يوم الإثنين القادم تحتفل مصر بيوم المترجم وتكرم المستشرقة السوفييتية سابقاً -الروسية الآن- فاليريا كيربتشنكو. باعتبارها مستشرقة خدمت الثقافة العربية أكثر من العرب أنفسهم. وتنتمى لأسرة من المستشرقين. ويكرم المصريون الدكتور محمد محمد عنانى. الذى يعد مدرسة فى الترجمة إلى العربية. عاشت فاليريا فى مصر فى سنوات عبدالناصر فى حى الزمالك. وكانت رسالتها للدكتوراه حول أدب يوسف إدريس. وحكاية يوم المترجم الذى يحتفل به العالم فى الثلاثين من سبتمبر. لأنه عيد ميلاد المترجم الذى ترجم الكتاب المقدس إلى كل لغات العالم. ولكن لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة. التى يرأسها الدكتور أحمد عتمان. وبناء على اقتراح من الدكتور أنور إبراهيم المترجم القدير من الروسية إلى العربية. قررت أن يكون الاحتفال فى عيد ميلاد الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى الذى يوافق الخامس عشر من أكتوبر. ومن محاسن الصدف أن آخر عمل انتهت فاليريا من ترجمته كتاب: «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» للطهطاوى إلى الروسية. هكذا تتلاقى الخيوط لتصنع مفاجأة من النوع الجميل حيث قُدَّر لنا نحن عشاق فاليريا أن نراها مرة أخرى. جاءت إلى مصر لتحضر الاحتفال بنوبل نجيب محفوظ وذهبت إليه فى اليوم التالى للاحتفالية لمقابلة نجيب محفوظ فى مقهى على بابا بميدان التحرير. وأحضرت له سيماور هدية. وكنت قد عدت من موسكو بعد زيارتى لها بسيماور مثله هدية منها أيضاً. وحضرت إلى مصر بعد ذلك مرة واحدة. فاليريا ترجمت لى ثلاث روايات هى: أخبار عزبة المنيسى، الحرب فى بر مصر، يحدث فى بر مصر. صدرت كل رواية فى كتاب مستقل. ثم أعيد إصدار الروايات الثلاث فى مجلد واحد. سافرت إلى موسكو فى 1986. وأقامت لى دار نشر «رادوجا» حفل توقيع. وشاهدت طابوراً من الذين ينتظرون أن أوقع لهم على مجلد الروايات الثلاث. كان المطر شديداً. وكل واحد يحمل شمسية تقيه مياه المطر. زرتها فى بيتها فى موسكو. وكانت بنتاها تساعدانها فى ترجمة أولاد حارتنا لنجيب محفوظ. وقد توقفن الثلاث أمام كلمة «مرة» فى عبارة تقول: قل أنا «مرة». وقد نطقتها بضم الميم. ولم يعرفن أن المرأة قد تسمى مرة فى الحارات الشعبية. ومن أجل الدقة فى الترجمة توقفن أمام الكلمة ولم تستمر الترجمة إلا بعد النطق العامى. ومن محاسن الصدف أن سفير روسيا فى مصر الآن نجلها وقد دهشت منذ حضوره إلى مصر أنه لم يحاول الاتصال بأصدقاء الوالد الذى عمل هنا فى زمن عبدالناصر ولا والدته. استغربت السلوك والتصرف. وقلت ربما ينتمى السفير الابن إلى روسياالجديدة. التى تحاول نسيان تاريخ الاتحاد السوفييتى الذى كان الوالد وكانت الوالدة جزءاً أصيلاً منه. مرحباً بفاليريا كيربتشنكو فى القاهرة مجدداً. وشكراً للجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة.