فض الشيعة المحتجون على أحد أعنف الهجمات الطائفية في باكستان اعتصامهم الذي استمر ثلاثة أيام في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين بعد أن زارهم رئيس الوزراء راجا برويز أشرف ووافق على بعض مطالبهم. وقال أشرف لزعماء الهزارة الشيعية إن الحكومة الاتحادية أقالت رئيس حكومة إقليم بلوشستان وهو أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
وكان آلاف الشيعة خرجوا في احتجاجات أقاموا خلالها متاريس على أحد الطرق ببعض جثامين الضحايا الذين سقطوا في تفجيرين وقعا يوم الخميس، وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى في أحد أحياء المدينة تقطنه أغلبية من الشيعة.
وطالب المحتجون بتولي الجيش الباكستاني زمام السيطرة في كويتا لضمان أمن المدينة، وذلك عقب التفجيرين الأحدث في سلسلة من الهجمات على الأقلية الشيعية في باكستان والتي يلقي فيها باللائمة على جماعات سنية مسلحة.
وقتل 85 شخصا على الأقل - غالبيتهم من الشيعة - وأصيب أكثر من مئة آخرين مساء الخميس في التفجيرين اللذين أعلنت جماعة "عسكر جنجوي" السنية المسلحة مسؤوليتها عنهما.
جحيم على الارض
وكان سكان كويتا قد اعربوا كذلك عن غضبهم إزاء الهجوم ومستوى الأمن في المدينة.
وقال قريب أحد الضحايا، ويدعى فداء حسين "نريد الأمن للطوائف كلها، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية من أجل سلامتنا. لن ندفنهم حتى تلبي الحكومة مطالبنا كلها."
وقال أحد سكان المدينة، ويدعى جان علي، لوكالة اسوشيتد برس إن تفجير صالة للبلياردو كان بمثابة "مشهد كالجحيم على الأرض."
وأضاف "كان رجال الإنقاذ يحملون قتلى ومصابين ينزفون ويصرخون وهم يهرعون بهم إلى سيارات الإسعاف. لم أشهد في حياتي موقفا مروعا مثل هذا."
وقال ساكن آخر يدعى عباس علي لوكالة اسوشيتد برس الإخبارية "هذه الحكومة فشلت بالكامل في حمايتنا. سنحصل بطريقة ما على تعويض عن خسارتنا، لكن اولئك الذين قضوا لن يعودوا."
وفي الهجوم، فجر انتحاري نفسه، ثم انفجرت سيارة ملغومة بعدها بدقائق بالتزامن مع وصول الشرطة وفرق الإنقاذ والصحفيين.
ومن بين القتلى الناشط الحقوقي عرفان علي، الذي أشارت تقارير إلى أنه كان يساعد المصابين في التفجير الأول.
ويعيش في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان، مجتمع شيعي واسع النفوذ، يبلغ تعداده نحو نصف مليون نسمة.
وقد أعلنت السلطات الباكستانية الحداد ثلاثة أيام في إقليم بلوشستان الذي يعاني تمردا إنفصاليا فضلا عن العنف الطائفي.
وتشن حركة طالبان والجماعات المسلحة التي تدعمها كذلك هجمات في الإقليم، خاصة المناطق المتاخمة للحدود مع أفغانستان.
ويقول إم إلياس خان مراسل بي بي سي في إسلام آباد إن جماعة "عسكر جنجوي" التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم استهدفت في السابق طائفة الهزارة الشيعية التي تقطن المنطقة.
وكان الخميس واحدا من أشد الأيام دموية في البلاد خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالي القتلى جراء هجوم كويتا وهجمات أخرى 119 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين.