رام الله: كشفت مصادر فلسطينية عن حراك مصري - فلسطيني جديد في ملف المصالحة الفلسطينية سيتوج بعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل قبل 25 الشهر الجاري. وقالت المصادر لصحيفة "الحياة" اللندنية إن مصر ستوجه دعوة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في الخامس من مايو/آيار الماضي، وذلك لإجراء مشاورات في شأن آلية تنفيذه بأسرع ما يمكن، خصوصاً في ظل التحديات والأخطار التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وأضافت أن لقاء عباس - مشعل سيعقد في الفترة بين 20 و25 الشهر الجاري في القاهرة، على أن يتبعه لقاء للفصائل كافة في العاصمة المصرية لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ اتفاق المصالحة، خصوصاً أن حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير ترفض فكرة عقد لقاءات ثنائية بين الحركتين المتصارعتين الأوسع شعبية في الشارع الفلسطيني.
وأشارت إلى أن اتصالات أجريت عشية عيد الأضحى المبارك بين مشعل وقيادي بارز في "فتح" يشغل عضوية لجنتها المركزية له دور بارز في اتصالات غير معلنة مع "حماس" منذ سنوات عدة، تلاه اتصال هاتفي من مشعل لعباس لتهنئته بحلول عيد الأضحى المبارك.
وأوضحت المصادر أنه تم الاتفاق بين مشعل والقيادي الفتحاوي على أن يلتقيا في وقت قريب لبحث آفاق المصالحة وتجسيد الوحدة الوطنية للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وقالت إن عضو اللجنة المركزية في "فتح"، مسئول ملف المصالحة في الحركة عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" عقدا أخيراً لقاء إيجابياً وبناء بحثا خلاله متطلبات وسبل إنجاح لقاء عباس - مشعل المرتقب وقضايا متعلقة بالمصالحة وأخرى سياسية. ولفتت إلى أن هذه الاتصالات والتحركات تنبع من أن "فتح" وعباس يعتبران أن المصالحة والوحدة تحتلان أولوية لديهما، وأنه يجب إنجازهما بسرعة في ضوء الموقفين الأميركي والإسرائيلي من مسألة "فشل" حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، بعدما لم تتوافر الأصوات التسعة اللازمة في المجلس للتصويت لمصلحة منحها العضوية. ورأت أن لدى "فتح" و "حماس" الرغبة في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، فضلاً عن وجود اعتبارات وعوامل أخرى تجعل من إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية حاجة وضرورة للحركتين.
من جهة أخرى أكد القيادي في حركة "حماس" النائب صلاح البردويل في تصريحات خاصة لصحيفة "البيان" الإماراتية نشرتها اليوم الاحد أن مصر لم توجه حتى اللحظة دعوة للفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة للاجتماع في القاهرة بهدف بحث خطوات تحريك المصالحة الفلسطينية وتطبيقها نافياً الاتفاق على أسماء لتولي رئاسة الحكومة، قبيل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، والذي أعلن عباس انه سيتم خلال 10 أيام.
وأوضح البردويل ل"البيان" أول من أمس أنه "لم يتم طرح أسماء لتولي رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة أو طبيعة تركيبتها"، لافتاً إلى أنه "منذ أن قطعت الاتصالات والحوارات بين حركتي حماس وفتح، لم يحدث أي تطور في هذا الموضوع والسلطة الفلسطينية انشغلت بتقديم طلب عضوية الدولة في الأممالمتحدة".
ونفى أن تكون القاهرة، وجهت دعوة للفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة للاجتماع. واستطرد ان "الحوارات القادمة يجب أن تكون مراجعة شاملة لمجمل الوضع الفلسطيني وليس للتوافق على تركيبة الحكومة فقط"، على حد قوله.
وحذر البردويل من أن "تستغل السلطة الفلسطينية المصالحة للبدء في جولة مفاوضات جديدة مع إسرائيل، وهو الأمر الذي نرفضه ومن الصعب أن يتم تمريره".