العناد من أكثر الصفات التي تُرهق الأهل أثناء التعامل مع الأطفال خصوصًا وقت المذاكرة، حين يتحول الواجب الدراسي إلى ساحة شد وجذب بين الطرفين. ويواجه كثير من الآباء والأمهات صعوبة في إقناع طفلهم العنيد بالجلوس للمذاكرة أو تنفيذ المهام الدراسية دون مقاومة أو رفض. لكن الحقيقة أن العناد ليس سلوكًا سلبيًا دائمًا، بل هو إشارة إلى رغبة الطفل في الاستقلال وإثبات الذات، وهنا يظهر دور الأهل في التعامل معه بحكمة وهدوء بدلًا من الدخول في صراع يومي. تحفيز الأطفال على المذاكرة: خطوات بسيطة تصنع الفارق أولًا: فهم طبيعة الطفل العنيد الطفل العنيد ليس سيئ السلوك، بل صاحب إرادة قوية، لكنه يعبّر عنها بطريقة غير صحيحة بسبب صِغر سنه أو شعوره بفقدان السيطرة على قراراته. غالبًا ما يبدأ العناد في سنٍّ مبكرة كجزء طبيعي من تطور الشخصية، لكنه يتفاقم عندما يُقابل بالغضب أو الصراخ من الوالدين. لذلك، أول خطوة للتعامل معه هي تفهم مشاعره وتقبُّل رغبته في الاستقلال، مع وضع حدود واضحة بطريقة هادئة ومحترمة. التعامل مع الطفل العنيد أثناء المذاكرة: بين الصبر والذكاء التربوي ثانيًا: تحويل المذاكرة إلى مساحة مشاركة لا صراع بدلًا من فرض المذاكرة كأمر واجب، يمكن تحويلها إلى تجربة تشاركية. اسألي طفلك: "تحب نبدأ بأي مادة النهارده؟"، "تحب تذاكر على المكتب ولا في الصالة النهارده؟" منحه حرية بسيطة في الاختيار يجعله يشعر بالسيطرة وبالتالي يقلل من مقاومته. كما أن مشاركة الأهل له في البداية تشعره بالأمان والاهتمام، فيبدأ بالاستجابة تدريجيًا. تحفيز الأطفال على المذاكرة: خطوات بسيطة تصنع الفارق ثالثًا: تجنب الجدال في وقت الغضب الجدال مع طفل عنيد أثناء نوبة رفض أو غضب لا يؤدي إلا لمزيد من العناد. الأفضل هو تركه لبعض الوقت حتى يهدأ، ثم الحديث معه بلطف بعد انتهاء الموقف. بهذه الطريقة يتعلم الطفل أن الحوار الهادئ هو الطريق الأفضل للتفاهم، لا الصراخ أو الإصرار. تحفيز الأطفال على المذاكرة: خطوات بسيطة تصنع الفارق رابعًا: وضع روتين ثابت بمرونة الطفل العنيد لا يحب الأوامر المفاجئة أو التغييرات غير المتوقعة لذلك يُنصح بإنشاء جدول مذاكرة ثابت، بحيث يعرف الطفل مسبقًا متى سيبدأ الدراسة ومتى سينتهي، مع تحديد فترات راحة قصيرة بين كل مهمة وأخرى. الروتين يمنحه شعورًا بالأمان، بينما المرونة تمنحه حرية بسيطة تجعله أكثر تعاونًا. خامسًا: استخدام التحفيز الإيجابي بدلًا من العقاب عند الرفض، استخدم المكافآت الذكية عند الالتزام. على سبيل المثال: * عشر دقائق إضافية للعب بعد المذاكرة. * مشاهدة حلقة من برنامجه المفضل بعد إنهاء الواجب. * كلمات تشجيع مثل "أنا فخورة بيك إنك خلصت النهارده بنفسك." هذه التفاصيل الصغيرة تصنع فارقًا كبيرًا في سلوك الطفل، لأنها تربطه بين الإنجاز والمكافأة وليس بين المذاكرة والعقاب. سادسًا: التعبير عن التقدير والمشاعر الطفل العنيد يحتاج إلى الاحتواء أكثر من التصحيح. عندما يرفض المذاكرة، بدلًا من قول "أنت عنيد ومش بتسمع الكلام"، يمكن قول: "أنا عارفة إنك مش حابب تذاكر دلوقتي، بس خلينا نخلص بسرعة علشان تلعب." بهذه الطريقة يشعر الطفل أنك تتفهمينه، مما يقلل مقاومته. سابعًا: تجنّب المقارنة والعقاب الجسدي المقارنة بين الطفل العنيد وأشقائه أو زملائه تجعله أكثر تحديًا ورفضًا. كما أن العقاب الجسدي أو الإهانة تضعف العلاقة بين الطفل ووالديه وتزيد من تمسكه برأيه. الحل هو الاعتماد على الهدوء والتواصل الإيجابي، لأن التربية ليست مواجهة، بل تدريب على ضبط النفس للطرفين. تحفيز الأطفال على المذاكرة: خطوات بسيطة تصنع الفارق الصبر طريق النجاح مع الطفل العنيد التعامل مع الطفل العنيد أثناء المذاكرة يحتاج إلى ذكاء عاطفي وصبر طويل. فالضغط والصراخ لا يؤديان إلا إلى نفور الطفل من الدراسة، بينما التفهم والاحتواء يصنعان منه شخصًا واثقًا ومستقلًا وقادرًا على اتخاذ قراراته. حين يشعر الطفل بأن رأيه مسموع، يتحول عناده إلى طاقة إيجابية تساعده على الاجتهاد والتفوق بدلًا من المقاومة.