احتج زعماء الأقلية الشيعية في باكستان بشدة الجمعة على ما يقولون إنه نقص في الحماية بمدينة كويتا، وذلك بعد يوم من مقتل وإصابة العشرات في هجوم دام. وقتل 85 شخصا على الأقل - غالبيتهم من الشيعة - وأصيب أكثر من مئة آخرين مساء الخميس في هجوم استهدف صالة بلياردو، أعلنت جماعة "عسكر جنجوي" السنية المسلحة مسؤوليتها عنه.
وأسجى عدد من الشيعة في كويتا نعوشا في شوارع المدينة يوم الجمعة، رافضين دفن الموتى.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رئيس مؤتمر الشيعة سيد داوود أغا، إن المجتمع الشيعي لن يدفن موتاه حتى يؤكد الجيش أنه سيتولى السيطرة الإدارية على المدينة.
من جهته، وجه الزعيم الشيعي البارز مولانا أمين شهيدي، انتقادا علنيا لما قال إنه تراخي لقائد الجيش الجنرال أشفق كياني.
وقال شهيدي "اسأل قائد الجيش: ماذا فعلت بالسنوات الثلاثة الإضافية في منصبك؟ ما الذي منحتنا إياه سوى المزيد من الموت."
وأعرب سكان كويتا كذلك عن غضبهم إزاء الهجوم ومستوى الأمن في المدينة.
وفي الهجوم، فجر انتحاري نفسه، ثم انفجرت سيارة ملغومة بعدها بدقائق بالتزامن مع وصول الشرطة وفرق الإنقاذ والصحفيين.
ومن بين القتلى الناشط الحقوقي عرفان علي، الذي أشارت تقارير إلى أنه كان يساعد المصابين في التفجير الأول.
ومن جانبها ، أدانت الحكومة الإيرانية الهجمات ،ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في تصريح له نقلته قناة "برس تي في" الإيرانية المجتمع الدولي إلى سرعة إصدار إدانة شديدة اللهجة للأعمال الشنيعة التي تعرضت لها باكستان..معربا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا والمصابين.
وأشار مهمانبرست إلى أن زيادة وتيرة قتل المواطنين الباكستانيين تتم في إطار شن "هجمات مستهدفة" ضدهم .. وقال:"إن الهدف الرئيسي من هذه الأفعال يكمن في إذكاء نار الفتنة الطائفية بين الشعب الباكستاني خاصة بين السنة والشيعة منهم.
ويعيش في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان، مجتمع شيعي واسع النفوذ، يبلغ تعداده نحو نصف مليون نسمة.
وقد أعلنت السلطات الباكستانية الحداد ثلاثة أيام في إقليم بلوشستان الذي يعاني تمردا انفصاليا فضلا عن العنف الطائفي.
وتشن حركة طالبان والجماعات المسلحة التي تدعمها كذلك هجمات في الإقليم، خاصة المناطق المتاخمة للحدود مع أفغانستان.
وكان الخميس واحدا من أشد الأيام دموية في البلاد خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالي القتلى جراء هجوم كويتا وهجمات أخرى 119 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين.