أجمعت أحزاب الموالاة والمعارضة في موريتانيا على التنديد الشديد بمقتل عناصر موريتانية تنتمى إلى حركة الدعوة والتبليغ على يد الجيش المالي أمس الأول. وقد ندد الحزب الموريتاني الحاكم "الاتحاد من أجل الجمهورية"، بما وصفه ب "الجريمة البشعة" التي ارتكبتها وحدة من الجيش المالي ضد مجموعة من الدعاة المسالمين ، وراح ضحيتها ستة عشر شخصا.
واعتبر الحزب في بيان له أن هذه "المجزرة الوحشية" تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وعلاقات حسن الجوار وكل "القيم والأعراف " و "القوانين والإتفاقيات والمواثيق الدولية" كما أنها "تمت في ظروف مؤلمة وبشعة وبوحشية بادية".
ونبه إلى أن الضحايا "لم يكونوا في حالة تستدعي ما حصل، فضلا عن كونهم دخلوا الأراضي المالية بطريقة قانونية".
وطالب "بفتح تحقيق دقيق ومستقل وفي أسرع الأوقات لتقصي كل الظروف والملابسات التي أحاطت بهذه الجريمة النكراء حتى يتم التعرف على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة" ، كما طالب "السلطات الوطنية المختصة بمتابعة هذا الملف بكل صرامة وحزم وبوضع الآليات والإحتياطات الأمنية والدبلوماسية اللازمة للوقوف دون تكرار هذا النوع من الحوادث المؤلمة التي تهدد أرواح وممتلكات الموريتانيين".
وعلى صعيد متصل ندد حزب اتحاد قوى التقدم، الموريتاني "المعارض" بشدة بما أسماه "الفعل الإجرامي" الذي راح ضحيته ستة عشر من حركة الدعوة والتبليغ أغلبهم موريتانيون "قتلوا بدم بارد".
ودعا الحزب المعارض في بيان له إلى فتح "تحقيق مستقل وجاد وسريع لإلقاء الضوء على طبيعة هذه الجريمة وتحديد مرتكبيها ومعاقبتهم على ما اقترفوه في حق هؤلاء الدعاة وما ارتكبوه في حق العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين" ، على حد وصف البيان.
وحذر اتحاد قوى التقدم؛ وهو حزب يساري حذر جميع الأطراف من "استغلال هذه الحادثة الأليمة لتوتير الوضع بين البلدين الجارين"، اللذين تربطهما مصالح قوية لا يجوز أن تعبث بها "أيادي الصيادين في المياه العكرة بل تجب المحافظة عليها والنأي بها عن الأغراض الضيقة العابرة" ، وفق تعبير البيان.
من جانبهم استنكر علماء موريتانيا العملية ونددت رابطة شيوخ المحاظر في موريتانيا وهو تجمع يضم علماء اشلريعة الاسلامية نددوا بشدة ما قام به حرس الحدود المالي ضد البعثة الدعوية؛ ووصفت فعلته ب"الدنيئة والشنيعة".
وحمل بيان للرابطة نشر اليوم الثلاثاء في نواكشوط الحكومة المالية "المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء" ، داعية إلى "محاكمة الجناة والمتورطين في هذا الحادث"،وطالبت رابطة شيوخ المحاظر في موريتانيا ، وزارة الخارجية الموريتانية بأن "تقوم بدورها كاملا غير منقوص"، وأول ذلك هو إطلاع الرأي العام الوطني على "ما حدث ويحدث في القضية وعلى جميع الأصعدة". مواد متعلقة: 1. المعارضة الموريتانية تنظم وقفة احتجاجية للمطالبة بتنحي الرئيس 2. زعيم معارض موريتاني : أعطينا الفرصة للنظام لكنه رفض 3. المعارضة الموريتانية تجدد دعوتها لتنحي رئيس البلاد