قارن كومال أونال مراسل صحيفة زمان التركية بما يحدث في مصر الآن وما حدث في تركيا عام 1970 م، موضحًا أن مصر تمر الآن بمرحلة استثنائية، وهى مرحلة وضع الدستور المصري الجديد ولكن تحولت هذه المحاولة إلى تظاهرات وصدامات، وأصبح الناس يسألون بعضهم في الشوارع, هل أنت مع أم ضد الرئيس مرسى؟ وهذا هو السبب الذي جعل الصدام ينشب بين قوى اليمين واليسار في تركيا وخرجت الأمور عن السيطرة بسبب تدخل عناصر خارجية أدت إلى التدخل العسكري وخسر كلا الفريقين الرهان, بسبب موت المئات من الطرفين واستولى الجيش على الدولة، مسبباً انهياراً اقتصادياً. ويؤكد أونال في مقالته المنشورة في الصحيفة أنه من المعلوم لدى الجميع أن دولة بحجم مصر لن تظل وحدها في هذه المحنة، فهذا مستحيل على اعتبار أن دولة كإسرائيل قد قامت في الأساس على أنقاض جيرانها وضعفهم.
ويعتقد الكاتب أن كلا الطرفين في مصر يحاول الحفاظ على موقفه, لأن المستهدف من هذا الأمر هو الرئيس نفسه, ذاك الشخص الحكيم الذي استطاع جمع الأحزاب مع بعضهم للحوار.
ولا يظن أونال أن المظاهرات سوف تتوقف إذا تنحي الرئيس مرسي لأن المعارضين سوف يتخذون موقفاً أصعب ولأنهم ليسوا متآلفين، فإذا توقفت مجموعة عن التظاهر فلت تتوقف الأخرى.
ويؤكد الكاتب أن التصعيد الذي تمارسه قوى المعارضة الآن سوف يتيح الفرصة لبقايا النظام السابق أن يقودوا تلك التظاهرات، لذلك يرى أونال أن الطريق الوحيد لحل تلك المشكلة هو أن يدعو الرئيس مرسي جميع الأطراف للحوار.
وعلى النقيض فان موقف مؤيدي مرسى في إظهار المعارضين كأنهم لاشيء, لا يساهم في حل المشكلة أو إظهار مواقفهم بوضوح. قد يكون المعارضون عاجزين عن حشد عدد ضخم من المتظاهرين, ولكن من المعلوم أن مرسي قد نجح في الانتخابات بهامش تصويتي ضعيف, بالإضافة إلى أن الذين دعموه في المرحلة الأولي 25 بالمائة فقط من جملة الأصوات الصحيحة.
هذا هو الموقف على الساحة المصرية باختصار, لذلك يرى الكاتب أنه إذا اعتبر الرئيس مرسى أن الاستفتاء سينهي الاحتجاجات فإن هذا سيؤدي إلى مشكلة أكبر لأن التعديلات الدستورية لو تم الموافقة عليها ضمن الاستفتاء على الدستور فان التظاهرات لن تهدأ وإذا لم يتم الموافقة عليها فستدخل البلاد في مرحلة سياسية حرجة.
ويشير أونال إلى إن الأحداث الدموية التي قسمت الناس إلى إسلاميين وعلمانيين تجر البلاد إلى الفوضى التي حدثت أثناء الثورة ضد مبارك, وفى هذا الوقت ظل الناس في بيوتهم بلا عمل وغادر السياح البلاد وتم حظر التجول في الشوارع. ولكن وجود الجيش بجانب المواطنين ساهم في منع وقوع أحداث أكثر دموية, والسؤال, مع من سيقف الجيش الآن؟ هل سيظل محايداً؟ ولو حدث ذلك هل سيساهم في حل الأزمة؟.
ويوضح الكاتب أنه لا يوجد أجوبة واضحة لهذه الأسئلة, وهذا ما يبرهن على أن مصر تسير في طريق مجهول. ولكن ليكن من المعلوم أن ما يحدث الآن من تظاهرات لا يفيد إلا أعداء مصر والذين لا يريدون ازدهارها.