أكد الكاتب التركي " كومال أونال " أن المجموعة المتنوعة من الحملات الأخيرة ضد تركيا، والتي تقودها فصائل من المجتمع في مصر جديرة بالملاحظة، موضحًا أن الادعاءات بأن تركيا لها علاقة بأنشطة تجسس قد صاحبتها مزاعم تؤكد أن الائتمان المالي الذي تقدمه أنقرة للقاهرة هو أكثر من فائدة لتركيا منها لمصر. أوضح " أونال " في مقالته بصحيفة " زمان " التركية، أن هناك بعض الفصائل العربية التي لا ترحب بتركيا على الإطلاق مع إيمانهم أنها تلاحق حلمها بأن تصبح القوة العثمانية الجديدة وأنها تستخدم الاقتصاد – بدلا من السياسة والعسكرية – للوصول إلى حلمها، ومن ثم فترى هذه الفصائل أن المساعدة الاقتصادية من تركيا لمصر واحدة من أمثلة هذه " العثمانية ". اعترف الكاتب بأن الدول لا تساعد بعضها البعض إلا إذا كانت بعض المصالح على المحك، وكما أن هذا الأمر حقيقي اليوم بالنسبة لتركيا وقطر وأمريكا وأوروبا والصين، فسوف يكون كذلك في مستقبل الدول أمثال مصر والتي تعتمد اليوم كثيرًا على المساعدة الخارجية، موضحًا أنه بعد أن يستقر الوضع المصري فسوف تحاول مساعدة – وفقًا لمصالحها الخاصة – كل من فلسطين والأردن والسودان. تابع " أونال " أنه إذا قامت تركيا الآن بمساعدة مصر فسوف تفكر أولا في مصالحها الخاصة، وسوف يكون هذا عنصرًا هامًا في أي اتفاقية يتم التوقيع عليها، وبناء عليه من الطبيعي تمامًا أن يكون هناك طلبًا بأن تشتري مصر المنتجات التركية مع تقديم "أنقرة" مليار دولار، كمساعدات للقاهرة في الأيام القادمة لشراء المعدات. أما بشأن الادعاءات بتورط تركيا في أنشطة خبيثة فيما يتعلق لمصر أكد الكاتب أن هذه ادعاءات لا يمكن تفسيرها تمامًا، مستعرضا الدعم التركي لمصر منذ بداية الثورة ودعمها لديمقراطية البلاد وإرسالها الوفود لنقل الخبرات، مشددًا على أنه بالرغم من محاولة أنقرة نشر نفوذها الاقتصادي إلا أنها لم تحاول على الإطلاق إتباع سياسات الاستعمار التي تستخدمها الدول الغربية. في النهاية أكد " أونال " أنه عندما تقوم تركيا – التي ترى مصر مهمة للغاية من أجل الأمن الإقليمي – بمد يد المساعدة المقدمة لمصر وإنشاء الاستثمارات بل والتعاون العسكري أيضًا معها فذلك لا يجب أن يتم النظر إليه على أنه محاولة للسيطرة على مصر.