عندما اقترب شهر الصوم والعبادة، شهر رمضان المبارك، قررت أن أبتعد بى وبكم عن الحديث حول أمور السياسة والحاضر الذى نعيشه وأن يكون الحديث روحانياً فيه غذاء للروح فى هذا الشهر الكريم.. وحينما استغرقت مفكراً وجدتنى مندفعاً للكتابة خلال هذا الشهر المعظم عن جبار الجاهلية وعملاق الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب، ذلك الرجل الذى قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبيل إسلامه داعياً: «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب (خاصة)».. وقال عنه الصحابة: «كان إسلامه فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة».. وحينما توغلت فى سيرة الفاروق وجدت أن ما سأكتبه فى لب حياتنا السياسة والاجتماعية.. وقبل أن أسترسل فى الأسابيع المقبلة بمشيئة الله فى الحديث عن بعض ملامح شخصية عملاق الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب، تعالوا نستعرض معاً وفى عجالة (لضيق المساحة) بعض ما قالوه عن عمر بن الخطاب.. اسمعوا ماذا يقول النبى، صلى الله عليه وسلم، عن ابن الخطاب، يقول: «أشد أمتى فى دين الله عمر»، وكذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «إن لى وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض: أبوبكر وعمر، وإنهما السمع والبصر»، ويقول صلى الله عليه وسلم عن عمر: «إن الشيطان يفرق (أى يهرب) من عمر»، وقال أيضاً: «أرحم أمتى أبوبكر وأشدها فى دين الله عمر». ويقول عنه أنس حين كان أميراً للمؤمنين: «كان بين كتفى عمر أربع رقاع وإزاره مرفوع بأدم وخطب على المنبر وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة»، وأنفق فى حجته (وهو أمير للمؤمنين) خمسة عشر ديناراً فقال لابنه: «قد أسرفنا»، وأثناء رحلته للحج كان لا يستظل بشىء غير أنه كان يلقى ثوبه على شجرة ويستظل تحته فلم تكن له خيمة ولا فسطاط.. وقيل لأبى بكر فى مرضه: ماذا تقول لربك وقد وليت عمر؟ قال: «أقول له: وليت عليهم خيرهم». وقال عنه ابن مسعود: «إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا فى دين الله تعالى»، وقال عنه كذلك: «لو كان أن علم عمر وُضع فى كفة ميزان ووضع علم أحياء الأرض فى كفة أخرى لرجح علم عمر بعلمهم». وقال عنه حذيفة رضى الله عنه: «والله لا أعرف رجلا لا تأخذه فى الله لومة لائم إلا عمر». وقال عنه معاوية رضى الله عنه: «أما أبوبكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهراً لبطن». وأما بعض ما قاله عنه الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قال: «ما فى السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، ولا فى الأرض شيطان إلا وهو يفر من عمر». وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله باهى بأهل عرفة عامة وباهى بعمر خاصة». وأخرج الطبرانى عن ابن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال لى جبريل: ليبكِ الإسلام على موت عمر». وكذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: «من أبغض عمر فقد أبغضنى ومن أحب عمر فقد أحبنى، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث الله نبياً إلا كان فى أمته محدث، وإن يكن فى أمتى أحد منهم فهو عمر». قالوا: يا نبى الله كيف محدث؟ قال صلى الله عليه وسلم: «تتكلم الملائكة على لسانه». وفى الأسبوع المقبل بمشيئة الله نحاول أن نغوص قليلاً فى شخصية الفاروق «عملاق الإسلام» عمر بن الخطاب.