"اللغة العربية محيط واسع لا يكفي العمر كله لتعلم العوم به " هذا ما قالته المستشرقة الروسية فاليريا كيربتشينكو عند حديثها عن رحلتها في الترجمة من الأدب العربي إلى الروسية وذلك ضمن فاعليات تكريمها بالمجلس الاعلي للثقافة علي جهودها في مجال الترجمة . وقالت " كيريتشينكو" أنها كانت تتعلم في مركز الاستشراق بالاتحاد السيوفيتي اللغتين العربية والفرنسية وأول ما ترجمت من الفرنسية كانت سلسلة قصصية كاملة بينما كل ما استطاعت ترجمته للعربية كانت الصفحة الأولى من جريدة الأهرام وذلك لأن للغة العربية وضع خاص عند الترجمة لا يفيد معه الترجمة الحرفية بل يجب علي المستعرب معرفة تقاليد وقيم وعادات العرب والشرق حتي يستطيع ترجمة أدبهم . وتتذكر أنها ترجمت أول كتاب لها بعد 20 عاما من محاولاتها لتعلم اللغة العربية في مركز الاستشراق وكان كتاب "عمار يا مصر" لصلاح حافظ وصدر ضمن سلسلة القصص الشرقية التي نشرتها دار الأدب الفني بروسيا . وترجمت بعد ذلك سيرة الظاهر بيبرس عام 1975 وكتاب تخلبص الابريز في تلخيص باريس لرفاعة رافع الطهطاوي عام 2009 والذي وزع منه 2000 نسخة في كل انحاء روسيا . وتقول " كيريتشينكو أنها معجبة بتيار الأدب الواقعي وخصوصا الأدباء الذين ينتمون إلى الستينات مثل يوسف ادريس الذي تعتبره مدرسة في اللغة العربية والترجمة بالنسبة للمستشرقين وايضا نجيب محفوظ, وتعتبر نفسها شاهدة عيان علي التحول الذي شهدته هذه الفترة في الادب العربي حيث الاقتراب من الواقع والتعبير عنه كما هو .
وقد شبهت كيريتشينكو يوسف القعيد بيوسف إدريس في الاتجاه الي الواقعية ولكن مع اختلاف واقعية ادريس التي تعتمد علي رسم الصورة بحكي التفاصيل اما واقعية القعيد تتجه إلى الوثائقية.
وأضافت أنها كانت تعمل ضمن مبادرة لترجمة 100 رواية عربية كان قدر رحب بها المستشرقين الروس ولكنها توقفت بسبب ضعف الامكانيات المالية ولم يترجم سوي 5 روايات فقط من ضمنهم "حب في المنفي" لبهاء طاهر وكانت هي مترجمتها .
وفي الكلمة التي ألقاها القعيد والتي هنئ فيها كيريتشينكو قال أنها تستحق أكثر من ذلك وانه حزين أن تكريمها جاء في وقت مصر فيه غير مستعد لذلك وقال انه كان من المفترض ان تمنح كيريتشينكو الجنسية الشرفية المصرية تقديرا لجهودها في ربط الثقافة العربية بالروسية .
وقال الدكتور أحمد عتمان أنه سيكون هناك احتفاء بالترجمة للغات الأجنبية وستكون الروسية هي البداية وقد تحدث إلي السفير الروسي الذي أبدي ترحيبه بذلك .
وقد سلمها دكتور سعيد توفيق رئيس المجلس الأعلي للثقافة درع المجلس وشهادة تقدير تكريما لها علي جهودها وحبها للادب العربي فقد قال عنها انها "عربية تعيش في موسكو" . مواد متعلقة: 1. سلماوي يفتح خزانة أسراره مع نجيب محفوظ 2. أحمد الخميسى: عظمة نجيب محفوظ الروائية حجبت شهرته كقاص 3. أدباء : عبدالناصر أوقف اعتقال نجيب محفوظ بعد "ثرثرة النيل"