محافظ البحيرة تكرم مدير مدرسة الشهيد شعبان عبد المنعم خالد الابتدائية    البنك المركزي: تحويلات المصريين بالخارج تصل ل3.8 مليار دولار في يوليو الماضي    محلل إسرائيلي: الاعترافات بفلسطين ضربة موجعة تعمق عزلتنا    رئيس وزراء اليابان: الهجمات الإسرائيلية في غزة غير مقبولة مطلقا    فلسطين: إسرائيل تواصل التضييق على مقومات صمود شعبنا على أرضه    شوبير يهاجم فيريرا: الزمالك أهدر الفوز أمام الجونة بسبب خطأ فادح    ضبط طالبة تعدت على أخرى بالسب والضرب أمام مدرسة بالقاهرة    تصالح فتاتي حادث طريق الواحات مع المتهمين في جنحتي الإصابة وإتلاف السيارة.. والمحكمة تستمع لأقوالهما بجريمة التحرش    طليقة أحمد مكي تكشف تفاصيل صادمة عن علاقتها به    التعليم: فصل طالب بالقليوبية عامًا دراسيًا كاملًا بعد اعتدائه على معلم.. وإحالة ولي أمره للنيابة    رئيس الجالية المصرية بجدة: لقاء الرئيس السيسي ونظيره الرواندي يحمل رسائل استراتيجية    أسوشيتد برس: إيران تبدأ إعادة بناء مواقع الصواريخ التي استهدفتها إسرائيل    مدير الوكالة الذرية يطالب إيران بالتعاطي مع المفاوضات    «عبد الصادق»: جامعة القاهرة كانت ولا تزال منارة للعلم والبحث والإبداع    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    أزمة داخل لجنة الحكام.. أوسكار رويز يهدد بالرحيل بسبب القائمة الدولية    شوبير: الزمالك أضاع نقطتين ثمينتين.. وفيريرا ارتكب خطأً كارثيًا أمام الجونة    «السوداني» ب 320 جنيهًا.. أسعار اللحوم في مطروح اليوم الأربعاء 24-9-2025    سوزي سمير بعد استخراج كارنيه مجلس الشيوخ: مرحلة جديدة من العمل لخدمة المواطن    طالبة تعدّت على أخرى.. «الداخلية» تكشف تفاصيل فيديو مشادة أمام مدرسة بمصر القديمة    مدير تعليم الجيزة يقرر تشكيل لجنة توجيه مالي واداري لمتابعة مدارس 6 أكتوبر    بمناسبة بدء العام الدراسى.. «الداخلية» تصطحب أبناء الشهداء إلى مدارسهم (صور )    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    أسعار البلح السيوى اليوم الأربعاء 24-9-2025 بأسواق مطروح.. البشاير ب40 جنيها    مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم قامات الإبداع    بسبب «سبحة مصطفى حسني ودوخة أمير كرارة».. أسامة الغزالي حرب يوجه نداءً للأزهر    جامعة حلوان تشارك في فعالية دولية بالأردن للترويج للدراسة في مصر    سلوت عن طرد إيكيتيكي بعد احتفاله: تصرف غبي    9 سيدات و5 رجال، ضبط نادٍ صحي غير مرخص لممارسة الأعمال المنافية بالتجمع    وصول المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى محكمة الجنايات    مسؤول تسليم جائزة رجل المباراة يكشف كواليس أزمة ياسر إبراهيم    وزيرة التنمية المحلية توجه بإزالة الإشغالات والمخالفات بالممشى السياحي في مدينة دهب    معاون وزير السياحة والآثار تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي    تشغيل أحدث جهاز UBM للتشخيص الدقيق بمستشفى رمد المنصورة    فحص 763 مواطنا خلال يومين فى قافلة طبية بالإسماعيلية    «الداخلية»: ضبط 29 طن دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي تعزيز التعاون بمجالات التعليم والاتصالات    في مسابقات القراءة والإبداع.. تكريم 3 طالبات أزهريات في الفيوم لحصولهن على مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية    بعد رحيل كلوديا كاردينالي.. علاقة مميزة بعمر الشريف وسر تكريمها بجائزة فاتن حمامة    بيحبوا الجو الدافي.. 3 أبراج تفضل الخريف بطبعها    ربع مليون للفتح الخاص.. قائمة أسعار تذاكر زيارة المتحف الكبير (قبل الافتتاح الرسمي)    إطلاق حزمة حوافز جديدة لدعم صناعة ألواح ولفائف الصاج    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    في ندوة ب "الوطنية للصحافة".. محافظ الجيزة: أعلى درجات الجاهزية استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير    فحص دم يتنبأ بالنوبات القلبية قبل سنوات: ليس الكوليسترول بل بروتين CRP    «الصحة» تطلق ورشة تدريبية لتطوير مهارات موظفي المجالس الطبية وتعزيز تجربة المرضى    كيف قضت اللقاحات على أمراض مميتة عبر العصور؟    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    14 قتيلا و124 مفقودا جراء إعصار "راغازا" المدمر فى تايوان    حسين فهمي: القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في مهرجان القاهرة    انتصار الحب، إلهام عبد البديع تعود لزوجها الملحن وليد سامي بعد 4 أشهر من انفصالهما    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب "جواز تغير المنكر لآحاد الرعية" .. ضجة فى تاريخ الحركة الإسلامية المصرية
نشر في محيط يوم 26 - 03 - 2013

فصة مناظرة مفتي الجمهورية سيد طنطاوي للجماعة الإسلامية في اسيوط
نظرة الجماعة الإسلامية للإعلام
التغير باليد وضوابطه عند الجماعة
حوادث التغير باليد لم تكن إلا جانباً واحداً من جوانب عدة تشمل الدعوة إلى الله

كتب عمرو عبد المنعم
في كل مرحلة من تاريخ الحركة الإسلامية المصرية نجد ان مؤلف او كتاب او رسالة تأخذ حظها في النشر والقبول والتوزيع بل والتأثير ذائع الصيت داخل الحالة الإسلامية ، فمثلا نجد رسالئل حسن البنا في الأربعينيات أخذت حظا وافرا من القبول والتأثير لما تحتوية من معالم تربوية ودعوة للإخوان المسلمين ومنهج سارت عليه الأجيال المتعاقبة التي انتمت إلي جماعة عبر تاريخها الكبير .

ثم جاءت مرحلة الستينيات وأحدث كتاب معالم في الطريق نفس التأثير بل وزاد فقد انتقل في ربوع العالم الإسلامي حتي ان كاتب مثل فهمي هويدي قال رئيت ترجمة له في الصين.

ثم جاءت مرحلة السبعينيات لتخرج رسالة الإيمان لصالح سرية وتنتشر معالمها في أجيال الحركة الإسلامية وخاصة الجهادية منهالتشكل أفكارها إلي حين .

ثم رسالة الفريضة الغائبة لمحمد عبد السلام فرج والتي انتشرت كنار في الهشيم في أخر السبعينيات من القرن المنصرم وسببت في إغتيال الرئيس الراحل انور السادات عام 1981م إلي ان ظهرت بعدها كتاب "العمدة في إعداد العدة" لصاحبة عبد القادر بن عبد العزيز سبد إمام الشريف، ولكن قبلها بقليل وتحديدا عام 1986 م ظهرت رسالة لشيخ عبد الآخر حماد أحد قيادات الجماعة الإسلامية في أسيوط بعنوان "جواز تغير المنكر لآحاد الرعية ".

وتلقفها شباب الجماعة الإسلامية بالدراسة والقبول بل ومناظرة الغير في ربوع مصر بطولها وعرضها وتميزت الجماعة الإسلامية عن غيرها في انها تقوزم بعمليات تغير المنكرات باليد في الجامعات والمعاهد والشوارع وعلي محلات الخمور والفيديو وغيرها منالمشاهد التي كانت تراها مخالفة لصحيح الإسلام ، وبالطبع شهدت هذه الفترة تجاوزات كثيرة من قبل الجماعة الإسلامية أعقبها تجاوزات أكثر من السلطة حينها .

وأخذت عمليات تغير المنكر بطريقة الإزالة والعنف حالة من الإنتشار داخل صفوف الجماعة الإسلامية ونتج عن ذلك مواجهة عنيفة من قبل الدولة لهذه المعمليات ، ووجهت وسائل الإعلام أجهزتها لمواجهة هذه الظاهرة ، وقام بعض الفنانين بعمل جوالات لبعض المسرحيات لعرضها في مسرح الأحداث التي كانت تقوم الجماعة الأسلامية بعملية تغير لها مثل قرية كدية الإسلام في الصعيد وعرض الفنان عادل إمام مسرحية الواد سيد الشغال فيها هذه المسرحية تحت حراسة الداخلية إبان وزارة زكي بدر .

قصة هذا الكتاب

يقول الشيخ عبد الأخر حماد عن هذا الكتاب منذ حوالي عشرات السنين بدأت أجهزة الإعلام في مصر تُشغَل بما أطلقت عليه حوادث العنف والاعتداء على بعض المواطنين التي تحدث في بعض مناطق صعيد مصر وخصوصًا في الجامعات، وفي الحقيقة فإن ذلك لم يكن إلا تشويهاً متعمداً لقيام بعض أبناء الحركة الإسلامية بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد كان القيام بهذا الواجب امتدادًا لعودة صادقة للإسلام ظهرت قبل ذلك بعدة سنوات وكان من أهم مظاهرها تلك الحركة التي نشأت في جامعات مصر تحت اسم ((الجماعة الإسلامية)) في سبعينيات القرن الماضي .

كانت تلك تلك الحوادث لم تكن إلا جانباً واحداً من جوانب عدة تشمل الدعوة إلى الله عز وجل ونشر العقيدة السلفية الصحيحة وتربية الشباب تربية إسلامية تعتمد على العلم الشرعي وتزكية النفس بأنواع الطاعات والعبادات، بل وتشمل أيضاً العمل الاجتماعي الخيري؛ كمساعدة الفقراء والمحتاجين، والقيام بجهود الوساطة للصلح بين العائلات التي تقوم بينها المعارك والحروب بسبب انتشار عادة الأخذ بالثأر المعروفة في صعيد مصر.

ويضيف الشيخ عبد الأخر حماد وكان الإعلام الخبيث - ولا يزال - يركز على جانب واحد من تلك الجوانب ويظهره على غير حقيقته وهو جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو حتى في هذا الجانب كان يهمل عشرات الحالات التي يتم فيها تغيير المنكر بيسر وسهولة عن طريق اقتناع القائمين به بخطأ ما هم عليه بينما يتم التركيز على تلك الحالات القليلة التي تدعو فيها الحاجة إلى شيء من الشدة والقوة ويسميها تطرفاً وإرهاباً واعتداءً على حريات الآخرين.

وسائل مواجهة الحركة الإسلامية

وفي تلك الفترة والكلام لشيخ حماد وما بعدها كان النظام الحاكم في مصر يجرب أنواعاً من وسائل مواجهة الحركة الإسلامية للقضاء عليها، فإلى جانب الملاحقات الأمنية التي لم تنقطع في وقت من الأوقات كانت تلك الحملات الإعلامية التي أشرنا إلى شيء منها، وكان من أخطر الوسائل التي استخدمها النظام العلماني استمالة طائفة من المشايخ والمنتسبين للعلم الشرعي ليبرروا للنظام باطله ويكونوا عوناً له في حرب دعاة الحق الصادقين.

وكان على رأس هؤلاء الشيخ/ سيد طنطاوي مفتي الجمهورية وقتها وشيخ الأزهر بعدها و د/ محمد علي محجوب وزير الأوقاف، فقد توليا كبر هذا الأمر، وأخذا يجوبان مدن مصر من أجل تنفيذ الغاية السابقة.

وكان من فضل الله سبحانه وتعالى أن عقدت بعض المناظرات بين مشايخ السلطان وبين الدعاة وطلبة العلم اتضح بها الحق لدى كثير من الناس بحمد الله عز وجل.

قوافل الدعوة ومناظرة أسيوط

وقد شارك الشخ عبد الأخر حماد في احدي هذه القوافل والتي أطلقت عليها الجماعة الإسلامية فيما بعد " مناظرة" لقت رواجا كبير في اوساط الإسلاميين وخاصة من ابناء الجماعة ونشرتها علي شرائط الفيديو التي كانت بداءت في الإنتشار كنوع من أنواع الدعوة المقابلة "العكسية "بعد إنتشار افلام المقولات والبزننس في أوساط الثمانينيات ، فيقول الشيخ حماد "أنه شارك في مناظرة كان طرفها الآخر المفتي ووزير الأوقاف وعُقدت في مدينة أسيوط (كان ذلك في أوائل العام 1408ه ) وقد وفقنا الله فيها لبيان بعض القضايا الشرعية التي كان من أهمها القضية التي نحن بصددها: قضية تغيير المنكر باليد لآحاد الرعية، وقد ذكرنا في ذلك بعض الأدلة الشرعية وأقوال العلماء الدالة على الإجماع على أن تغيير المنكر باليد ليس قاصراً على الحكام.

أما المفتي والوزير - وهما حاملا لواء الدعوة إلى أن تغيير المنكر باليد لا يجوز لغير الحكام - فقد كانت أدلتهما في تلك المناظرة بعض التحكمات العقلية في مقابل النصوص الشرعية من مثل القول بأن تغيير المنكر باليد من قِبَل غير الحكام يؤدي إلى الفوضى، أو التمسك بعمومات ليست في محل النزاع كالقول بأن الإسلام دين الرفق والسماحة وأن الدعوة لا بد أن تكون بالموعظة الحسنة، وأخيراً قال المفتي إنه المفتي الرسمي للدولة بما يعني أن فتواه لا بد أن تكون ملزمة للجميع، وهذا قول مردود؛ فإنه ليس لأحد - كائناً من كان - أن يلزمنا بما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم إننا نقول: إن كنت ترى أن إلزامك لنا مبني على أنك مُعين من قبل رئيس الدولة، فإنه عندنا حاكم ساقط الشرعية، لا ولاية له على المسلمين.

وفي تلك الفترة كثُر اللغط حول هذه القضية، وصار كل من هب ودب يتكلم فيها، وصار أمراً عادياً أن تتناقل وسائل الإعلام الحكومية كل يوم تقريباً تصريحات للمفتي ووزير الأوقاف حول هذا الموضوع، ووصل الأمر بوزير الأوقاف إلى أن قال حول المناظرة التي أشرت إليها إنه حين ذهب إلى أسيوط وجد سبع جماعات يكفر بعضها بعضاً، وإنه قد تقدم طالب جامعي صغير ليناظره هو والمفتي.

في تلك الأجواء رأيت الحاجة داعية إلى كتابة هذه الرسالة "جواز تغير المنكر لآحاد الرعية " التي بَينتُ فيها - بحمد الله تعالى - ما أراه صواباً في هذه المسألة، مؤيداً بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله ثم بأقوال أهل العلم من سلف هذه الأمة ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم.

علماء السلطة وعلماء الشرطة وعلماء الحيض والنفاس

لم يتوقف الصراع بين المؤسسة الدينية والجماعة الإسلامية علي منهج تغغير المنكر باليد لآحاد الناس وخاصة من أبناء الجماعة الإسلامية فقد تصدي لهذالامر وهذا الحكم مجموعة من العلماء التي عرفت في اوساط الناس بموقفها الوسطي مثل الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ الطيب النجار حيث اصدروا بيانا اسموه في ذلك الوقت بيان العلماء وكان من المفترض ان يشارك فيه الشيخ القرضاتوي لكنه تغيبولكن وضع اسمه في القائمة ، ولم يعرف حتي الىن لماذا تغيب الرجل بعد الإعلان عن حضوره .

وقد هوجم هذا المؤتمر أيضا من قبل الجماعة الإسلامية وايضا من تيار الجهادي الذي اسموه في ذلك الوقت حلف الكهنة والسلطان واطلق عليه بعضهم لفظ علماء السلطة قصد به الشعراوي وعلماء شرطة قصد به الغزالي وعلماء حيض ونفاس علي الشيخ الطيب النجار .

فيقول الشيخ عبد الأخر حماد عن هذا المؤتمر " أنه عُقد فيما بعد (في جمادى الثانية 1409ه) مؤتمر في الجامع الأزهر تحدث فيه كل من الشيخ/ متولي الشعراوي والشيخ/ محمد الغزالي والشيخ/ الطيب النجار، وفي نهاية المؤتمر ألقى الشيخ الشعراوي بياناً قالت الصحف يومها إنه قد وقَّع عليه كل من الشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي والدكتور يوسف القرضاوي. وقد كان ذلك البيان - مع الأسف الشديد - حلقة في سلسلة الحرب التي شنها النظام العلماني في مصر ضد الحركة الإسلامية،

نص بيان علماء الأزهر بعنوان " بيان للناس "عام 1988

إن الإصلاح الذي ينشده الإسلام للمجتمع في شئونه كلها، يعتمد أول ما يعتمد على الإقناع والتربية والحوار العاقل، ويرفض رفضا حاسما اللجوء إلى العنف أو الإكراه أو استباحة حقوق الآخرين باسم الدين, وقد وضعت الشريعة الغراء طرقا واضحة لتغيير العوج والانحراف ليس منها الاتهام بالكفر أو الطفرة في بلوغ الهدف وذلك ما عنته الآية الكريمة في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ولقد تعددت الأحاديث النبوية الشريفة التي تنهى عن تكفير المسلم، ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه"، وأخرج البخاري ومسلم أيضا عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من دعا رجلا بالكفر أو قال؛ عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه أي رجع عليه".

ونحن نعتقد في إيمان المسئولين بمصر بأنهم لا يردون على الله حكما ولا ينكرون للإسلام مبدأ، وإنهم يعملون على أن تبلغ الدعوة الإسلامية مداها، تحقيقا وتطبيقا, ولكن انتظار الظرف المناسب هو الذي يدعو إلى التريث, ولذلك نوجه إلى جمهور الشباب أن يكون وَقَّافا عند حدود الله وأن يبتعد عما يسيء إلى الإسلام، وأن يدرك أن التغيير الذي طالبت به الشريعة يكون على مراحل رتيبة فصلها الحديث الصحيح الذي يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه...".

وقد اتفق العلماء على أن تغيير المنكر باليد واجب على ولي الأمر وعلى كل إنسان في حدود ولايته, وأن تغيير المنكر إذا أدى إلى مفسدة أشد كان التوقف واجبا، لأن إباحة تغيير المنكر بغير ضوابط يؤدي إلى شيوع الفوضى في المجتمع ويضر بمصلحة الدين والوطن, ولأنه من الثابت شرعا أن تنفيذ الحدود إنما هو من حق الحاكم أو من ينيبه.

ولم يحدث ولا في العهد النبوي ولا في عهود الصحابة، ولا من جاء بعدهم أن نصبت جماعة نفسها لتنفيذ الحدود والأحكام بدون إذن من الحاكم الشرعي، بل الثابت في كل العصور أن الذي يقوم بتنفيذ الحدود وتغيير المنكر باليد هم أولياء الأمور وحدهم ونحن على استعداد بوصفنا دعاة إلى الله أن نجلس مع كل من لديه شبهة أو فكر مخالف لكي نوضح له الحق ونرشده إلى الطريق القويم, وثقتنا كبيرة في دولتنا أن تزداد حرصا على إحقاق الحق وإبطال الباطل وتدعيم الفضائل والقيم الدينية والخلقية لأن ذلك يؤدى إلى سعادة الفرد والجماعة.

توقيع: الشيخ محمد الشعراوي، الشيخ محمد الغزالي، د. يوسف القرضاوي، الشيخ عبد الله المشد، الشيخ محمد زكي إبراهيم، د. عبد المنعم النمر، د. محمد الطيب النجار، الشيخ عطيه صقر.

رد الشيخ عبد الآخر حماد علي البيان

ولست الآن في معرض الرد المفصل على هذا البيان، وإنما أشرت إليه لتعلقه بموضوع هذه الرسالة، ولكونه قد اُستغل من قِبل زبانية التعذيب في التنكيل بشباب الإسلام، فإني أذكر أن بعض أولئك الزبانية كان يقول لمن يعذبهم بعد صدور هذا البيان: ((أتدرون بم وصفكم الشيخ الغزالي في المؤتمر؟ إنه قال إنكم بُله، أما الشيخ الشعراوي فقد قال إنكم خوارج؛ أي أننا نسجنكم ونعذبكم ونقتلكم بفتوى العلماء))، فهل يعي هؤلاء العلماء خطورة ما أقدموا عليه؟!

ومن عجيب تصاريف القدر أن العلماء الثلاثة الذين نُسب إليهم توقيع البيان قد تعرضوا بعد ذلك لهجوم حاد من قِبل زكي بدر - وزير داخلية النظام المصري في ذلك الوقت - حيث أمطر كلاً منهم بوابل مما كانت تسميه صحافة المعارضة وقتها بقاموس الشتائم البدري؛ وهو طائفة من البذاءات أُنزه هذا الكتاب عن إثبات شيء منها فيه، فهل يصدق فيهم القول بأن: (من أعان ظالماً سلطه الله عليه)

لم أتراجع عن كتاب" جواز تغير المنكر"

مرت علي نشر هذا الكتاب الهام سنوات وسنوات حتي خرجت مبادرة الجماعة الإسلامية عام 1997م وتلتها مطالبات بتغيير مؤلفاتهم القديمة مثل "اصناف الحكام وأحكامهم " وميثاق العمل الإسلامي " و"حتمية المواجهة " و"جواز تغير المنكر" ، وبالفعل أصدرت الجماعة الإسلامية كتب ومؤلفات أنتقدت فيها مسيرتها القديمة وخاصة شرعية تغير المنكر باليد لآحاد الناس من المسلمين وأكدت ان المنوط بذلك الحاكم المسلم ......

حتي ظهر من جديد الشيخ عبد الأخر حماد والذي اكد انه لم يتراجع عن الكتاب ولا عن افكارة التي طرحها فيه ولكنه عمق بعض المسائل الخاصة بالواقع ومآلاته ،تلك كانت قصة الكتاب الذي ذلع صيته في أوساط الثمانينيات عند أبناء الحركة الإسلامية حتي ان أحد قدامي الإسلامين قال لي عن هذا الكتاب " كنت أكتبه بخط اليد وألخص فصوله واشرحه للإخوة في مساجد الجماعة الإسلامية بعين شمس وأخفيه في أسفل بوتجاز منزلنا مخافة ضبط الأمن له ومصادرته .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.