أوصى مجمع اللغة العربية بالقاهرة بتفعيل وسائل الاتصال وتدعيمها بين كل المجامع العربية، لمتابعة ما يحدث فيها ، داعيا الأقطار العربية التي لم تنشئ مجامعها اللغوية حتى الآن إلى سرعة إنجاز هذا العمل . وقد اختتم المجمع مؤتمره السنوي في دورته التاسعة والسبعين، والتي شارك فيها 22 عالما وباحثا في قضايا اللغة من مختلف البلدان العربية، إضافة إلى عدد من العلماء المستشرقين. ومن بين التوصيات : ركَّز المؤتمر في دورته الحالية على قضية اللغة العربية في التعليم، بما يعني العمل على تطوير المناهج وأساليب التعليم وتأهيل المعلمين وتدريبهم، واعتماد اللغة العربية المعاصرة مدخلاً لتعليم اللغة العربية في المراحل الأولى من التعليم، وقضية المصطلح بين المشرق العربي والمغرب العربي والاتفاق على قواعد الكتابة العربية، وقضية الأرقام العربية، وغيرها من الأمور التي ما تزال محلّ خلاف. كما تناول المؤتمر - في أبحاثه لهذه الدورة - قضية اللغة العربية في وسائل الإعلام، وهو يطالب بتعزيز الجوانب الإيجابية التي تقوم بها في خدمة اللغة وتصويب كثير من سلبيات الأداء التي تزيد من حدّة الاتهام لهذه الوسائل بنشر الأخطاء وزيادة الرقعة المتاحة لاستخدام العاميات واللهجات بديلاً عن اللغة الصحيحة الفصيحة. أثنى المؤتمر على ما يقوم به مجمع اللغة العربية الآن من تعزيز للعمل في إنجاز المعجم الكبير الذي أصبحت لجنته الواحدة ثلاث لجان، تضم الأعضاء والخبراء والمحررين، تحقيقًا لما أعلنه المجمع في مستهل هذا العام من ضرورة إنجاز ما تبقى من المعجم الكبير في خمس سنوات. دعا المؤتمر إلى تخصيص دورات قادمة لبحث القضايا والمشكلات التي لم يتم حسمها وفي مقدمتها قضية التعريب التي يختلف الموقف بالنسبة إليها بين أعضاء المجمع الواحد، ولابد أن يخصص لها اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية ندوة أو ملتقى أو مؤتمرًا يتم التوصُّل فيه إلى موقف موحّد لكل المجامع. وقد أوصى المؤتمر بأن يكون موضوع المؤتمر القادم للمجمع هو "التعريب في مراحل التعليم المختلفة بالوطن العربي". أيد المؤتمر ما تبناه مجمع اللغة العربية في دورة هذا العام من سياسة جديدة تقوم على دعوة وزراء الثقافة والإعلام العرب ليستمعوا ويشاركوا عن قرب فيما يطرحه المؤتمر من قضايا متصلة باللغة العربية، تتطلب حلولها دعم أجهزة الثقافة ووسائل الإعلام العربية وتبنيها لما يصدر عنه من قرارات وتوصيات. دعا المؤتمر جمع القادة العرب والمسئولين والممثلين للأقطار العربية في المحافل الدولية إلى تبنّي استخدام اللغة العربية الصحيحة في كل المؤتمرات والملتقيات وبخاصة المتعلقة بالأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، لدعم استخدام اللغة العربية، و وترسيخها لغة أساسية بين اللغات المعتمدة فيها. تبنى المؤتمر الدعوة التي تقدم بها المشاركون فيه من ضرورة العمل على وضع شهادة كفاية دولية يشترط الحصول عليها لمن يمارسون تعليم اللغة العربية وشهادة دولية للناطقين بغير اللغة العربية تعبيرًا عن إتقانهم وإجادتهم لتعلمها، والعمل على تحقيق الأمرين بالتعاون مع المجامع اللغوية العربية ووزارات التعليم وأقسام الدراسات اللغوية في الجامعات العربية. على أن يقوم اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بتبني هذا الأمر لأنه الجهة المنوط بها اعتماد هاتين الشهادتين، ومن الممكن أن تضم السفارات العربية في خارج الوطن العربي مراكز للتقدُّم لنيل هاتين الشهادتين.
ودعا المؤتمر إلى ترشيد استخدام الشباب والناشئة لوسائل الاتصال الجديدة الإلكترونية، وتشجيعهم على استخدام العربية في رسائلهم وتغريداتهم، بهدف تدريبهم على الكتابة الصحيحة والتعبير عن كل ما يريدون التعبير عنه بطريقة لا تجافي اللغة ولا تهبط إلى السوقية، ومن المفيد أن تفيد هذه الوسائل - في حالة ترشيد استخدامها في المدرسة - قطاعات عريضة من الشباب والناشئة في تعلُّم اللغة الصحيحة وإتقان كتابتها والتعبير بها عن مكنونات النفوس والعقول.
ودعا المؤتمر لتطوير الموقع الإلكتروني للمجمع على الشبكة الدولية بحيث يتمكن المترددون على الموقع من مطالعة كل ما يتصل بالمجمع ومؤتمراته ومطبوعاته وأنشطته المختلفة أولاً بأول، لأن الوضع الحالي لهذا الموقع موضع انتقاد الكثيرين، ولابد من إسناد الإشراف عليه إلى أحد أعضاء المجمع الخبراء في هذا المجال.
كما اوصى المؤتمر بإنشاء إدارة خاصة بالطبع والنشر والتوزيع لكل الأعمال المجمعية، توسّع من مجال انتشارها ووصولها إلى كل من يرغب فيها بدلاً من تكدُّسها وازدحامها بالمخازن. والنظر باستمرار فيما يمكن إعادة طبعه ونشره من هذه الأعمال لنفاده والحاجة إليه.