طالبت صحيفة "النهار" اللبنانية المبعوث الأممى والعربى الأخضر الإبراهيمى بكشف كافة الحقائق التى يعلمها عن النظام السورى ورفضه لعملية اللانتقال السياسى للسلطة فى سوريا ، وتساءلت : ما الجدوى من صمت هذا الديبلوماسي الجزائري المخضرم ، الذي يعض على جروحه منذ ستة أشهر فلا يستقيل من "المهمة المستحيلة" كما وصفها منذ البداية؟ وقالت -فى مقال لها اليوم الاربعاء -"إن أمريكا وروسيا تعاملتا مع الإبراهيمى منذ سبتمبر الماضى على أنه مجرد ممسحة يستعملانها لإخفاء عجزهما أو بالأحرى تآمرهما على سوريا والسوريين " حسب الصحيفة ".
وطالبت الابرهيمي بضرورة تقديم استقالة غاضبة ومعللة، لا تتوقف عند كشف انخراط النظام السورى في حمامات الدم التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من ستين ألف شخص ، في وقت يستمر دك المنازل بالقنابل الروسية - حسب الصحيفة - تلقيها مقاتلات الرفيق سيرجي لافروف المبتسم حتى آخر قطرة دم في سوريا.
وقالت " إن هذه الاستقالة المسببة يجب أن تكشف أيضا تفاهة مجلس الأمن وقد تركته واشنطن رهينة "الفيتو" الروسي الذي يخفي في الواقع نوعا من انخراط البلدين الوقح في رقص "التانجو" على قبور السوريين!" - على حد قول الصحيفة -.
واختتمت بالقول "يجب ألا ينهي الإبرهيمي حياته الديبلوماسية بالصمت عن الحقائق التي افشلت مهمته، ، في حين وضع الإبرهيمي نقاطا على حروف مهمة وكثيرة تتصل بعمق الأزمة السورية، وذلك عندما "تجرأ" وطرح مسألة الانتقال السياسي وفاتح الاسد بموضوع ترشحه للإنتخابات وهو ما اعتبره النظام "وقاحة" .
وأضافت الصحيفة "يجب ألا ينتهي الإبرهيمي كما انتهى أنان، شبح واختفى من دون أن يقول شيئا، وخصوصا أن الأسد أطلق رصاصة الرحمة على مهمته قبل أن يصل إلى دمشق في رحلته الثالثة عندما تركه ينتظر ثمانية أيام في القاهرة ليحدد له موعدا ثم أكثر من ساعة في البهو ليطل عليه، فما كاد يطرح موضوع الانتقال السياسي والانتخابات حتى وقف الأسد منهيا المقابلة والوساطة أيضا!".