ندد مجموعة من المثقفين الإسلاميين بسياسات الصحف القومية في استكتاب النخبة المحسوبة على عصر مبارك، وإقصاء الكتاب الذين ينتمون للثقافة الإسلامية. وحذر المثقفون الإسلاميون في بيان شديد اللهجة مما أسموه "الغضب الجماهيري" بسبب تهميش الفكر الإسلامي، مهددين أن ذلك قد يتطور إلى مظاهرات تحاصر مقرات الصحف القومية لإجبارها على وقف الإقصاء والتهميش والسماح لهم بالكتابة في جميع الصحف القومية.
وجاء في البيان الذى وقعه عشرات المثقفين الإسلاميين- حصلت شبكة الإعلام العربية «محيط» على نسخة منه- أن "التيارات الانتهازية المستبدة المهيمنة ما زالت تقوم بدورها الإقصائي الاستئصالي ، وتقاوم التغيير والتطهير ، وتتخيل أنها مازالت تعيش في عهد المخلوع الذي كانت تسبح بحمده". وتلخص مطالب المثقفون الإسلاميون على ثلاثة محاور هي ما أسموه بوقف الأبواق المأجورة، وتحقيق توازن فكري وثقافي في الأعمدة والمساحات الخاصة بالفكر ، مساواة الكتّاب في المعاملة المادية.
شبكة الإعلام العربية «محيط» تنشر نص البيان: تمثل الصحف القومية منبرا مهما من منابر التعبير والتفكير في مصر والعالم العربي ، والعالم أحيانا ، وقد مرت في فترة الحكم الفاسد البائد بمرحلة انهيار وتردٍّ لمسها المعنيون في شئون الإعلام والفكر والثقافة ، حيث كانت بوقا يردد كل ما يريده الطاغية وزمرته الضالة الآثمة ، فانحطت سمعتها ، وهبطت قيمتها ، ولم تكن الصورة التعبيرية الشهيرة في إحداها إلا علامة على الانهيار المهني والفني الذي وصلت إليه .
ومع أن الثورة غيّرت أشياء كثيرة ، وطال هذه الصحف شيء من التغيير في الإدارة والتحرير ، وشيء من التسامح مع الأصوات المحجوبة في عهد المخلوع ، فإن التيارات الانتهازية المستبدة المهيمنة ما زالت تقوم بدورها الإقصائي الاستئصالي ، وتقاوم التغيير والتطهير ، وتتخيل أنها مازالت تعيش في عهد المخلوع الذي كانت تسبح بحمده ، وعصر أمن الدولة الذي كان يفرض كتابا بأعينهم ، وزمن الجهات السيادية التي كانت تبعث برسائلها عبر أقلام مخصوصة ، وهو ما تمثل في استمرار أقلام التيار الانتهازي الحظائري بمختلف فصائله ، وممارستها حق النقض بشأن من هو مسموح ، أو غير مسموح باستكتابه .
إن الصحف القومية يملكها شعب مصر، ولا تملكها أية جماعة قد تظن أن احتكارها لمساحات الرأي والثقافة على مدار عقود يمنحها حق ملكية هذه الصحف، أو ممارسة سلطة النشر أو عدمه بالنسبة للآخرين .
ومع ذلك ما يزال الفكر الانتهازي بأطيافه المختلفة هو المهيمن على هذه المساحات ، وما يزال الكتاب الإسلاميون والوطنيون ممنوعين من حق الكتابة بانتظام . وكل ما تغير بعد الثورة هو السماح لبعضهم بالكتابة عندما تتوفر المساحة شريطة ألا تكون كتاباتهم مزعجة للأقلية الثقافية الانتهازية المستبدة المهيمنة !
لقد دأبت هذه الأقلية الغوغائية في الصحف والفضائيات الخاصة ، منذ الاستفتاء وانتخاب البرلمان والرئيس ، على تثبيط الهمم وتكسير المجاديف وافتراء الأكاذيب وترويج الشائعات وتخوين الوطنيين وتوهين الحس الإسلامي وإضعاف روح الانتماء للوطن. هذه الأقلية الانتهازية هي نفسها التي دأبت على منافقة الرئيس المخلوع وفرعنته ، وإهانة الإسلام ووصفه بالإظلام، وسب المسلمين ووصمهم بالظلامية ، وأرشيفها قبيح ومخزٍ وممتلئ ، وللأسف فقد حققت من وراء ذلك مكاسب هائلة رخيصة!
لم يعد مقبولا أو منطقيا بعد أكثر من عام ونصف من تطهير مؤسسة الرئاسة والبرلمان بغرفتيه ، أن يعجز نواب الشعب في مجلس الشورى، ورؤساء مجالس إدارة الصحف القومية ورؤساء تحريرها ، عن تطهير الصحف الكبرى من أبواق مبارك وعملاء أمن الدولة وكتاب "حظيرة فاروق حسني" ، الذين يكلفون خزانتها أموالا طائلة يتحملها دافع الضرائب، أو على الأقل إتاحة الفرصة للأقلام الإسلامية والوطنية للرد عليها ودحض أكاذيبها وتطاولها بما يحقق التوازن وفقا لما حققته نتائج الانتخابات .
لقد صوت الشعب المصري للإسلام والوطن وليس للانتهازيين والمنافقين وشهود الزور وخدام الاستبداد والتغريب، وأبسط الأشياء أن يمثل الشعب كتّاب يعبرون عن أشواقه وآماله ، أما أن يبقى أنصار النظام الفاسد يملون إرادتهم الشيطانية على الآخرين ويقصونهم ويهمشونهم فهذا فساد كبير ، وظلم عظيم .
إن التوازن بين من يمثلون إرادة الشعب ومن يمثلون النظام الفاسد البائد ، يبقى الحد الأدنى المقبول بالنسبة للمواطنين الذين ملوا من الموضوعات المكرورة التي يكتبها خدام النظام الفاسد البائد ،وليس فيها غير الأخونة والظلامية والإظلام والاستحواذ والتكويش والهيمنة والسيطرة والدولة الدينية و والدولة المدنية والحداثة والغرابة والاغتراب ... إلخ القاموس الهزلي الفج .
ومع أن العديد من خدام النظام الفاسد والحظيرة الثقافية لم تؤهلهم شهادات علمية عالية أو ثقافة رفيعة ، ولم يتصدروا المشهد الثقافي والإعلامي إلا بنفاقهم وتملقهم للنظام المستبد الفاسد ، وتسويغ جرائمه وانحطاطه ، فلا نريد إقصاءهم ، ولكن نريد أن يتحركوا في الإطار العام والمشاركة مع الآخرين بقدر أحجامهم ، وليس من منطلق الهيمنة أو الوصاية .
إن استمرار تغوّل هذه الحفنة من خدام النظام السابق على منابر الفكر والثقافة في الوسائط القومية وخاصة الصحف ؛ ينذر بخطر عظيم في مرحلة البناء الديمقراطي ، وقد يستدعي تحرك الغضب الجماهيري من جانب الشعب المظلوم ، على هيئة تظاهرات واحتجاجات واعتصامات مما لا تحمد عقباه ولا نرضاه في هذه الفترة الحساسة .. وعليه فإننا نطالب بأمور ثلاثة : أولا .. إنهاء نفوذ الأبواق المأجورة والعملاء التاريخيين وكتاب الحظيرة، ممن يشهد عليهم أرشيفهم الأسود، لتكون المرجعية لرؤساء التحرير وفقا للمهنية وحق الآخرين في التعبير.
ثانيا .. تحقيق توازن فكري وثقافي في الأعمدة والمساحات الخاصة بالفكر والرأي والثقافة بما يتلاءم مع حجم الإسلاميين والوطنيين ، وخدام الاستبداد والنظام السابق على أرض الواقع.
ثالثا .. مساواة الكتّاب في المعاملة المادية فلا يعقل أن يتميز أنصار الاستبداد والنظام السابق بالتقدير، ويكتب غيرهم بدون أجر أو مكافآت. والله الموفق والمستعان. الموقعون: د. حلمي محمد القاعود المفكر وأستاذ البلاغة والنقد الأدبى د. وجدى عبدالحميد غنيم الداعية والمفكر الإسلامى د. زينب عبد العزيز أستاذ التاريخ والحضارة د. محمد عباس المفكر الإسلامي د. إبراهيم محمود عوض أستاذ الأدب العربى د. صلاح عز كاتب و أستاذ الفلزات بجامعة القاهرة د. حامد أبو أحمد كاتب وأستاذ جامعي د . عبده زايد كاتب وأستاذ جامعي جمال سلطان رئيس تحرير جريدة المصريون د. صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لجريدة المصريون محمود القاعود روائي وكاتب صحفي أبو الحسن الجمال كاتب صحفي صافيناز كاظم الأديبة والكاتبة الصحفية د. مصطفى الرفاعى الأستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية د. عاطف قاسم الأستاذ بآداب المنوفية أحمد الشيخ روائي وقاص خالد حربي مدير المرصد الإسلامي أحمد سويلم شاعر وعضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب رفقي بدوى كاتب قصة د . أحمد عتمان أستاذ الأدبين اليوناني واللاتيني د . جمال التلاوي أستاذ جامعي وعضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب د. صلاح الراوي أستاذ جامعي وأمين صندوق اتحاد الكتاب أحمد عبدالمعطى الوكيل كاتب إسلامى د. عايدة نصيف أستاذ جامعي د . وجيه مكاوي أستاذ جامعي د . خيري دومة أستاذ جامعي د . عدلي أنيس أستاذ جامعي ربيع مفتاح كاتب ومترجم عبد الله التلايمة كاتب قصة محمد أحمد حمد كاتب إسلامى د. خالد فهمى الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية مختار عوض شاعر مرسى مطروح محمد علاء الدين إبراهيم سليمان كاتب صحفى ياسر أنور شاعر وكاتب صحفى رضا العراقى كاتب صحفى حمدى شفيق كاتب صحفى مواد متعلقة: 1. بعد أحكام "الدستورية"..المثقفون يتوقعون فوز أحمد شفيق بمقعد الرئاسة 2. ماذا قال المثقفون والكتاب عن حبس رئيس تحرير "الدستور"؟ 3. المثقفون يدعون لوقفة الأحد القادم لرفض تأسيسية الدستور