أكدت صحيفة "الأنوار" اللبنانية أن لبنان عالق في أكبر زلزال جيوسياسي بالمنطقة، وبأكبر قدر من الارتباك وأقل قدر من الاستعداد لمواجهة المخاطر. وأشارت الصحيفة إلى أنه لا أحد يجهل أن أزمة قانون الانتخاب النيابي هي اسم رمزي لأزمة النظام في لبنان ومعها أزمة الصراعات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط وهي ليست فقط أزمة نظام طائفي مذهبي يكاد يصبح القاعدة في المنطقة بعدما كان يبدو شذوذا، بل أيضا أزمة العجز حتى عن إدارة النظام الطائفي بالحد الأدنى من التسويات أو أقله تأخير الأزمات.
وشددت "الأنوار" - في مقال نشرته اليوم الجمعة - على أن كل ما نسمعه كرد على التحديات هو المواعظ الحسنة وكأن الكلام يغني عن الفعل، والسجالات الرديئة وكأن التحقير يغني عن التفكير، وعلى أن أقصى الرهانات هي على الدول وعلى الدويلات وما يمكن أن تفعله لنا وبنا، باستثناء أي رهان على الدولة التي من دون قيامها لا ضمان لأحد حتى في زمن الهدوء، فكيف في زمن الاضطراب.
وترى الصحيفة أن لبنان يعيش في ظل تراكم الأزمات التي تدفعه إلى الارتباك، فهو مرتبك حيال أزمة نازحين سوريين وفلسطينيين لا يملك الموارد لضمان الواجب الإنساني والأخلاقي تجاههم، ولا يعرف كيف يواجه مخاطر البعد الأمني والبعد السياسي للأزمة، مرتبك ومنقسم حول حرب سوريا التي لها مضاعفات مصيرية على البلاد بما يتجاوز أزمة النازحين.
كما ان لبنان - حسبما تقول الصحيفة - "مرتبك بين النأي بالنفس أو إقحامها، ثم بين ما تتطلبه العلاقات مع دمشق وطهران وبين ما تطلبه دول الغرب التي هي كثيرة النصائح وقليلة الفعل ودول الخليج التي تعاقبنا وهي منخرطة في الصراع في سوريا والخائفة من إيران، ومرتبك حيال قضايا اللبنانيين الذين يريدون ضمان الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي". مواد متعلقة: 1. ميقاتي يحذر من انقسامات القوى السياسية في لبنان 2. لبنان يتأرجح على أنغام الثورة السورية 3. "نيويورك تايمز": شيعة وسنة لبنان يتقاتلان في سوريا