قال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى حاليا، ان نبش قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اليوم الثلاثاء لمعرفة سبب وفاته أو مقتله الحقيقي، ستؤدي الى تبعثر وضياع حفنة من رمل المسجد الأقصى رشها على جثمانه ، حين كان مفتي القدس وفلسطين يوم أقام صلاة الميت عليه ، في مثل هذا الشهر منذ 8 سنوات.
وأضاف الشيخ عكرمة، في اتصال هاتفي مع موقع "العربية.نت" اليوم الثلاثاء ، ان الحفنة التي حملها من القدس الى رام الله، رشها علي عرفات وقد واروا جسمانه الثرى في مدفن خاص أعدوه له قرب "مقر المقاطعة" الذي أمضى فيه آخر 3 سنوات من حياته محاصرا من القوات الإسرائيلية.
وأوضح أنه رش الرمل على الجثمان تنفيذا لما أوصاه به عرفات وألح عليه "فقد أوصى بأن يتم دفنه في القدس، وفي باحة المسجد الأقصى بالذات، ولأن إسرائيل رفضت تنفيذ الوصية، فقد حملت بنفسي حفنة من رمل المسجد وذررتها فوق الجثمان" على حد تعبيره.
وتابع: أنه مضى بنفسه الى باحة المسجد الأقصى، والى قسم منها غير معبد بالاسفلت ومزروع بأشجار الزيتون، وغرز أصابع يمناه في التربة وقبض على حفنة ووضعها في كيس بلاستيكي، ثم مضى الى رام الله حيث أم صلاة الميت على عرفات "وبعدها وقفت أمام الجثمان وهم يدلونه في الحفرة ورشيت الرمل عليه" كما قال.
وقال أيضا أنه تعمد رش التربة على الجثمان من الرأس الى القدمين، ولم يضع أي غرض أو متاع آخر مع الجثة في القبر، كنسخة من القرآن أو تذكار وطني مثلا "لأن هذا مخالف للشرع، ولأن عمل الإنسان في دنياه هو وحده الكفيل بالشفاعة له بإذن الله في الآخرة".
وأضاف أن عرفات لم يدفن مباشرة في القبر "بل داخل صندوق من الباطون تم وضعه في حفرة القبر تمهيدا لنقله مستقبلا الى باحة المسجد الأقصى تنفيذا لوصيته حين تسمح ظروف مختلفة، وهذا ما نسميه بالقبر المتنقل، وهو شرعي" وفق تعبيره.
ورغب الشيخ عكرمة أن يؤكد بأن تبعثر تلك الحفنة من رمل الأقصى مع نبش القبر لا يضر ولا ينفع، كما لم يكن يضر أو ينفع رشها على الجثمان أيضا "لكنها كانت عملا رمزيا فقط وفعلته كشفاء للغليل، وأنا بالمناسبة لا أرى أي نفع من نبش قبر عرفات أصلا".