تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الاثنين عددا من القضايا خاصة الوضع في سوريا وانتخابات رئاسة حزب "الحرية والعدالة" والتطور الديمقراطي في مصر. ففي مقاله (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب مكرم محمد أحمد لا أعرف سببا يبرر استمرار المبعوث الدولي والعربي إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي في مهمته، إن فشلت مبادرته فى فرض هدنة تلزم الحكم والمعارضة السورية المسلحة وقف الاقتتال الأهلي خلال فترة عيد الأضحى.
وأضاف: أعرف أن الأخضر الإبراهيمي كان يرفض المهمة مشترطا لقبولها أن يلقى معاونة المجتمع الدولي، الذي لم يقدم له سوى كلمات تشجيع لم تترجم نفسها إلى مواقف حقيقية، وأعرف كما يعرف الجميع إن الإبراهيمي يدرك منذ البداية، وهو الدبلوماسي المخضرم الذي ينطوى سجله التاريخي على نجاحات عظيمة صعوبة مهمته ويصفها بالمهمة شبه المستحيلة.
وأوضح الكاتب أن ما يدفع الإبراهيمي إلى الاستمرار في مهمته هو حرصه على وقف نزيف الدم السوري، متسائلا ما الذي يمكن أن يفعله المبعوث الدولي رغم قدراته ومؤهلاته أن كان المجتمع الدولي عاجزا عن فرض وقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين السوريين؟.
ولفت إلى أن رسالة التحذير التى أطلقها الإبراهيمى قبل يومين تمثل إنذارا أخيرا لكل دول الجوار السوري، لأن الأزمة، كما قال الإبراهيمى، لن تبقى إلى الأبد داخل النطاق السوري وما لم يتم حصارها وعلاجها فسوف تأكل الأخضر واليابس.
وفي مقاله (مرور الكرام) بصحيفة "الشروق" تساءل الكاتب وائل قنديل لماذا يكون الرئيس الراحل أنورالسادات عظيما وبطلا جسورا، وهو من أدخل مصر كلها بيت الطاعة الصهيوني، بينما محمد مرسي منعدم الوطنية وزعيما للمفرطين لانه أرسل خطابا دبلوماسيا بروتوكوليا لرئيس الكيان الصهيوني حمل عبارات عاطفية لا تجوز مع هؤلاء الأوغاد؟.
وقال: إن المفارقة تبدو مدهشة حين يعتبر البعض أن ارتحال السادات إلي المعسكر الأمريكى الصهيونى كان عملا بطوليا كبيرا، وفى الوقت ذاته يعيبون على محمد مرسى هذا الخطاب الردىء إلى قادة العدو بمناسبة تعيين سفير لديه، وهو الأمر الذى يضعك مباشرة أمام ازدواجية معايير بغيضة وكيل بمكيالين، وعدم اتساق مع الذات حين يرى هؤلاء الأصل جميلا ورائعا ، بينما الفرع غير ذلك.
وأضاف: أن هذا كله يأتى منسجما مع حالة السيولة التى تعيشها مصر ، وأوجدت ميوعة فى المفاهيم والمصطلحات، فصارت المعارضة مجرد مكايدة، وعرفنا تعريفا جديدا لمفهوم الإقصاء، دفع ببقايا الدولة العميقة والفلول إلى اعتبار رفض مشاركتهم فى مظاهرات التحرير نوعا من الاقصاء.
واعتبر الكاتب أن هذا النوع من المعارضات يهوي بالقضية الوطنية والقومية إلى أعماق سحيقة، ويبتذل المعارضة الحقيقية، بما يفقدها الكثير من مصداقيتها لدى الجماهير، ما يصب فى نهاية المطاف فى مصلحة الممسكين بالسلطة، إذ يوفر لهم مادة ثرية للغاية للنيل من خصومهم والطعن فى منطلقاتهم.. مشددا علي أن المعارضة المصرية تحتاج هذه الأيام إلى بيرسترويكا، تنهض بمهمة الفوز السليم بين الحقيقى والمزيف، وتصنع خطوطا فاصلة بين التافه والرصين.
وفي مقاله(في الصميم) بصحيفة"الأخبار" قال الكاتب جلال عارف إن رئيس حزب "الحرية والعدالة"الجديد الدكتور محمد سعد الكتاتني دعا حزبه وباقي القوي الوطنية لتخطي الأزمة التي نشبت علي خلفية أحداث جمعة "كشف الحساب"، ثم عاد ليحدد الدكتور البرادعي وحمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح كأطراف رئيسية في الحوار الذي يدعو إليه.
وأضاف الكاتب: أمر طيب أن يتحدث الكتاتني بهذه اللهجة التصالحية التي تختلف عما تعودنا سماعه من بعض رموز حزبه من دعوات للصدام وإساءة للخصوم وللحلفاء، وحتى لرئاسة الجمهورية حين كانوا يتسابقون للحديث باسمها،إلا أن الكتاتني يدرك بلاشك أن اختراق جدار الشك يتطلب جهدا كبيرا من الجميع، وأن استعادة الثقة تتطلب الأفعال أكثر من الأقوال ،وان لم الشمل لايمكن تحقيقه إلا إذا اقتحمنا جوهر الخلاف وهو "الدستور"..مؤكدا أن نقطة بدء الحوار وفصل الخطاب تكمن في دستور لكل المصريين يحقق التوافق، ويضمن الدولة الحديثة القائمة علي المساواة والديمقراطية وسيادة القانون.
وفي مقاله (معا) بصحيفة "المصري اليوم" ، قال الدكتور عمرو الشوبكي "البعض يتمنى أن يغمض عينه ويفتحها ويجد مصر بلا ليبراليين أو يساريين أو سلفيين أو إخوان، وبلا مسيحيين أو مسلمين، ويتوهم أن انتصاره في استبعاد الآخرين وليس منافستهم في الانتخابات.
وقال الكاتب: "قد تكون مظاهرات التحرير بداية لتحرك حقيقي للقوى المدنية نحو بناء مشروع سياسي بديل قادر على منافسة الإخوان لا إقصائهم لأن القادم سيكون أصعب بكثير مما نحن فيه الآن، وأن مصر مقبلة على مشكلات إقتصادية كبيرة في ظل فشل حكومي في التعامل معها، كما أن إدارة الملف الخارجي مازالت تحكمه معضلة الخطابين: واحد محلي للمصريين وفيه يعبىء الإخوان جمهورهم ضد إسرائيل والصهيونية، والثاني للتصدير، وفيه يخاطب الرئيس "صديقه الوفي" الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وهى معضلة ستواجه أي تيار أيديولوجي سيصل للحكم، والذي لن يكون مطالبا بمخاطبة المسئولين الإسرائيليين بهذه اللغة إنما بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد، وكثير من الالتزامات، وربما القيود الدولية".
وتابع: المخرج لا يجب أن يكون تلفيقيا، ولابد أن يكون عبر آليات ديمقراطية فيها اتساق مع النفس ومصداقية، وتقول للغرب ما تقوله للشعب المصري، فالمهم هو احترام عقول الناس وإخبارهم بحقيقة وضعنا الاقتصادي والتزاماتنا الدولية والهامش المحدود المتروك لنا لكي نبني سياسة خارجية شبه مستقلة".
واختتم الكاتب مقاله قائلا: لاتزال ديمقراطيتنا ناشئة، وربما متعثرة، ولايزال وضعنا الاقتصادي سيئا، وتعليمنا شبه منهار، والأمية تصل إلى الثلث، وهى أمور حين تتغير ولو قليلا يمكن أن يتغير تأثيرنا الدولي كثيرا، المهم ألا نترك كل الأمور للمزايدة السياسية، ونبني نظاما ديمقراطيا حقيقيا يكون بداية التغيير في الداخل والخارج. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات «كتاب الصحف المصرية» 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية