تطل علينا حكومة الدكتور هشام قنديل منذ أن تولت زمام الأمور كل يوم بتصريحات أغرب من سابقتها ، فنجدها تحدد 150 لتر بنزين شهريا للسيارات وكأنهم لا يعرفون أن تلك الكمية تكفى فقط لثلاثة أيام ، و3 أرغفة فى اليوم لكل المواطن ، وتصريح رئيس الوزراء عن الرضاعة فى الصعيد ... وغيرها من التصريحات والقرارت التى تجعل الشعب يقلب كفيه متعجبا على حكومة عصر النهضة . وخرج علينا منذ فترة قليلة رئيس الوزراء بتصريح عندما سألوه عن رأيه فى التحرش والاغتصاب الذى حدث بالتحرير ، جاء رده غريبا حيث قال : أن الاغتصاب ليس غريبا علينا ففى قرى الريف والصعيد يتم الاغتصاب بشكل عادى بعد أن يذهب الرجال الى المساجد فى الفجر وتتوجه النساء الى الحقول .
تشريع الاغتصاب
وقد أثار حديث الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء مؤخراً عن نساء الريف ذعر الكثيرين ، وانتقده كثير من الكتاب والصحفيين متسائلين كيف لرئيس وزراء مصر أن يعيب فى أهل القرى المصرية وكأن أهل مصر وعاداتها وتقاليدها تسمح بممارسة التحرش والاغتصاب فى أهل بيتهم ، وكأن رئيس الوزراء يشرع الاغتصاب ويجعله دعوة عامة بما أنه معروف فى القرى المصرية .
وقد أفردت الكاتبة الصحفية هالة البدرى مقالاً كبيرا بعنوان "مالا يعرفه رئيس الوزراء " بمجلة الإذاعة و التليفزيون ، مستنكرة ماقاله قنديل عن أهل القرية ، حيث كتبت تقول : أن كلمات رئيس الوزراء عن نساء القرى والصعيد سببت صدمة والذى قال أنه يعرف عن مالا يعرفه المصريون لأنه عاش فى بنى سويف ويعرف مثل هذه الأحداث حتى بدت له التحرشات بالنساء بميدان التحرير وحالات الاغتصاب الجماعية عادية لأن هذا يحدث باستمرار فى القرى ، سبب الصدمة أنه اتضح لجميع البشر فى مصر أنه لا يعرف عن القرية المصرية شيئا ولا يعرف عن القرية الصعيدية أى شىء ؛ فالقانون الذى يحكم القرية المصرية من شمال الدلتا الى جنوب الوادى هو قانون واحد ، الأمان .
لم يكن هذا هو رأي هالة البدري فقط بل إن العديد من النساء و البنات أبدين اندهاشة واضحة عندما سمعوا تصريحات رئيس الوزراء وحديثه عن أهل القرى المصرية والتحرش والاغتصاب ، فقالت سوسن لطفى – مدرسة : أن هذا كلام لا يصح أن يقال من رئيس وزراء دولة عريقة مثل مصر ، ويدل على أن هذا الرجل غير سليم فى عقله أو تفكيره .
وأستنكرت مديحة عبد السلام - موظفة : ماقاله رئيس الوزراء على نساء القرى ، متسائلة : ماذا ترك لأعداء مصر أو الغرب عندما يتكلموا عن مصر وأهلها وخاصة نساء مصر ؟ .
ورفضت سلمى عبده – طالبة : ماقاله رئيس الوزراء حيث أنه كلام لا يصح أن يقال من رجل مسئول فى حجم رئيس الوزراء ، فيجعل مايقال عنهم شيوخ الفضائيات أو غيرهم من الأناس الذين أصبحوا يظهروا علينا كل يوم فى الفضائيات أن يتحدثوا عن المرأة بشكل غير لائق .
تشجيع للبلطجة
وأيدتها مروة محمود – طالبة قائلة : إن كلمات رئيس الوزراء تجعل الشباب أو البلطجية يمارسون التحرش والاغتصاب للنساء عادى ، مبررين ذلك أنه يحدث فى القرى المصرية كما قال رئيس الوزراء .
وقالت حنان مصطفى – محاسبة : بدلا من أن يقول رئيس الوزراء كلاما عن حال المواطنين وخطط الحكومة الفترة القادمة ، أو إنجازات الحكومة الفترة السابقة ، وليس للرئيس الوزراء أن يقول كلاما لا يدخل عقل طفل صغير .
وأتفقت معها ، ماجدة محمد – موظفة - قائلة : أن الناس لا تريد كلاما فارغا من الحكومة بقدر ما تحتاج وعودا صادقة عن مشروعات الحكومة وتوفير الدخل الكافى للمواطنين والخبز و الحياة الكريمة للمواطنيين .
بينما قالت ميرفت حسين – موظفة : أنها لا تعترف بالحكومة الحالية والتى لا يرضى عنها الشعب ، ومثل هذه الحكومة يليق بها أن تقول كلاما تافها وغريبا مثل وجودها .
وقالت شيماء حمدى - طالبة : أن كلام رئيس الوزراء فارغا ولا يستحق الرد عليه ، الا بالسخرية ، لأنه يعتبر هراء وإستخفاف بعقول المصريين ، كما يدل على أن الدكتور هشام قنديل ليس لديه ردا مقنعا لما حدث من حالات تحرش وإغتصاب للفتيات بالتحرير .
وعلى جانب أخر ، قالت راوية حسنى – موظفة : أن أصلها من الأرياف ، وأتعجب كثيرا من كلام رئيس الوزراء لأنه اذا كان قد قال هذا الكلام عن أهل المدن كان من الممكن ان نقول من الجائز لأن أهل المدينة لا يعرفون بعضهم ، على عكس أهل القرية الذين يعرفون بعضهم البعض وجميعهم اهل وأخوة ، كما أن أهل القرى مازالوا يتمسكون بالعادات والتقاليد التى تحكم القرية والأصول والأخلاق .
ونفت ناهد منير – مدرسة : ماقاله قنديل عن أهل القرى ، حيث ان أهل القرى يتميزون بعادات وتقاليد محكومة ومعروفة ، وإخلاص وأمن وامان فى القرى غير المدن ، كما أن كلام رئيس الوزراء يؤكد انه لن يعرف اى شىء عن عادات وتقاليد المصريين خاصة أهل قرى الأرياف والصعيد .
و ريتاج مصطفى – طالبة : قالت من يعرف أهل مصر حقا لا يقول عنهم هذا الكلام ، فمعروف عن أهل القرى والصعيد الحب والتماسك ، وخوفهم على أهلهم وشرفهم ، فكيف يقول رئيس وزراء مصر هذا الكلام الخاطىء والغير معقول ؟ .
وقالت خديجة عبد السلام - موظفة : أنه على رئيس الوزراء أن يخرج بأعتذار لنساء مصر وأهلها ، وان يتكلم ويدين ماحدث بالتحرير من إغتصاب وتحرشات ، أم أنه ليس لديه مايقال عن تلك الوقائع الا أن يذكر ويذم عاداتنا وتقاليدنا التى لم يشوبها شائبة منذ الأبد خاصة فى الريف والصعيد .
لا يجوز التلفظ بها
وعلى صعيد أخر ، أوضح الدكتور عبد الحميد زيد – أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم - أن هناك فرقا بين الشخص عندما يتكلم بصفته الرسمية وصفته العادية ورأيه الشخصى ، قائلا : أن ماقاله رئيس الوزراء من تصريحات تناسى فيها قنديل أنه رئيسا لوزراء دولة ومجتمع بحجم وقيمة مصر كما تناسى بأنه سيحاسب على تلك التصريحات التى لايجوز أن يقولها ويتلفظ بها .
وأضاف الدكتور عبد الحميد : أن على رئيس الوزراء ان يدرك موقعه ومسئولياته ، فيجب مراقبة كلامه وتصريحاته ، لأنه وصف وصفا عاما وكان الاغتصاب والتحرش سلوكا عاما ، كما انه اذا إفترضنا أنها ظاهرة عامة فعلينا أولا أن نحاسب ونتهم رجال مصر قبل نسائها بإعتبارهم ذئابا بشرية ، ويعتبر هذا التوصيف الذى قاله رئيس الوزراء توصيف عار على نساء مصر .
وأشار أنه لابد من البعد عن توصيف الأحداث التى تمثل ظواهر ، ففى موضوع الاغتصاب والتحرش بالتحرير الذى وصفه رئيس الوزراء بأنه ظاهرة شائعة فى الريف والصعيد فهناك مثلا غرائز وظروف معينة تتحكم فى
هؤلاء المغتصبين والمتحرشين بالفتيات والنساء بالتحرير أو أى مكان غيره ، ولا يمكن إطلاقا تعميم ذلك وجعله انه نمطا شائعا أو سائد .
ولفت الدكتور عبد الحميد زيد الانتباه إلى أن تصريحات رئيس الوزراء تشبه العته والجنون ، لأنه اذا كان يعرف اهل قرى الريف والصعيد يعلم تماما أن إذا حدث وان قام شاب بمعاكسة فتاة فى القرى تحدث معارك كبيرة من الأهالى ، فما بالك إذا حدث تحرش أو إغتصاب ، وذكر أن توصيف الدكتور هشام قنديل صعبا وغريبا .