يعلن الدكتور خالد سعد مدير عام الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ بوزارة الدولة لشئون الآثار عن كشف 6500 قطعة أثرية بشمال بحيرة قارون بالفيوم تؤكد وجود فرع لنهر النيل بهذه المنطقة، وهو الفرع الذي كانت تنقل عن طريقه الأحجار البازلتية لمنطقة الهرم من محاجر البازلت بجبل قطرانى شمال بحيرة قارون عبر الطريق المرصوف ثم إلى الميناء الذي يبعد 3كم عن بحيرة قارون، ثم عبر بحيرة موريس (بحيرة قارون) وعبر هذا الفرع الغربي للنيل حتى مجرى نهر النيل عند الهرم وقد تأكد هذا من العثور على بقايا حيوانات بحرية منها التماسيح وأدوات لصيد الأسماك. من المقرر الإعلان عن ذلك غداً، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول لعصور ما قبل التاريخ في الوطن العربي المنعقد حالياً بقاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر.
ويؤكد د. خالد سعد أن القطع المكتشفة جيدة وتصلح للعرض المتحفي علاوة على مليون قطعة أخرى جاهزة للدراسة وتمثل أدوات استخدمها إنسان ما قبل التاريخ، منها دبابيس، ورؤوس سهام، وسكاكين، وحراب، ومخارز حجرية وعظمية، وطواحن، وسواطير، وعقود من قشر بيض النعام، ومطارق، وسهام منها المزدوجة وذات الذيل الطويل، وصنانير حجرية، وشفرات حلاقة، بالإضافة إلى مجموعة من المساكن للتجمعات البشرية في ذلك الوقت والتي كانت تعتمد على حرفة الصيد للأسماك والتماسيح والسلاحف البحرية، والصيد البرى وذلك للعثور على هياكل عظمية لحيوانات برية.
وقد تم إجراء مسح راداري لشمال بحيرة قارون بالتعاون بين بعثة آثار وزارة الآثار وبعض البعثات الأجنبية ومسح تحت مائي للتأكد من تأثير حركة الرياح على نقل الأدوات الحجرية من المناطق المرتفعة إلى مكان الشواطئ القديمة لبحيرة موريس، وقد تأكد من خلال هذه المكتشفات انتماء الفيوم للعصر الحجري القديم الأوسط وحتى بداية الأسرات.