم أنا وأنت والبحر.. بعد سفرك كنت أذهب إليه وحدى أحدثه وأبكى أمامه.. وأخبره كم أشتقت لعودتك.. كم زادت وحدتى بسفرك.. كنت أشعر أنه يجيبنى (سوف يعود إنتظرى ولن يطول إنتظارك). فارس: نعم صدقيه سوف أعود غداً بإذن الله فى الساعة 10 صباحاً سوف انتظرك هناك إتفقنا. صفاء: نعم إتفقنا.. مع السلامة. فارس: مع السلامة أغلقت الهاتف وأنا لا أصدق نفسى من السعادة .. فذهبت كى أنام ولا أدرى كيف أنام من سعادتى.. مرت الساعات بطيئة وكأنها تعاندنى.. حتى ظهرت أول خيوط الفجر فأستيقظت وأنا مبتسمة سعيدة.. أنتظر مرور الوقت سريعا.. مرت الساعات والدقائق فنظرت إلى الساعة فوجدتها الثامنة والنصف.. يجب أن أستعد الأن.. فتحت دولاب ملابسى وأخرجت الثوب الذى يحبه.. ووقفت أمام المرآه أنظر إليها وأبتسامتى تسبقنى.. وكأننى أرى إبتسامتى لأول مرة وكأننى عمرى ما أبتسمت.. وإرتديت ملابسى.. ونظرت للساعة فوجدتها تشير إلى التاسعة والربع.. يجب ان أذهب الان الوقت اقترب.. كانت السعادة تطل من عينى وتملأ قلبى وعقلى وروحى.. كنت أسير بسرعة.. لا لم أكن أسير بل كنت أطير وأشعر كأننى أحلق فى السماء.. ركبت التاكسى وإنطلق وأنا افكر فيه .. فارس.. رن الهاتف.. إنه هو فارس.. صفاء: صباح الخير فارس: صباح السعادة فابتسمت وقلت: أين أنت.. وصلت؟ فارس: نعم وفى إنتظارك صفاء: أنا أيضا.. إقتربت من المكان. فارس: وأنا فى انتظارك لا تتأخرى صفاء: حاضر فارس: خدى بالك من نفسك صفاء: حاضر .. وأنت أيضا فارس: حاضر.. مع السلامة صفاء: مع السلامة أغلقت الهاتف وأنا أنظر إلى الطريق فى سعادة.. وزادت إبتسامتى على وجهى تعلن بدء السعادة وغياب الحزن.. تقول لدموعى لن أراكِ مرة ثانية لن تزعجيها.. فأنا لن اتخلى عنها.. أنا إبتسامتها القادمة.. وكنت أشعر بقلبى يدق ويدق وينادى بإسمه حتى أننى لم أسمع سائق التاكسى وهو يتحدث.. حتى إنتبهت لصوت السائق.. فقلت.. صفاء: نعم أعتذر لم أسمعك فقال السائق: أسف الطريق به إصلاحات ولن استطيع عبوره الطريق. صفاء: مش مشكلة شكرا.. وقلت لنفسى لم يعد بينى وبينه سوف أن أعبر الطريق فقط.... فنزلت من التاكسى مسرعة وأنا أتلفت حولى أين هو.. فنظرت على الجانب الأخر تجاه البحر فوجدته.. إنه هو يقف عند شاطىء البحر فى نفس المكان.. نظرت إليه وأنا لازلت أقف مكانى فنظر إلى بإبتسامته الساحرة التى أحبها دائما.. فبادلته الإبتسامة.. وأنا لا اصدق نفسى أنه يقف هناك أمامى لا يفصل بينى وبينه سوى هذا الطريق فقط أعبره لأصل إليه.. لا يفصل بين حلمى وحلمه سوى بضع خطوات فقط.. فأنطلقت وأنا أنظر اليه بسعادة وإبتسامة.. لا أرى سوى وجهه وإبتسامته التى طالما أسعدتنى.. ولم أشعر بشىء سوى بأننى أطير فى الهواء.. ثم أسقط على الأرض.. لم أنظر للطريق كنت أراه هو فقط لم أرى السيارة القادمة مسرعة.. فصدمتنى بقسوة وكأنها تأبى سعادتى هى الأخرى.. وتبدلت نظرة الابتسامة الى خوف.. وألم.. وحزن.. وعلى الجانب الأخر إنطلق فارس مسرعا حتى جاءنى.. وتجمع الماره.. وأنا أنظر اليه.. بنفس الابتسامة.. ولا أستطيع التحدث من الألم. فنظر فارس إلى متألما وهو يمسك بيدى وتبدلت إبتسامته إلى نظرة خوف وحزن.. وقال: صفاء فقلت: نعم فقال: أرجوكِ تحملى الألم لأجلى.. سوف نذهب إلى المستشفى سريعا فقلت: حمد لله على سلامتك فنظر تجاهى ودموعه تملأ عينيه ويحاول إخفاءها بابتسامة باهته وحملنى فى تاكسى.. فلم يستطع أن يقود سيارته.. وكنت أنظر إليه ونحن فى التاكسى وهو ينظر إلى أيضا لكنها نظرات مختلفة.. هو ينظر بخوف وألم وحزن.. وانا أنظر بإعتذار عن إفسادى للقاءنا وخوفى من فراقنا.. وشعر هو بما فى داخلى من ألم.. وما يدور فى عقلى من أفكار فأمسك يدى وقال: لا تخافى أنا معك فقلت: أخاف عليك فقط فقال: لماذا تخافين؟ فقلت: من لحظة فراقنا بعد طول إنتظارنا أخشى عليك من الألم.. فارس فارس: نعم صفاء: انا أسفة سامحنى أفسدت حلمك بلقاءنا وحياتنا معا. فارس: أرجوكى لا تتحدثى هكذا سوف نذهب للمستشفى وستعودين معى بإذن الله صفاء: سامحنى كنت أتمنى ان أرى نظرة السعادة على وجهك لا نظرة الحزن والألم. فارس: أنا السبب كان يجب أن أذهب إليكِ ولا أتركك تعبرين الطريق وحدك صفاء: لا أرجوك.. لاتلوم نفسك.. أنا التى نظرت إليك فقط ولم أرى سواك.. سوى ابتسامتك .. سوى حلمنا الذى اقترب. فارس: صفاء أرجوكِ تحملى لأجلى لأجل حياتنا معاً. صفاء: أنا سعيدة جدا لوجودك معى الأن وحتى لو فارقتك.. يكفى أننى سوف أفارق الحياة وأنا معك وأنا بين يديك.. وقد تحقق حلمى أخيرا. فارس: تسبقه دموعه وتنساب لتسقط على وجه صفاء لا تتحدثى هكذا.. سوف نكمل حلمنا معا.. سوف تقاومين لأجلى.. لأجلك صفاء: صدقنى أنا لا أخاف.. الأن فقط أشعر بالأمان الذى أبحث عنه دائما فارس: وهو ينظر للسماء ويبكى (يارب ساعدنى.. يارب) صفاء: أرجوك لا تبكى من أجلى.. فهذه أول مرة أشعر فيها بالسعادة. فارس: وأنا لن أشعر بها بدونك. صفاء: كم مرة تمنيت أن أقول لك عُد كم طالت غيبتك. فارس: وأنا عُدت الأن.. سامحينى على الغياب. صفاء: فارس فارس: نعم صفاء: خد بالك من نفسك (فارس وهو يبكى ) صفاء: أرجوكِ تماسكى لأجلى وتحملى الألم أرجوكِ (صفاء وقد زاد عليها الآلم): فارس حتنسانى.. فارس: كفاية أرجوكِ لم أعد أتحمل صفاء: صدقنى لم أعد خائفة ولا حزينة فقد أسعدتنى كثيرا. فارس: يارب ساعدنى يارب صفاء: أجمل كلمة سمعتها .. وأصدق دعاء لأنه من قلبك فارس: لا تخافى صفاء: لن أخاف وأنت معى فارس: صفاء.. أوعدينى صفاء: بماذا فارس: أن تقاومى الألم ولا تستسلمى أبداً. صفاء: أوعدك. وأنت أيضا أوعدنى فارس: بماذا؟ صفاء: ألا تحزن من أجلى مهما حدث فارس ينظر فى ألم ويحاول رسم إبتسامة على وجهه ولا يستطيع. وسار التاكسى للمستشفى وفارس لا زالت تنهمر دموعه وصفاء تنظر إليه وتخفى دموعها هى الأخرى حتى لا تزيد من ألمه. وهى ترى حلمها يضيع فى لحظة تبدلت السعادة إلى ألم وحزن. كم تمنت عودته.. وفى نفس اليوم يتبدل الحلم الى كابوس. وفارس لا يزال يدعوا لها بالشفاء والنجاه وصفاء لاول مرة تشعر بالسعادة بين الألم.. لأول مرة تشعر بأن هناك من يحبها يهتم بها يحزن لأجلها.. فلم يعد يهم ما يحدث حتى لو فارقت الحياة.. فقد تحقق أملى ورأيته بعد طول إنتظار. وهبط الظلام على شاطىء البحر الذى تلاطمت أمواجه فى صوتٍ عالٍ وكأنه يبكى فراق من أحبهم هو الأخر. وجاء فجر جديد بيوم مشرق جديد وهناك على شاطىء البحر فى نفس المكان جلس فارس ينظر إلى البحر ويتأمله.. وبجواره تجلس صفاء.. الإثنان ينظران إلى البحر وأمواجه الثائرة ترحب بعودتهم وتسعد بلقاءهما وكأن البحر يرحب بعودتهم. عودة فارس وصفاء إلى نفس المكان.. فنظر فارس لصفاء وهو يبتسم وقال: أخيرا تحقق الحلم صفاء: أخيرا تحقق الحلم فارس: رغم ما حدث من ألم وحزن صفاء: رغم ما حدث تبدل الحزن إلى سعادة فارس: وأخيرا تم إرتباطنا وبداية حياتنا معا صفاء: نعم أخيرا.. تحقق الحلم فارس: وحشتينى صفاء: أنت أيضاً فارس: انا أيضا ماذا؟ صفاء (تبتسم بخجل): وحشتنى صفاء: فارس فارس: نعم صفاء: عدنى.. فارس: بماذا صفاء: ألا تسافر بدونى أبدا.. لم أعد أحتمل الفراق. فارس: لن أسافر بدونك أبدا لن استطيع فراقك بعد الأن. صفاء: وأنا أيضا لن أتركك تسافر بدونى فارس: وأنت أيضاً عدينى صفاء: بماذا؟ فارس: لن تعبرى الطريق بدونى ثانية صفاء وهى تضحك: أوعدك وهكذا تحقق حلم فارس وصفاء فى حياة سعيدة رغم الألم والحزن والخوف بميلاد فجر جديد.. فجر سعيد.