سلطت بعض الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الإربعاء الضوء على أهم قضايا الساحة السياسية العربية حيث تصدرت القضية الفلسطينية اهم العناوين تليها مجريات الأحداث السودانية والسورية واليمنية وأخيرا الوضع المصري. من جانبها سلطت صحيفتان اماريتان الضوء على حق الفلسطينيين في طلب العدالة والقصاص من مجرمي الحرب في إسرائيل بالإضافة إلى الموقف الأوروبي من قضية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967.
باب العدالة وتحت عنوان "فلسطين وباب العدالة"، قالت صحيفة "الخليج" - فى افتتاحيتها التى نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام" "إنه ليس من حق أحد أن يمنع الفلسطينيين من طلب تحقيق العدالة والقصاص من مجرمي الحرب في إسرائيل الذين يمارسون إرهابا معلنا ويرتكبون جرائم أكبر بكثير من تلك التي ارتكبت خارج فلسطين وخضع مرتكبوها للعدالة الدولية ، كما أن القتلة يتبجحون بأنهم هم من اغتالوا هذا القيادي أو ذاك من رجال فلسطين".
وتساءلت الصحيفة " كيف يتوقف القاتل عن ارتكاب الجرائم إن لم ينل الجزاء على ما ارتكبه وما الذي يمكن أن يلجم هذا الكيان عن الكف عن إرهابه"، مشددة على أنه لا معنى لكلام عن عدالة دولية والمجرمون لا تطالهم أيديها وأحكامها كما أنه لا معنى لكلام عن الحرية وهناك شعب فلسطيني مسلوب الوطن منذ أربعة وستين عاما.
وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها حق الفلسطينيين فى ملاحقة مجرمي الحرب في إسرائيل ومحاكمتهم ، مشيرة إلى أن منظمة العفو الدولية أكدت أن اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين ك " دولة مراقب غير عضو " ،يجب أن يفتح الباب أمام العدالة منبهة إلى أن الملفات يجب أن تكون جاهزة لفتح هذا الباب ، فمن يدق الجرس.
الموقف الأوربي من جانبها رأت صحيفة "البيان" في مقالها الإفتتاحي تحت عنوان "معادلة جديدة"أن الموقف الأوروبي من قضية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 يبدو متقدما على المواقف السابقة التي كانت تكتفي بالشجب والاستنكار والصمت في كثير من الأحيان لكن الموقف الحالي والذي تمثل باستدعاء السفراء وتبليغهم رسائل احتجاج شديدة اللهجة والتلويح بعقوبات أشد يبدو وكأنه خارج عن المألوف الأوروبي.
وأضافت الصحيفة "إن السبب في ذلك فى رأي بعض المراقبين يندرج في سياق الاعتراف الأمميبفلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة حيث أن هذا الاعتراف يعني أن لفلسطين حدودا هي خط الرابع من يونيو وأن الذرائع التي كانت تتذرع بها الدولة العبرية من أن الضفة الغربية وقطاع غزة لم يكونا دولة بالمعنى القانوني عندما احتلتهما إسرائيل عام 1967 وغير ذلك من ألاعيب.
وأكدت أن هذا المناخ يبدو مشجعا للمضي قدما في معركة الحصول على الإعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين واعتبار أي تعد على حدودها المعترف بها بقوة القانون الدولي وهي خط الرابع من يونيو سيغدو انتهاكا للقانون الدولي وجريمة حرب تعاقب عليها العدالة الدولية وهذا بالضبط ما جعل قادة إسرائيل يشعرون بأن الأمر جدي ومن الممكن أن يساقوا إلى المحاكم الدولية.
وقالت "إنه من الواضح أن حكومة نتنياهو ستسعى خلال الفترة القادمة لاختبار مدى الجدية الدولية في موضوع الانتهاكات التي تمارسها ضد الفلسطينيين ولذلك يبدو أن قرار الحكومة الإسرائيلية بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية يندرج في هذا السياق ويشكل محاولة مكشوفة لجعل موضوع التوسع الاستيطاني أمرا عاديا شأنه شأن الكثير من الانتهاكات التي تجري كل يوم ولا يقف العالم عندها".
ورأت "البيان" في ختام مقالها الإفتتاحي إن معادلة الصراع يبدو أنها تغيرت وهو ما يقتضي استراتيجية فلسطينية جديدة تضع على رأس أولوياتها تنفيذ المصالحة الوطنية مهما كان الثمن وإعادة اللحمة إلى الضفة والقطاع باعتبارهما دولة فلسطين الموحدة وبغير ذلك سيصبح طريق الاستقلال النهائي بعيد المنال.
الأزمة السودانية وفى تطور سياسى اخر سلطت صحيفة الصحف السودانية الصادرة اليوم بمجريات الأحداث المحلية والإقليمية والدولية .
ففي الشأن المحلي أبرزت تأكيد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن بلاده ستعمل على تصحيح القرارات التي صدرت في اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي عقد مؤخرًا .
وأولت اهتمامًا بإعلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن أي محاولة لتحريك القواعد في بعض قطاعات الشارع السوداني لن تؤثر سلبًا أو إيجابًا على الإجراءات القانونية التي تقوم بها الأجهزة العدلية والأمنية في مواجهة المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة .
وتحدثت عن سقوط 141 قتيلاً سوريًا بنيران القوات السورية أمس منهم 58 ضحية في منطقة دمشق وريفها .
وتناقلت إعلان وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني أن اجتماع مجموعة " أصدقاء الشعب السوري " المقرر في 12 ديسمبر الحالي بمراكش سيتضمن مسارًا سياسيًا مع الرغبة في دعم ائتلاف المعارضة السورية وكذلك مسارًا إنسانيًا نظرًا إلى المأساة التي يعيشها الشعب السوري.
وأخبرت عن انسحاب قوات الأمن المصرية من أمام القصر الرئاسي وإزالة الأسلاك الشائكة في محاولة لتفادي المصادمات مع آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا أمام القصر للاحتجاج ضد الإعلان الدستوري ومسودة الدستور .
وعرجت على إعلان وزارة الداخلية اليمنية ، أمس اعتقال 11 شخصًا للاشتباه بانتمائه لتنظيم القاعدة ، الشهر الماضي.
ونشرت مطالبة الأممالمتحدة أمس من المجتمع الدولي تقديم مليار يورو لمساعدة الصومال على تجنب تحول موجات الجفاف المقبلة إلى مجاعة على غرار ما حصل عام 2011 وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف .
الحوار الوطني واخيرا سلطت الصحف اليمنية الصادرة اليوم في اهتماماتها دعوة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية لجميع الأطراف السياسية في اليمن بالانخراط في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب وتأكيده في مؤتمر صحفي له الليلة الماضية بمقر وزارة الخارجية بالرياض أن اليمن يحتاج اليوم للحوار الوطني الشامل لاستكمال تنفيذ نصوص اتفاقية المبادرة الخليجية.
وتطرقت إلى لقاء وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبد القادر قحطان الليلة الماضية في صنعاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي بن محمد الحمدان وبحثهما خلال اللقاء علاقات التعاون في مختلف المجالات والمستجدات المتعلقة بالحادث الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد الموظف بالملحقية العسكرية في سفارة خادم الحرمين الشريفين بصنعاء خالد شبيكان العنزي .
وفي شأن يمني آخر نشرت الصحف قرار اللجنة الفنية اليمنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن والمتعلق بتمثيل سكان المحافظات الجنوبية في البلاد بنسبة 50 % من فريق القضية الجنوبية منها 75 % مخصصة للحراك الجنوبي السلمي .
مصر تحتج وعلى صعيد اهتماماتها العربية والدولية سلطت صحف صنعاء الضوء على جملة من مستجدات الأوضاع حيث أشارت إلى استدعاء وزارة الخارجية المصرية يوم أمس السفير الإسرائيلي بالقاهرة احتجاجا على قرار تل أبيب بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية .
وأفادت في الشأن المصري أيضاً إلى ارتفاع عدد المصابين في الاشتباكات التي وقعت الليلة الماضية في محيط قصر الاتحادية إلى 18 مصاباً بين المحتجين على الإعلان الدستوري ومسودة الدستور المقرر الاستفتاء عليها في 15 ديسمبر الجاري وقوات الأمن .
وأوردت نبأ تحذير السلطات الأمنية الكويتية للسكان بعدم سماحها مطلقا بالتجمهر غير المرخص أيا كانت أهدافه ودواعيه.
وأخبرت عن إجراء الدول الأوروبية اتصالاتها ومشاوراتها بهدف اختيار رئيس جديد لمنطقة اليورو خلفًا لرئيس وزراء لكسمبورغ ورئيس منطقة اليورو جان كلود جونكر الذي أعلن تخليه عن منصبه مطلع العام المقبل .
ونقلت تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظام الرئيس السوري من اللجوء إلى استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه .
وفى ذات السياق السياسي الشائك سلطت صحيفتا "الوطن" و "الرؤية" العمانيتان الصادرتان اليوم الأربعاء الضوء على السياسة الأوروبية التى تفتقد للصدق والنزاهة في ردها على سياسة الإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، حيث تقوم بالتغطية على ممارساته وانتهاكاته بالقطاع المحتل.
الإصرار الإسرائيلي كما أكدتا في افتتاحياتهما ضرورة أن يقابل الإصرار الإسرائيلي على التوسع الاستيطاني، إصرار فلسطيني وعربي على التصعيد ضد هذه الإجراءات، حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى الجنائية الدولية في لاهاي.
ومن جانبها قالت صحيفة "الوطن" نقلا عن وكالة الأنباء العمانية- إنه جرت العادة عندما تزداد الضغوط على الاحتلال الصهيوني بسبب جريمة ارتكبها أن يقوم بسحب ملف هذه الانتهاكات والإتيان بملف آخر أو إعادة تسمية بعض العناوين ثم طرحها إعلاميا من أجل الهروب.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأسلوب الالتوائي الذي تتبعه حكومات الاحتلال ليست بحاجة إليه في ظل الموقف الأوروبي الذى يقوم بالتغطية على سياسات الاحتلال والتدخل لتخفيف الضغوط، لاسيما في ظل تأكيد كل من بريطانيا وفرنسا رفضهما سحب سفيريهما في إسرائيل للتعبير عن رفضهما لمشاريع الاستيطان الجديدة التي أعلن عنها الاحتلال في القدسالشرقية.
ولفتت الصحيفة إلى أن لندن وفرنسا اكتفيتا باستدعاء سفيري إسرائيل لديهما، مؤكدتين موقفهما الداعم للاحتلال الصهيوني، معللة ذلك بنفي وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إقدام الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات تجارية على الاحتلال ومقاطعة منتجات المستوطنات احتجاجا على الخطط الإستيطانية الجديدة، متمسكا بشماعة المفاوضات والعمل على إعادة الجانبين الفلسطيني والصهيوني إلى طاولة المفاوضات.
وفي نفس السياق، تحدثت صحيفة "الرؤية" العمانية عن المناشدة الفلسطينية للأمم المتحدة للتدخل لوقف المخطط الاستيطاني الإسرائيلي وهذه المناشدة تأتي بمثابة استصراخ للضمير العالمي لوقف الممارسات الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إنه يجب أن يقابل الإصرار الإسرائيلي على التوسع الاستيطاني بإصرار فلسطيني وعربي وبالتالي تحرك أممي يجبر إسرائيل على الوقف الفوري لهذا الانتهاك ومحاسبتها عليه كفعل إجرامي يستوجب المحاسبة والعقاب.
وأكدت أن إسرائيل لا تفهم إلا منطق القوة و لا تنصاع إلا بعصا التهديد وأنه ينبغي على الفلسطينيين السير في طريق التصعيد ضد إجراءات الاستيطان الظالمة حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى الجنائية الدولية في لاهاي حيث سيصبح الطريق بعد ذلك سالكا أمامهم بعد اعتراف الأممالمتحدة بدولتهم وهذه المحكمة كفيلة بتعرية الممارسات الإسرائيلية وفضحها وتبيان مدى منافاتها للقانون وإدراجها تحت طائلة الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي.