مع الدعوة للتظاهر يوم 24 أغسطس المقبل انقسم المواطنون بين مؤيد ومعارض وهناك العديد من الحركات السياسية والأحزاب رفضت الدعوة ورحب بها آخرين، وفي جولة لشبكة الإعلام العربية « محيط »، لاستطلاع آراء المواطنين بمحافظة الدقهلية رصدنا الآتي: يقول أحمد رمضان، محامي، إنه يرفض الدعوة لأنها لا يعلم أهدافها ولكن يعلم أنها منظمة من قبل بعض الشخصيات المريبة علي حد تعبيره بهدف إسقاط رئيس منتخب لم يكمل 60 يوما، وبالنظر في الأمور نظرة موضوعية دون النظر للأشخاص الداعين للتظاهر فسوف نجد أنه لا هدف لتلك الظاهرات سوى معاداة الإخوان فقط، وأشار أيضا أن لكل مواطن حقه في التعبير السلمي ويجب علي الدولة حمايته.
ولم يختلف رأي عبد الفتاح سالم، موظف، عنه كثيرا فيرى أنه لا توجد أسباب حقيقية للتظاهر في الوقت الحالي فمن الأولى أن نؤيد الرئيس الجديد وحكومته وإعطائهم الفرصة كاملة حتى نستطيع محاسبتهم، خاصة أننا مع أول رئيس مدني للبلاد منذ ستين عاما بصرف النظر عن خلفيته الإسلامية.
أما أحمد محب، مشرف مبيعات، يقول أنا لست إخوانياً وغير راض عن أداء الرئيس الذي وصفه بالضعيف، إلا انه لن يشارك بالتظاهر لأننا شئنا أم أبينا، فمحمد مرسي رئيس منتخب من قبل الأغلبية ولابد من إعطائه الفرصة كاملة ثم محاسبته عقب ذلك.
وعن الإناث أفادت إسراء شحاتة «طالبة»، أنها ضد التظاهر يوم 23 المقبل بشده لأنها تظاهرات تهدف الي دعم عكاشة والمشير طنطاوي فلا يمكن مساندتها أو دعمها بأي حال من الأحوال.
بينما قالت رضوى حبيب، مسئولة خدمة عملاء، إن هذه التظاهرات ليست إلا انقلابا علي الشرعية التي اختارتها الأغلبية، وأضافت أنه من أهم قواعد الديمقراطية والحيادية في تقييم الأمور هي إعطاء الشخص فرصته كاملة ثم البدء في محاسبته عقب ذلك.
تؤيد أميرة ماهر، مدرسة، قائلة، إن التظاهر واجب لتطهير الدولة من الإخوان علي حد قولها فهم جماعة لا وعود ولا مواثيق لهم ولا يستطيعون إدارة شئون البلاد، فهم استطاعوا وبقوة حصد كراهية المواطنون.
وكان للأطباء رأي آخر، فقالت نورا إبراهيم، طبيبة، إنها تؤيد التظاهر والخروج علي حكم الإخوان والمناداة بسقوط المرشد فهو من يحرك الأمور إلا أنها رفضت الخروج وراء دعوة النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب المنحل، فمن أراد الخروج والتظاهر فليبعد عن أبو حامد وعكاشة ويلتزم بسلمية التظاهر مضيفة الي أنه في حالة الاعتداء علي مقرات الإخوان فسوف تكون أول من يقف للدفاع عنها فحرية إبداء الرأي والحقوق لا علاقة لها بالعنف والتخريب.
أما المهندسون، قال محمود صبري، مهندس استشاري، إنه مؤيد للتظاهر لإبداء الرأي و لو حتى كان فرد واحد فلابد من احترامه مع مراعاة أيضا الالتزام بالسلمية فلو خرج ملايين بقصد التخريب فهنا لابد من اتخاذ الإجراءات القانونية حتى وان اختلفنا مع الإخوان المسلمين، أو محمد مرسي، ولكن هذا ليس مبررا لاستخدام العنف، وأضاف إن فكرة « فزاعة الإخوان»، من الممكن أن تصنع ديكتاتورا جديدا فلابد من عدم الانسياق ورائها.
أما فيما يخص الأحزاب السياسية والحركات فأعلنت حركة شباب 6 ابريل بالمنصورة، مقاطعتها للتظاهرات كما أعلن حزب الكرامة بالدقهلية في بيانا رسميا له عدم المشاركة في التظاهرات، إيمانا بالديمقراطية و احتراما لاختيار الشعب المصري الذي أعطى أصواته في الانتخابات التشريعية و الرئاسية لجماعة الإخوان المسلمين و حزب الحرية و العدالة و خوفا من حدوث أي عنف قد يتسبب في تصدع بنيان المجتمع المصري و خاصة بعد صدور شائعات بأن هناك من ينوي حرق مقار جماعة الإخوان المسلمين و خوفا من تهور بعض الشباب و اندساس بعض من يريدون الشر لمصرنا الغالية ونؤكد أننا ضد أي ممارسات عنيفة تصدر من أي طرف، وأكد علي ضرورة إعطاء الفرصة الكافية للدكتور محمد مرسي، لكي يقوم بتنفيذ برنامجه و تحقيق خططه مع التواجد أيضا بصفوف المعارضة.
كما أعلنت حركة شباب الميدان بالمنصورة مقاطعتها للتظاهرات أيضا لأن هناك من يشعل الفتنة وهناك من يسعى إلى دخول البلاد في مستنقع الأزمات المفتعلة فالفترة القادمة هي فترة تغيير وبناء مصر المستقبل دون الهيمنة من حزب أو جماعة أو تيار على حقوق الشعب المصري الذي خرج بثورة 25 يناير يدافع عن حقوق الإنسان في الحياة.
ورفض كل من حزب التحالف الشعبي وحزب الدستور والحزب الاشتراكي المصري والتيار الشعبي وحزب الكرامة ما وصفوه بتحالف قوى الثورة المضادة من المجلس العسكري وجماعات الإسلام السياسي برعاية أمريكية وقطرية وتصفية الثورة الشعبية والانحراف بها عن المسار الطبيعي، وأكدت أيضا علي احترامها للشرعية الدستورية للرئيس المنتخب وإعطاءه الفرصة في تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعد بتنفيذه خلال المائة يوم الأولى مطالبين بمنحه مائة يوم أخرى مؤكدين امتلاكه الآن لكامل السلطات التي تمكنه من تنفيذ وعده.
أما عن حزب الجبهة الديمقراطية بالدقهلية فأعلن مشاركته، رفضا لقرارات الرئيس وأكد حمدي بلاط، أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية بالدقهلية، أن الحزب قام برفع دعوي قضائية لإسقاط شرعية الرئيس الذي خالف وعوده وأضاف إن الحزب سيشارك بالتظاهرات للمطالبة بمطالب مشروعة ورفضا لدعوات الترهيب من قبل جماعة الإخوان لكل من سيشارك بالتظاهر كفتوى إهدار دم المتظاهرين وغيرها.
من ناحية أخرى، أعلن كل من الحزب الناصري، الوفاق القومي، الشيوعي المصري ومصر القومي الخروج يوم 24 أغسطس.
وحصلت شبكة الإعلام العربية « محيط»، على تصريحات خاصة من بعض السياسيين والنشطاء بالمحافظة، فأيدت الدكتورة هبة دربالة، ناشطة سياسية، الخروج للتظاهر لان جماعة الإخوان يجب أن تشعر بوجود قوي أخرى تواجههم حتى يتم وقف السيطرة علي البلاد من جانبهم، وأضافت دربالة، إنها لن تتمكن من المشاركة بسبب التزامها بقرار حزب الدستور بعدم المشاركة، لأنها عضو من أعضائة وملتزمة بقراراته.
وأشار هاني عبد الشافي، مقرر حزب الوفد بالدقهلية، أن الحزب أخذ قرارا بمقاطعة النزول إلا إن هناك عددا من الأعضاء سوف يشارك بصفته الشخصية، أما عن موقفه الشخصي، فأوضح أنه ينبغي عليه الالتزام الحزبي، لأنه قيادة من قيادات الحزب وليس عضوا عاديا حتى وان اختلف معهم في القرار.
ويقول المهندس حمدي قناوي، عضو مؤسس بحركة كفاية بالمنصورة، إن نقطة واحدة لا تعني شيئا ولكن نقطة بجانب نقطة بجانب الأخرى من الممكن أن تعطل المسار فإغلاق قناة بأمر إداري، وليس حكما لمحكمة، يعد نقطة وكذلك مصادرة جريدة الدستور والاستحواذ علي الصحف القومية ومنع الكتب ومحاكمة الصحفيين وغيرها من الأمثلة كلها تؤكد رفضنا لمرحلة تكميم الأفواه وهذا مرفوض تماما، وأضاف، هناك نقطة أكثر أهمية وهي استحواذ الرئيس على صلاحيات فاقت الصلاحيات التي كانت مع المخلوع الذي خرجنا للمطالبة بإسقاطه كل هذا من شانه جعل العديد يفكر جديا في النزول يوم 24 المقبل.
كما أيد محمود مجر، أمين عام الحزب الناصري بالدقهلية، قائلاً « أنا مع النزول يوم 24وكذلك أيام أخرى لا يشغلني أو يهمني من الداعي، المهم ما الهدف من النزول..الهدف هو أن يقول أحرار مصر للإخوان لا لعودة دكتاتورية الحكم ..لا للحنث بحلف اليمين..لا للإطاحة بقيادات جيوش قواتنا المسلحة التي انتصرت في حرب أكتوبر التي أجد أنها فاتورة لتأكيد العلاقات الأمريكية الإخوانية وللضوء الأخضر الذي أتى به حاكم قطر مبعوث الصهاينة وهو كذلك إعلان صريح عن المتغيرات السلبية السياسية.
وواصل أنه يرفض الميليشيات الإخوانية وأعمالها المسيئة التي أساءت للدين فأين ذهب شعار الإسلام هو الحل وأين قيمته ومبادئه؟
وتساءل مجر ماذا قدم الرئيس لملايين الفقراء والمرضي والعشوائيات ورغيف الخبز؟ فلابد من وجود جبهة منظمة تمتلك منهج وقضايا موضوعية بلا سفه ولا تجريح وقضايا أخرى كثيرة.
كما تقول الدكتورة أسماء الطناني، كاتبة وأشهر روايتها تحدثت عن ثورة 25 يناير، عارضت وبشدة النزول والتظاهر، معللة ذلك بأن أغراض تلك التظاهرات لا علاقة لها بحب مصر وليست من الوطنية في شيء بل هي لإثارة الشعب وزعزعة أرض مصر.
ويقول أيمن الدياسطي، عضو المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 ابريل بالمنصورة، إن تظاهرات 24 ليس لها أي هدف واضح فلا يمكن المشاركة في تظاهرة دون تحديد أهداف متفق عليها بالاضافة الي أن الرئيس بدء في اتخاذ قرارات صائبة ومنها إقالة المشير وعنان وغيرها ونتمنى منه المزيد.
أما احمد خربوش، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة بالدقهلية وأمين الشباب، اعترض علي النزول للتظاهر، مشيرا إلى أنه من الضروري أن نرضي بالاختيار الجماهير الذي نتج عنه، مرسي وحزب الحرية و العدالة لقيادة البلاد، وعلينا أيضا أن نكون صادقين مع أنفسنا ففترة ال 100 يوم فترة قصيرة لتحقيق أي شيء و علينا أن نعطي محمد مرسي، فترة كافية حتى نستطيع أن نحكم عليه كرئيس للدولة ولا ننخرط في افتعال مشاكل تتسبب في تصدع البنيان المجتمعي المصري و لكن علينا الانخراط وسط الجماهير لبناء الوعي و التصدي لأي محاولة انحراف عن مسار الثورة تصدر من مرسي. مواد متعلقة: 1. سلطان: انضباط بالشارع بفضل قرارات مرسي 2. مفتى لبنان يحمل رجال السياسة مسؤولية توريط الشارع اللبناني بالتقاتل 3. انقسام بالشارع السكندري ما بين معارض ومؤيد لمظاهرات 24 أغسطس