في ظل الحديث عن المصالحة الفلسطينية بين حركتي " فتح " و"حماس"، التي يأمل الفلسطينيون إتمامها بفارغ الصبر، اتخذت حركة " حماس" من شطبها من " قائمة الإرهاب" ورقة تتحجج بها لتعطيل المصالحة، فضلا عن قيام أمريكا بالضغط على السلطة الفلسطينية بتهديدها بوقف الدعم الذي يبلغ 450 مليون دولار، إذا أجريت المصالحة. وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور جمال محيسن، مساء أمس، عن لقاءات جمعت مسئولين أمريكيين وقيادات من حركة حماس في أكثر من دولة في إطار مساعي حماس لشطب اسمها من" قائمة الإرهاب " مما يفتح لها الباب أمام نيل الاعتراف الدولي، كما أن إزاحة اسمها عن هذه القائمة تسهل دخولها منظمة التحرير الفلسطينية التي تحظى باعتراف إسرائيلي وأمريكي.
وقال محيسن لصحيفة " الحياة الجديدة" الفلسطينية :"وضع شطب حركة حماس عن قائمة الإرهاب حسب الوصف الأمريكي ضمن اشتراطات انجاز المصالحة الوطنية أمر غير منطقي، لان مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه القضية الفلسطينية كانت معادية طيلة الفترة الماضية".
مؤشرات انتكاسية ورغم شيوع أجواء التفاؤل بخصوص إمكانية إتمام المصالحة الوطنية، الا أن مؤشرات لانتكاسات جديدة بدأت تظهر في تصريحات للعديد من مسئولي في حركة حماس، التي تؤشر إلى إمكانية استخدامهم إزاحة اسم الحركة من على قائمة الإرهاب كأحد متطلبات إتمام المصالحة. محيسن رد على ذلك بالقول:" المصالحة الوطنية هي شأن داخلي فلسطيني وان إتمامها يقوي مواقف الأطراف الفلسطينية بما في ذلك موقف حركة حماس". وأضاف:" بينما حاول البعض الحديث عن وجود صداقة بين الولاياتالمتحدة وقيادة السلطة الوطنية، الا أن الوقائع تشير إلى عكس ذلك حينما ظهرت معاداة الولاياتالمتحدة لمواقف السلطة في مجلس المجلس الدولي ومعاداة حصول شعبنا على حقوقه الوطنية".
وبدأت حماس تتحدث بصراحة عن إمكانية شطب اسمها عن "قائمة المنظمات الإرهابية" خاصة مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للمنطقة واللقاءات المفترض أن يعقدها مع رئيس السلطة الوطنية لبحث جملة من القضايا بما فيها المصالحة الوطنية . وقال محيسن بلغة حاسمة:" لا علاقة للولايات المتحدة بموضوع المصالحة الوطنية، لكن على ما يبدو انه كلما اقتربنا من انجازها فان حماس تبدأ بتقديم مبررات لتراجعها عن ذلك وإعادتنا للمربع الاول".
أمريكا والمصالحة وعلى جانب متصل قال نائب رئيس حركة "حماس" موسى أبو مرزوق إن سبب تأجيل الحركة مؤتمر المصالحة مع "فتح" في 27 فبراير الماضي، هو التخوف من أن تكون أجواء اللقاء غير مواتية نتيجة لاستمرار الخلافات بين الطرفين.
وأضاف ، في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية، أن الولاياتالمتحدة تهدد السلطة في رام الله بوقف الدعم الذي يبلغ 450 مليون دولار، إذا أجريت المصالحة، وبالضغط على الدول المانحة في أوروبا لتوقف هذا الدعم أيضا. وأشار القيادي بحماس إلي عدم وجود أي معتقل على خلفية سياسية أو دينية بغزة .
الاعتراف بإسرائيل وكان القيادي في حماس د. أحمد يوسف، كشف عن اتصالات تجريها الحركة بمساعدة دول عربية واسلامية مثل قطر ومصر وتركيا لاقناع الدول الكبرى والاوروبية برفع اسم حماس عن قائمة الإرهاب . موضحا أن تلك الاتصالات لاقت تجاوبا من قبل بعض الدول الاوروبية. ونقلت وكالة "معا" عن يوسف قوله "انه ورغم اشتراط الرباعية الدولية الاعتراف بإسرائيل كي ترفع حماس من قائمة الإرهاب فنحن لن نعترف بهذا الشرط".
وتابع "ليس من المعقول أن تدعم الدول الغربية الأنظمة الإسلامية في تونس ومصر، وتواصل مقاطعة حماس التي خرجت من رحم هذه التيارات الإسلامية وتبقيها على قائمة الإرهاب..هذا خطأ في المعادلة الدولية ". ويتضح من تصريحات قيادات حماس بان شطب اسمها عن قائمة الإرهاب بات يحتل الاهتمام الاول لأجندة الحركة، الامر الذي قد يساهم في تعطيل جهود المصالحة الوطنية التي كان من المفترض مواصلتها لتشكيل حكومة وفاق وطني نهاية الشهر الجاري بعد عقد لقاء ثنائي بين وفدي حركة حماس وفتح.
محيسن أكد أن إمكانية عقد اللقاء بين وفدي الحركتين لم يتضح حتى الان وقال:" أجريت اتصالات مع أعضاء في وفد فتح وابلغوني بأنه لا علم لهم بموعد عقد هذا اللقاء لغاية الان".
لقاء حائر وفي ظل توقف عجلة المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد طلب الأخيرة تأجيل لقاءات المصالحة مع حركة فتح، كشف رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ياسر الوادية عن موعد جديد مرتقب يجمع الحركتين بداية نيسان المقبل لاستكمال التشاورات في تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية. وأوضح الودية أن الاجتماع سيتم في القاهرة وبرعاية القيادة المصرية ومع الانتهاء من لجنة الانتخابات المركزية وتحديث سجلات الناخبين.
على حين نفى مسؤول بارز في حركة "فتح" بالضفة الغربية، هذه الأنباء التي تتحدث عن لقاء مرتقب بين الحركتين الشهر المقبل في القاهرة، قائلاً: "لا توجد أي اتصالات مع حركة حماس بخصوص عودة لقاءات المصالحة من جديد". مؤكداً أن الاتصالات مع حماس مقطوعة، منذ طلب الحركة تأجيل لقاء المصالحة الذي كان مقرراً عقده نهاية الشهر الماضي، وبعد ذلك التاريخ لم تجر بين الحركتين أي اتصالات لتحديد موعد آخر.
ونفى المسئول في حركة "فتح" الاتهامات التي وجهت للحركة مؤخراً بأنها رهنت المصالحة لما بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قائلاً: "نحن جاهزون للمصالحة، وفور الاتفاق مع حركة حماس على الموعد سنتوجه للقاهرة ونستكمل مناقشة باقي ملفات المصالحة".
وبهذا الصدد قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق: "إن حركته أرجأت المصالحة مع حركة فتح لأن الولاياتالمتحدة تبقي على حماس في قائمتها للجماعات الإرهابية".
ونحو هذا الصدد شدّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية خالد البطش، في حوار صحفي، على "ضرورة تفعيل البعد العربي والإسلامي في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، لافتاً إلى أنّ "المصالحة الفلسطينية تحتاج جدولاً زمنياً ثابتاً لضمان نجاحها"، مضيفاً: "لا يعقل أن يتم التعامل مع المصالحة كفائض أو ملف هامشي"، مجدّداً التأكيد على "عدم مشاركة الحركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية".