واشنطن: قرر عدد من كبار مربي الأبقار في أمريكا اللاتينية العمل كفريق واحد لتقييم انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عن الماشية واقتراح الخيارات الممكنة للتخفيف من تداعياتها على المناخ. والمعروف أن أمريكا اللاتينية هى مصدر11،7 في المئة فقط من إجمالي الانبعاثات العالمية من الغازات الغازات المسببة للإحتباس الحراري في الغلاف الجوي، كثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وغيرها. وتبين أن معظم هذه الإنبعاثات في أمريكية الجنوبية تأتي من الأنشطة الريفية. ففي الأرجنتين تصدر الزراعة 41% من انبعاثات غازات الدفيئة في البلاد، وفي البرازيل 56%، وفي أوروجواي 78%، وفي باراجواي 97%، وفقاً لدراسة للمعهد الوطني الأرجنتيني للتكنولوجيا الزراعية. كما تعتبر تربية الماشية أكبر مصدر للتلوث في هذا القطاع. ففي أمريكا الجنوبية هناك 312 مليون بقرة أي ما يعادل 31% من الإجمالي العالمي. وسيجري العمل بتنفيذ هذا المشروع إعتبارا من 2011 بإشراف مجموعة من علماء الأرجنتين وشيلي وكولومبيا وجمهورية الدومينيكان وأوروجواي، بتمويل من الصندوق الإقليمي للتكنولوجيا الزراعية، وبالتعاون مع حكومة نيوزيلندا. يذكر أن هذا الصندوق الإقليمي الذي أنشأته 14 دولة أمريكية لاتينية وأسبانيا برعاية مصرف الدول الأمريكية للتنمية الأمريكية، يعنى بدعم المشاريع الإقليمية المساهمة في بناء القدرات من أجل التخفيف من وطأة التغيير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي. هذا المشروع، المسمى "التغيير المناخي والثروة الحيوانية. قياس انبعاثات غاز الميثان وأكسيد النيتروز من الماشية في المراعي والخيارات المتاحة للتخفيف منها"، يبدأ بقياس غاز الميثان بتقنية مطورة في الأرجنتين، وفقا للمشرفة علي المشروع، المهندسة الزراعية فيرونيكا سيغاندا، من أوروجواي. ويشار إلى أن الميثان، أحد أقوى غازات الدفيئة، يصدر عن الحيوانات المجترة خلال عملية الهضم حيث يتم تخمير المواد الغذائية، وينطلق إلى الجو مع تنفس وتجشؤ الماشية وتحلل روثها. أما المصدر الرئيسي لأكسيد النيتروز فهو بول الماشية. وعلى الرغم من أن كمية أكسيد النيتروز من الأصل الحيواني أقل من غاز الميثان، إلا أنها تحتوي على قدرة أكبر على التسبب في الإحتباس الحراري. هذا ويكمن التحدي القائم أمام المنطقة في خفض هذه الانبعاثات ولكن مع المحافظة على القدرة التنافسية للقطاع الزراعي وخصوصاً إنتاج الأغذية مثل اللحوم والحليب.