* قصة البحث عن الحقائق التاريخية في عملية الاغتيال بدأ من مكان الحادث * وفى آخر أيام الأميرالاي محمود عبد المجيد أصيب بالعمى * وبعدها وجدوه مقتولا مهشم العظام * المفاجأة الثانية هى قتل الأمباشى أحمد حسين الذي اطلق الرصاص علي البنا * المفاجئة الثالثة هي ابنة شاهد الزور د. محمد حسنى عباس فقد علمنا أنها مريضة بالسرطان ولا تقابل أحداً
كتب عمرو عبد المنعم
بعد مايقرب من 60 عام من عملية إغتيال الإمام الشهيد قام الباحث د محمد عبد الوهاب بعمل تقصي لجميع الحقائق التاريخية الخاصة بالقضية فذهب إلي الاماكن الحقيقية وتتبع تاريخ الجناة وحصل علي بعض الوثائق الجديدة والمعلومات الهامة .
كان أهم ما وقع عليه د عبد الوهاب ان العقل المدبر لحادث وهو الأميرالاي محمود عبد المجيد والذي كان يعد رجل عبد الرحمن عمار الأول مات مقتولا في عملية ثأر .
بالإضافة إلي مقتل الأمباشى أحمد حسين والذي اطلق النار علي البنا بجانب إصابة إبنة شاهد الزور الرئيسي في القضية بالسراطان .
وقع الباحث عبد الوهاب المتخصص في تاريخ فنون عمليات الإغتيال علي كثير من الحقائق الجديدة وفيما يلي التفاصيل :
تحقيق المؤرخ عن الحادث
بدأت بحثى الميداني وكان على أن أذهب إلى كل الأماكن التى وقعت بها أحداث الاغتيال سواء مكان الحادث أو الأماكن التى اجتمعوا فيها أو أماكن إقامة الجناه والشهود، وبما أن الحادثة مر عليها حوالى 60 عاماً فإن بحثى الميدانى يعتبر درباً من الخيال أو كمن يبحث عن حبة لؤلؤ فى قاع المحيط .
وكعادتى لم يخطر اليأس على بالى فمتعة البحث بالنسبة للباحثين لا تضاهيها متعة، كانت كلمة عسكرى البوليس فتح الله محمد السيد الذى رفض الاشتراك فى جريمة الاغتيال هى مدخلى للموضوع فقد قال لهم انتم عملتم ذنب سيخلصه منكم ربنا فى الدنيا والآخرة.
من شارع رمسيس كانت البداية
جهزت لستة بالأماكن المزمع الذهاب إليها كان أول الأماكن ش/رمسيس أو الملكة نازلى سابقاً حيث مقر جمعية الشبان المسلمين وقفت أمام الجمعية فى نفس مكان الاغتيال ثم جلست على القهوة التى جلس عليها المخبرون ثم ترجلت إلى مكان وقوف السيارة التى أقلت الجناة وهى 9979 ثم وقفت فى نفس المكان الذى وقف فيه شاهد الزور د محمد حسنى عباس.
شاهد عيان باقي منذ عملية الاغتيال
ذهبت إلى كل من عبد الغنى اسماعيل ثم أحمد أبو الريش ثم مكان إقامة الصاغ محمد عبد المنعم رشدى مأمور قسم عابدين ثم المكان الذي كان يسكن فيه مرسى الشافعى مدير تحرير جريدة المصرى .
ثم ذهبت إلى بولاق أبو العلا ش وابور الترجمان حيث سكن على محمد نفادى سائق التاكسى الذى قتل فيه البنا وإلي حى السيدة زينب حيث سكن الوزير محمد زكى على الذى كان يتفاوض مع البنا .
ذهبت إلى منطقة الدرب الأحمر كى اسأل عن محمود جبر الذى وجد أظرف الطلقات، سألت عن ش/زرع النوى قيل لى أى واحد فيهم فهناك زرع النوى وزرع النوى الصغير وزرع النوى الكبير قلت منزل رقم 1 قال لى أحدهم يبقى المنزل فى ش/ زرع النوى.
ذهبت وجدت منزلاً قديماً يعود لأوائل القرن العشرين اخذت صورة للمنزل سألنى أحدهم انت بتدور على إيه يا أستاذ؟ قلت له السلام عليكم رد وعليكم السلام قلت له أنا أبحث عن أحد أولاد أو أحفاد محمود جبر صاح على أحدهم حضر شخص آخر سأله هل يعرف واحد باسم محمود جبر سألنى الرجل ماشى ساكن فين قلت له هو كان ساكن فى البيت ده من ستين سنة فنظروا لبعضهم كان لسان حالهم
رحلة البحث عن الحقيقة
وفى أحد الأيام ذهبت إلى المنيل حيث كانت إقامة الصاغ محمد عبد المنعم رشدى مأمور قسم عابدين وقت الحادث قال أحدهم ياه الله يرحمه ثم أشار إلى شقة مغلقة وقال كان ساكن هنا لكن ابنه ميمى باع الشقة وسكن فى الإسكندرية سألته هل يعرف أين يسكن ميمى فى الإسكندرية قال لا والله ما أعرفش.
ذهبت إلى حى جاردن ستى 7 ش خليل أغا حيث كان يسكن مرسى الشافعى مدير تحرير جريدة المصرى التى نشرت رقم سيارة الجناة قال البواب مافيش حد ساكن بالاسم ده قلت له أوراق التحقيق بتقول أنه يسكن هنا قال ربما من زمان لأن زمان السكن كان كتير ورخيص ربما وجد سكن أفضل من هنا.
كان هناك بعض الأشخاص يجب أن أعثر عليهم مهما تكلفت من جهد أولهم القائمقام محمود عبد المجيد خليل الذى خطط للقتل ثانيهم المخبر أحمد حسين جاد، ثالثهم مصطفى أبو الليل، رابعهم يوزباشى عبده ارمانيوس سرور، طبعاً كنت أعلم أنهم ماتوا ولكن أود أن أعرف هل عاشوا هانئين بعد عملية القتل أو عاشوا معذبين .
أصبح آخر اسم فى اللستة هو الاستاذ عبد الله خليل فواز أردت الذهاب إلى قرية أولاد حمزة مركز المنشأة مقر سكن عبدالله فواز الذى رفض الشهادة الزور اتصل الأستاذ وائل بأحد أصدقائه الذى اعطانا تليفون الأستاذ اسماعيل فواز ابن عم عبد الله فواز، قال الرجل سأبحث لك عن صورة، ذهبت إلى موقف السيارات كى أستأجر سيارة أذهب بها إلى القاهرة.
جاءتنى مكالمة من سوهاج اعطانى المتحدث تليفون أحد المقربين من الاميرالاى محمود عبد المجيد وهو اللواء شرطة متقاعد محمد شوقى العنبسى من عنيبس بسوهاج وكان والده صديقاً لمحمود عبد المجيد اتصلت به قال أنه كان طالب بكلية الشرطة عام 1952 ولم يفصح الرجل عن شىء خلاف ذلك طلبت منه أن أقابل أولاد الاميرالاى محمود عبد المجيد قال سأحاول وأعطيك الرد بعدها اعتذر الرجل لأنهم لا يريدوا أن يتحدثوا مع أحد.
مصير الأميرلاي محمود عبد المجيد
سافرت إلى أسيوط حيث أتصل بى أحد المعارف كنت قد أوصيته بتتبع خطوات أهل الأميرلاى محمود عبد المجيد وصلت وجلست مع رجل يعرفهم جيداً ويعرف الأميرالاى شخصياً قال محمود عبد المجيد تزوج من فتحية أمين دوس وشهرتها ناهد وهى من بنى سويف تزوجها محمود عندما كان ضابطاً ببنى سويف انجب منها ماجدة ومديحة وعبد المجيد وبعدما تم قتل الشيخ حسن البنا اعطته الحكومة فيلا فى ش دار السعادة بالزيتون هدية لتخطيطه عملية القتل بعدها باعت زوجته الفيلا بثمن بخس وانتقلوا إلى ش هارون الرشيد فى مصر الجديدة،
وفى آخر أيامه أصيب بالعمى وفى سنة 1972 مات وكان عمره 74 سنة واندفن فى مصر فى المقابر اللى فى وش مشيخة الأزهر ثم فجر الرجل مفاجأة كنت أشعر بها ولكن كنت أريد التأكد منها قال لقد مات محمود مقتولاً فقد قذف من الدور الأول فى الشارع ووجدوه ميتاً مهشم العظام قلت سبحان الله من قتل يقتل ولو بعد حين لقد صدق العسكرى فتح الله فيما قاله.
مقتل الأمباشي أحمد حسين
كانت المفاجأة الثانية هى موت الأمباشى أحمد حسين مقتولاً أيضاً استعجبت أيما استعجاب هل هذه مصادفة أم هو انتقام من المولى عز وجل لرجل مات شهيداً بلا ذنب ، أما ابنة شاهد الزور د. محمد حسنى عباس فهى مريضة بالسرطان ولا تقابل أحداً .
اقرأ ايضا
الحلقة الاولى : الملك فاروق كان يعتقد أن حسن البنا خطراً عليه الحلقة الثانية : إبراهيم عبد الهادي أوعز للنقراشي بحل الإخوان الحلقة الثالثة : هدية عيد ميلاد الملك كانت رأس الإمام الحلقة الرابعة : سر السيارة رقم 9979 ! الحلقة الخامسة : عبد الناصر يحاكم قتلته ثم يفرج عنهم!