كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أميرا للمؤمنين وجيوشه في المشارق والمغارب وهو يخطب على المنبر وثوبه مرقع ويخبر الناس أنه استقرض من عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- شيئاً من ثيابه، وجاع -رضي الله عنه- مع المسلمين عام المجاعة إلى أن يسر الله لهم من الخير من الأقطار المفتوحة ولما أتاه الصحابة بالهرمزان أحد ملوك الفرس، وقد بهرهم حلله وثيابه فأتوه به ليريوه كيف أعزهم الله على هذا الملك والغنى. فسأل عن عمر فقيل له: إنه نائم في المسجد!! قال: أليس له بوابون؟! قالوا: لا!! قال: أليس لديه حرس؟! قالوا: لا!! قال: أهو نبي؟؟! قالوا: لا، ولكنه يعمل بعمل الأنبياء! فلما استيقظ عمر من الجلبة التي أحدثها ونظر إليه, استعاذ بالله من منظره الذي يذكره بالدنيا، وما رضي أن يكلمه حتى ينزع عنه زينة الدنيا.