الخامسة على الشهادة الثانوية الأزهرية: حلمي الالتحاق بكلية اللغات والترجمة    تعرف على موعد الصمت الدعائي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    أسعار الذهب مساء السبت 26 يوليو 2025    مصر تستورد 391 ألف طن من الذرة وفول الصويا لدعم احتياجات السوق المحلية    «الأونروا»: لا يوجد مكان آمن في غزة    وزير الطاقة السوري يزور السعودية لتعزيز التعاون الثنائي    تجدد القتال لليوم الثالث بين كمبوديا وتايلاند ووقوع ضحايا ومصابين    سلوت يكشف سبب غياب دياز ونونيز عن ودية ليفربول وميلان    محمد شريف: شارة قيادة الأهلي تاريخ ومسؤولية    عقوبة الإيقاف في الدوري الأمريكي تثير غضب ميسي    وزير الشباب: تتويج محمد زكريا وأمينة عرفي بلقبي بطولة العالم للاسكواش يؤكد التفوق المصري العالمي    جدي شيخ الأزهر الأسبق.. الأول على الثانوية الأزهرية من البحيرة: «شوفت رؤيا أني من الأوائل»    الداخلية تضبط قائد سيارة سار عكس الاتجاه وتحدث في الهاتف أثناء القيادة بكفر الشيخ    جورج وسوف ينعي زياد الرحباني بكلمات مؤثرة    كلمتهم واحدة.. أبراج «عنيدة» لا تتراجع عن رأيها أبدًا    سميرة عبدالعزيز في ندوة تكريمها: الفن حياتي.. وبرنامج «قال الفيلسوف» هو الأقرب لقلبي    دور العرض السينمائية تقرر رفع فيلم سيكو سيكو من شاشاتها.. تعرف على السبب    عالم أزهري: تجنُّب أذى الأقارب ليس من قطيعة الرحم بشرط    ناهد السباعي تتربع على عرش التريند بسبب إطلالة جريئة    سوديك تسجل نموا قويا فى صافى الربح بنسبة 107% خلال النصف الأول من 2025    فحص 394 مواطنا وإجراء 10 عمليات باليوم الأول لقافلة جامعة المنصورة الطبية بشمال سيناء    وكيل صحة الدقهلية يوجه المستشفيات برفع كفاءة الأداء والتوسع في التخصصات الدقيقة    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    محافظ البحيرة: 8 سيارات لتوفير المياه في المناطق المتضررة بكفر الدوار    وزير قطاع الأعمال يتابع مشروع إعادة تشغيل مصنع بلوكات الأنود بالعين السخنة    الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يؤكدان ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    أكسيوس عن مصادر: أعضاء بإدارة ترامب يقرون سرا بعدم جدوى استراتيجيتهم بغزة    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    صور| ترامب يلعب الجولف في مستهل زيارته إلى أسكتلندا «قبل تظاهرات مرتقبة»    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم في المخ بمستشفى سوهاج الجامعي    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    وزير الزراعة اللبناني: حرب إسرائيل على لبنان كبدت المزارعين خسائر ب 800 مليون دولار    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الخامسة من أسرار اغتيال الامام حسن البنا : عبد الناصر يحاكم قتلته ثم يفرج عنهم! (5-6)
نشر في محيط يوم 12 - 03 - 2013

* عبد الناصر بعد محاولة إغتياله في المنشية أفرج عن قتلة البنا
* تأكدت الوفاة الساعة 12:15 بعد منتصف الليل
* تمت مصادرة أعداد جريدة المصري لتغطيتها الحادث بدقة
* القتلة ذهبوا بعد العملية لزوجة النقراشي وكافئتهم
* نساء بيت البنا هم من حملوا الجثمان
* الأميرالاي محمود عبد المجيد العقل المدبر لعملية
* عبد الناصر حكم علي القتلة بالمؤبد وبعد محولة إغتيالة في المنشية أفرج عنهم

كتب عمرو عبد المنعم

كانت عملية إغتيال الأمام الشهيد حسن البنا فارقة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين فلم تري هذه الجماعة بعدها النور حتي وصلت إلي الحكم بعد ثورة 25يناير المباركة ، فلم يتولي الجماعة بعدها أي زعيم بقدرة وطاقة حسن البنا .

لقد كان دم البنا لعنة علي النظام الملكي فقد حاول ان يطمث معالم الجريمة بكل طاقته فقد زور في ارقام السيارة التي نفذت بها العملية وارسلت المباحث شهود زور لكي يحولوا مجري التحقيق إلي اتجاهات أخري ربما تصب في خانة ان من قام بتصفية البنا هم زملاء الدرب ورفاقه حرصا علي الزعامة .

في هذه الحلقة نقترب أكثر من لحظات النهاية في حياة البنا وكيف فاضت روحه إلي بارئها ,كيف تمت عملية الدفن ومن هو العقل المدبر لعملية وإلي تفاصيل الحلقة :

البنا في رحاب الله

وفى تمام الساعة 12:15 بعد منتصف الليل فاضت روح الشيخ حسن البنا رحمه الله إلى بارئها كلف رئيس النيابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الملازم أول خليل إبراهيم ضابط مباحث قسم السيدة باستلام الأمانات الخاصة بالشيخ حسن فتقابل مع عبدالقوى عمارة كاتب الاستقبال بالقصر الذى قال أنه استلم مبلغ 6 جنيهات وعشرة قروش من مندوب الاسعاف واتصل عبدالقوى بالدكتور على الجزار فقال له لايمكن تسليم الأمانات إلا بمعرفة دكتور حجاب مدير المستشفى وبعد إجراء اتصالات بإدارة المستشفى سلمه الدكتور على السباعى حسنين الساعة الجيب والمفكرة.

تغير رقم السيارة من 9979 إلي 9997

دخل الليثى غرفة التحقيق الساعة 3:30 فجراً وجد بالغرفة مع وكيل النيابة كلا من الاميرالاى ماهر رشدى وكيل الحكمدار والقائمقام مصطفى حلمى والبكباشى محمد وصفى واليوزباشى محمود زهدى أخذ الليثى يسرد تفاصيل معرفته بالبنا وكيف استدعاه لمقابلة الناغى وعندما جاء ذكر رقم السيارة قال 9979 أو 9997 كما اتفق مع الجزار.

ولكن البكباشى محمد وصفى قال الأفندى ده قال لى الرقم فى المستشفى هو 9977 اثارت تلك الملاحظة إستياء الليثى فقال حيث كده فالرقم هو 9979 وأنا متأكد من الرقم هو 9979 كتب وكيل النيابة الرقم الذى أكده الليثى وكذلك رقم محمد وصفى والرقم الآخر وهو 9997 .

مصادرة أعداد جريدة المصري بعد نشر تفاصيل الحادث

وصل خبر الحادثة إلى إدارة جريدة المصرى فتوجة المحرر القضائى محيى الدين فكرى وزميله محمود عبدالعزيز حسين أخذ فى سماع أقوال شهود الواقعة ثم همس أحد رجال البوليس فى أذن محيى الدين برقم السيارة التى هرب فيها الجناه عاد المحرر إلى مقر الجريدة واعطى معلوماته إلى مرسى الشافعى مدير التحرير وطبعت الجريدة وفى الصفحة الأولى صورة البنا ورقم السيارة التى هرب بها الجناه وصلت نسخة إلى توفيق صليب مدير الرقابة على الصحف.

إتصل فوراً بعبدالرحمن عمار الرقيب العام وابلغه بما كتب فى المصرى، دقائق وكانت مطبعة المصرى ببولاق محاصرة من البوليس السياسى دخل اليوزباشى عبداللطيف البطراوى وصادر الأعداد التى طبعت ولكن القائمين على الطبع استطاعوا إخفاء 3000 نسخة وضعت بعد ذلك وسط الأعداد التى طبعت بدون صورة وبدون رقم السيارة.

أغرب ما حذف من جريدة المصرى كان كلمه رحمه الله والتى كتبها المحرر محمود عبدالعزيز بعد اسم الشيخ البنا بعد انتهاء التحقيق مع محمد الليثى خرج من غرفة المحقق فتبعه الأميرالاى ماهر رشدى وكيل الحكمدار وقال له أنت بقى كنت مسجون مع البنا أنت محمد الليثى اللى كنا بندور عليه بتاع الإخوان ومش عارفين مكانك طب ياعم حضر نفسك للاعتقال.

والد البنا يغسل ابنه ويحمله منفردا إلي مثواة الأخير

ما أمر هذه اللحظات وأصعبها على الشيخ الطاعن فى العمر بمفرده هو وجثمان ولده تحت حراسة البوليس وبقية أولاده فى المعتقل انتهى الشيخ من تكفين ولده وقرأ آيات من القرآن ووضع الجثمان فى النعش بمعرفة رجال البوليس لم يسمح لاحد بحمله، وكون لايوجد رجال بالبيت فحملته النساء فى مقدمتهن ابنته التى قالت قر عينا يا أبتاه فلن نتخلف عن رسالتك ولئن منعت الحكومة من يشيع جنازتك واأسفاه لنذالة الحكام فحسبنا عزاء وجزاء أن ارواح الشهداء تمشى معنا وتشيع عن أهل السماء ما عجز عن تشييعه أهل الأرض كان البوليس مصطفا على الجانبين وأفرغ الجامع من الموجودين فيه وصلى على الجثمان فى جامع قيسونا وورى الجثمان فى مدافن الأسرة بالإمام الشافعى. علم الملك فاروق بنبأ وفاة البنا ولم يخف سعادته وارتياحه لنبأ الأغتيال وظل فى نادى السيارات يلعب القمار.

عمار يصدر اوامر لصحف "النارتأكل بعضها"

فى الصباح الباكر ذهب عمار إلى سراى عابدين فقوبل بالتهانى والعناق والتبريك أخذ العاملون بوزارة الداخلية يتهامسون بأن من فعل تلك الفعلة هم عصابة جرجا الذين أحضرهم محمود عبدالمجيد ارسل عمار إلى جريدة الأساس أن تنشر مقالاً عنوانه النار تأكل بعضها، وعنوان آخر يقول الإرهابيون ينقلبون على شيخهم حتى يظن الناس أن قتله البنا هم من الإخوان وليس بتدبير الحكومة أو السراى .

وكانت جريدة الأساس تحصل شهريا على مبلغ 1000 جنيه من المصاريف السرية لوزارة الداخلية إختفى المخبرون فلا أثر لهم تربص زكى عبدالتواب عضو الجمعية والكاتب بالمباحث إلى أحمد حسين كى يتأكد أنه هو الذى أطلق النار على البنا طال إنتظاره فلا حاجة لوجود المخبرين بالمباحث Any More .

سأل زكى أحد المخبرين بالمكتب عن من هو الطويل القامة فى مخبرين جرجا أخبره أنه أحمد حسين جلس الجاويش محمد محفوظ سائق السيارة كعادته وجد بائع الجرائد ينادى اقرأ الحادثة ... اقرأ الحادثة اشترى جريدة المصرى وجد بها رقم سيارته على أنها السيارة التى هرب بها الجناه لطم على وجهه وصعد يسابق الريح إلى مكتب القائمقام محمود عبدالمجيد قال له يابيه رقم العربية فى الجورنال والشيخ اتقتل وعندى 8 عيال.

قال له القائمقام لما يبقوا يتيتموا يبقى يحلها ربنا اخرس يا أهبل انت ليك مكافأة كبيرة، نزل السائق وكلمة المكافأة ترن فى أذنه وجلس كما كان داخل سيارته رقم 9979 خصوصى مصر بعدها توجه محمود عبدالمجيد إلى لوكاندة باريس بشارع عدلى حيث طلب عبدالله خليل فواز الذى كان مستيقظاً حيث صلى الفجر وأخذ يقرأ بعض ايات من المصحف الشريف جلس الاثنان فى مطعم اللوكاندة لتناول طعام الإفطار.

العقل المدبر لعملية هو محمود عبد المجيد

سأل محمود عبدالمجيد الاستاذ فواز هل علم بمقتل الشيخ البنا؟ فقال فواز علمت من الجرائد وكان فواز قد حصل على نسخة من المصرى التى بها رقم السيارة التى هرب بها الجناة وهى 9979 ملاكى مصر والتى ركبها فواز كثيراً كونه صديقاً لمحمود عبدالمجيد حيث كانت تنتظره عند محطة القطار لتوصيله للفندق عند زيارته لمصر.

ولكن فواز لم يخبر محمود عبدالمجيد بأنه عرف أن سيارته هرب بها الجناة قال عبدالمجيد أن الإخوان المسلمين يتهموه بأنه ضالع فى الجريمة لان سيارته شوهدت فى مكان الحادث وهرب بها الجناة فسأله محمود عبدالمجيد أن يشهد أنه كان معهم فى فندق ايدن حتى الساعة 9 مساءً هو وسيارته فقال فواز أشهد أنك كنت معنا حتى التاسعة هذا بالنسبة لك أما بالنسبة لسيارتك فلا أستطيع الشهادة كونى لم أرها امتعض محمود عبدالمجيد من هذه الإجابة لأن فواز صديقه وكان متأكداً بأن فواز سيقبل أن يشهد معه ويعزز موقفه.

ترك محمود عبدالمجيد الفندق وقد أضمر الشر لفواز وفعلا عندما تولى منصب مدير جرجا (محافظ) فى عام 1952 ضايق فواز كثيراً وسبب له الكثير من المتاعب.

القاتل الحقيقي يقع في شر أعماله

بدأت أعصاب محمود عبدالمجيد تهتز فلم يكن يتصور أن تتسارع الأحداث بهذه السرعة ويتم معرفة رقم سيارته للقاصى والدانى إنحنى جانبا بصديقه محمود بك عبيد وطلب منه أن يقف بجانبه ويشهد بأن السيارة لم تتحرك من أمام الفندق.

وافق محمود عبيد على ذلك ولكن كان فى قرارة نفسه أنه سيتهرب من هذه الشهادة وفعلاً سافر محمود بك عبيد إلى مشطا بمحافظة سوهاج بحجة وجود مشكلة فى القرية ويجب عليه أن يحلها.

قتلنا البنا أنتقاما للنقراشي

ارسل قسم عابدين العسكرى محمد الصغير إلى القصر العينى حيث استلم ملابس الشيخ حسن البنا توجه إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومعه عبدالرحمن عمار وكيل الوزارة والقائمقام محمود عبدالمجيد والمخبر أحمد حسين والمخبر محمد سعيد إلى منزل النقراشى باشا كانت أرملة النقراشى فى غاية السعادة فقد تم الأخذ بثأر زوجها أجلست الأمباشى أحمد حسين بجوارها واعطته مبلغ 400 جنيه هذا المبلغ فى تلك الأيام كانت قيمته كبيرة وأعطته قطعتين قماش صوف إنجليزى وأخرجت صورة لزوجها من البوم الصور وكتبت عليها هدية إلى البطل أحمد حسين.

بدأ الليل يسدل خيوطه على الحى الذى يقيم فيه البنا كان البوليس يحاصر المنطقة حصاراً كحصار طروادة فبين كل عسكرى وعسكرى يقف عسكرى بالإضافة للمخبرين والمرشدين والضباط وتم القبض على العديد من الأشخاص الذين توجهوا لأداء واجب العزاء وأقتيدوا للقسم حيث حررت لهم محاضر ومنها محضر كتب فيه بمعرفتى أنا الكونستبل محمد صالح مباحث قسم الخليفة أثبت الآتى.

مكرم عبيد باشا يشارك في الجنازة

كان الوحيد الذى تمكن من الدخول وتقديم واجب العزاء هو مكرم عبيد باشا قال الإخوان أن الحكومة خجلت من القبض علي مكرم عبيد لأنه يجوز أن يكون من الإخوان ولكن المقطوع به أنه ليس من المسلمين وفى كتاب من قتل البنا لمحسن محمد كتب يقول أثناء سير الجنازة ضبط رجل بوليس أحد الأشخاص يتمتم بالفاتحة من إحدى النوافذ فصعد إليه وإقتاده من بين أطفاله .

محضر لمواطن قراء الفاتحة علي روح البنا

وفى محضر البوليس سألوه عن صحة التهمة وهل قرأ الفاتحة حقا على روح الشيخ البنا أجاب بالإيجاب هنا ازدحمت الأكف والقبضات والأقدام فوق وجهة وجسمه وعادوا يسألونه ولماذا قرأت الفاتحة؟ فأجاب الرجل من شعائر الدين أن تقرأ الشهادتين عندما يمر ميت ونقرأ الفاتحة على روحه، صرخ أحد رجال البوليس وقد استقرت يده على وجه المسكين لتصافحه بحرارة وهو يقول كان لازم تعمل حنبلى النهاردة يا ابن ال ....... صاح المتهم وهل فى قراءة الفاتحة جريمة يعاقب عليها القانون وازدحمت الأكف مرة أخرى حتى أغمى على الرجل.

واعتقل شاب وعندما ساقوه إلى القسم وكان عضوًا بجمعية الشبان المسلمين قال أنهم اعتقلونى ولست من الإخوان المسلمين ولكنى من الشبان المسلمين رد الشرطى كلكم مسلمون خذه ياعسكرى دخله السجن.

القلم المخصوص يقف بجانب عميله

قرر القلم السياسى أن يبعد الشبه تماماً عن محمود عبد المجيد وسيارته بأن اتصل مرة أخرى الصاغ محمد الجزار بصديقه استاذ القانون بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول محمد حسنى عباس وطلب منه أن يدلى بمعلومات عن مشاهدته سيارة الجناة ذهب الدكتور الجامعى إلى النيابة وكان قد تم الاتفاق مسبقاً بأن يتواجد الصاغ توفيق السعيد من القلم السياسى فى مكتب وكيل النيابة ثم يدخل محمد حسنى عباس المكتب فيصطحبه الصاغ توفيق إلى مكتب رئيس النيابة فتبدو الأمور طبيعية وكأنها مصادفة.

شهادة د محمد حسني عباس عن الحادث

كتب رئيس النيابة عبد العزيز بك حلمى فى محضره تقدم إلينا اليوم الدكتور محمد حسنى عباس الدكتور فى القانون المدرس بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول وقال أن لديه معلومات عن الحادث يريد إبداءها وقد صحبه إلينا صهره زكى عصمت بك وكيل النيابة والصاغ توفيق السعيد أفندى الضابط بالحكمدارية بالقسم السياسى فدعونا حضرته وسألناه بالآتى:

إسمى محمد حسنى عباس 33 سنة مدرس بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول مولود بجرجا ومقيم 6 ش أبو فنة بمنيل الروضة قسم مصر القديمة حلف اليمين.

شك رئيس النيابة في شهادة الأستاذ الجامعي

كان رئيس النيابة متأكداً بأن هذا الشاهد لا يقول الحقيقة وانه موضع شك وعليه علامات استفهام.

كانت السيارة التى ذكرها شاهد الزور وهى 7999 ملك حامد بك المصرى المقاول وكانت السيارة فى ذلك الوقت فى المنصورة حيث يقيم مالكها وقد أثبت مالكها أنها لم تتحرك من داخل الجراج فى هذا التاريخ.

وجد رئيس النيابة نفسه أمام أربع سيارات لشهود مختلفين تم تكليف وكيل النيابة بالتوجه إلى قلم مرور القاهرة للاستعلام عن السيارات التى ذكرها الشهود ولم يجد مدير المرور فطلبها من اليوزباشى جلال رفعت أفندى معاون الإدارة.

أخذ وكيل النيابة ملفات السيارات معه إلى سراى النيابة.

حقيقة السيارة الأولي 9979

وجد السيارة الأولى رقم 9979 ملاكى مصر والتى قال عنها محمد الليثى ملك الأستاذ فهيم بولس فهمى المحامى والتى باعها له المخرج السينمائى كمال الشيخ مقيم فى 22 ش شبرا.

حقيقة السيارة الثانية 9997

والسيارة الثانية رقم 9997 ملاكى مصر والتى قال عنها محمد الليثى ملك الخواجة خرالمبو جور جلاس مقيم 88 ش المدبولى قسم الأزبكية.

حقيقة السيارة الثالثة 9977

السيارة الثالثة رقم 9977 التى قال البكباشى محمد وصفى عنها ملك الخواجة صيدناوى وهى باسم الدكتور أندريه جورج خياط مقيم 118 ش فؤاد الأول الزمالك.

حقيقة السيارة الرابعة 9997

السيارة الرابعة رقم 9997 التى قال عنها د. محمد حسنى عباس ملك فريد بك حامد المصرى مقيم 46 ش الفلكى قسم عابدين.

أرسلت النيابة إشارة تلفونية إلى القلم السياسى تطلب فيه انتداب الصاغ توفيق السعيد لاستحضار أصحاب السيارات التى ذكرت أرقامها فى التحقيق كان الصاغ توفيق السعيد ضابط البوليس السياسى معروف على مستوى وزارة الداخلية أنه رجل عبد الرحمن عمار وكيل الوزارة أى من المقربين جداً منه عاد المخبر أحمد حسين جاد هو والمخبر محمد سعيد إلى جرجا تقابلا بالصدفة مع العسكرى فتح الله محمد السيد الذى رفض الذهاب معهم لمصر لاغتيال البنا فقالوا له ياعبيط لو كنت جيت معانا كنت أخذت فلوس كثير وقعدت مع الناس الكبار فقال لهم أنتم عملتم ذنب سيخلصه منكم ربنا فى الدنيا والآخرة.

حادث اغتيال البنا حديث تفاخر المخبرين

أصبحت حادثة اغتيال البنا حديث الخاصة والعامة بتفاصيلها الدقيقة فالسائق محمد محفوظ يحكى لكل من يقابله سواء من أعيان جرجا أو من خارجها عن عملية الاغتيال وأنه ورط فيها بدون علمه ويطلب أن يرقى إلى رتبة الباش جاويش وأحمد حسين جاد أصبح هو الآخر يسردها بتفاخر

رسالة من مجهول للنيابة العامة

كان الشيء الوحيد الناقص هى أن تغنى قصة الاغتيال على الربابة فى المقاهي الشعبية كقصة أبو زيد الهلالى ولكن تشجع أحدهم وأرسل خطابا إلى رئيس النيابة ذكر فيه بعض تفاصيل عملية الاغتيال هذا نصه :

بعد قتل النقراشى باشا فكر عبد الرحمن عمار فى قتل حسن البنا اتفق مع محمود عبد المجيد مدير المباحث على تنفيذ الجريمة وأخذ رأى إبراهيم عبد الهادى فوافق واستحضر محمود عبد المجيد أحمد حسين ومحمد سعيد وحسين محمدين المخبرين فى مباحث جرجا للوزارة واحضر معهم شخص يدعى عبد الله من سوهاج معروف بالاستئجار على القتل.

وادعى محمود عبد المجيد بأنهم حاضرون للبحث عن شخص مجرم هارب وسلمهم للصاغ حسين كامل، حسن البنا كانت سيارة بها مخبرين والضابط الجزار تراقبه باستمرار بعد قتل النقراشى باشا لتعرف الجهات التى كان يتردد عليها وقبل قتله بشهر انقطعت المراقبة ومحمود عبد المجيد وسيارته اللى الشاهد قال على نمرتها كان يركبها ويسوق بيه السواق محمد محفوظ المخبر بالمباحث فى الوزارة كان يراقب حسن البنا ومعه المخبرين اللى من جرجا وعبد الله والصاغ حسين كامل.

محكمة الثورة تحاكم قتلة البنا

فى أغسطس عام 1954 حكمت المحكمة على كل من

1- الامباشى أحمد حسين جاد بالأشغال الشاقة المؤبدة.

2- الاميرالاى محمود عبد المجيد بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة.

3- الباشجاويش محمد محفوظ محمد بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة.

4- البكباشى محمد محمد الجزار بالحبس مع الشغل لمدة سنة.

وبراءة كل من:

1- مصطفى محمد أبو الليل يوسف.

2- يوزباشى عبده ارمانيوس سرور.

3- البكباشى حسين كامل.

4- جاويش محمد سعيد اسماعيل.

5- امباشى حسين محمدين رضوان.

هكذا صدر الحكم على كل الضالعين فى اغتيال الشيخ حسن البنا بعد 5 سنوات و5 أشهر و21 يوم و14 ساعة و15 دقيقة من وقت وقوع الجريمة.

عبد الناصر يفرج عن قتلة البنا

ثم وقع حادث المنشية وهى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر حيث تم القبض على كل عناصر النظام الخاص وكل فرد من الإخوان المسلمين على مستوى مصر بكامل محافظاتها ولولا تعذر ذلك لتم القبض على كل المسلمين ونكاية فى الاخوان أمر جمال عبد الناصر بالإفراج عن الأميرالاى محمود عبد المجيد ولم يمض على وجوده فى السجن عام.

وقررت الحكومة رد اعتبار البكباشى محمد الجزار فى 25 نوفمبر 1957 وعمل بالمحاماة وأفرج عن الباشجاويش محمد محفوظ عام 1960 قبل انتهاء مدة العقوبة وأفرج عن الامباشى أحمد حسين جاد فى عام 1967 قبل انتهاء مدة العقوبة كل ما ذكر كان من واقع محاضر النيابة والشرطة.

اقرأ ايضا

الحلقة الاولى : الملك فاروق كان يعتقد أن حسن البنا خطراً عليه
الحلقة الثانية : إبراهيم عبد الهادي أوعز للنقراشي بحل الإخوان
الحلقة الثالثة : هدية عيد ميلاد الملك كانت رأس الإمام
الحلقة الرابعة : سر السيارة رقم 9979 !


في الحلقة السادسة والأخير مفاجائات عملية الإغتيال

وفى آخر أيام الأميرالاي محمود عبد المجيد مدبر العملية أصيب بالعمى

وبعدها وجدوه مقتولا مهشم العظام

المفاجأة الثانية هى قتل الأمباشى أحمد حسين الذي اطلق الرصاص علي البنا

المفاجئة الثلثة هي ابنة شاهد الزور د. محمد حسنى عباس فقد علمنا أنها مريضة بالسرطان ولا تقابل أحداً

فنتظرونا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.