أدانت جماعة الإخوان المسلمين حادث الاعتداء الآثم على الجنود المصريين جنوب معبر رفح مساء أمس الأحد والتي راح ضحيتها 16 شهيدا و7 مصابين، متهمة الموساد الإسرائيلي بالضلوع في الحادث. وقالت الجماعة في بيان صدر عنها اليوم حصلت محيط على نسخة منه: منذ قام الشعب المصري بثورته المجيدة في 25 يناير تهددت مصالح واضطربت حسابات واختلت معادلات كثيرة على كل المستويات، الأمر الذي جمع قوى عديدة في الداخل والخارج في خندق العداء للثورة، وراحت هذه القوى تسعي لإجهاض الثورة أو تعويق مسيرتها، مشيرة إلى أنه كلما تجاوزت الثورة إحدى العقبات كلما اشتدت شراسة العدوان ودناءة الخصومة.
وأضاف أنه بعد أن نجح الشعب في انتخابات رئيسه وشكل الرئيس حكومته تمهيدًا لحل المشكلات التي يعاني منها ثم الانطلاق في آفاق النهضة والتقدم، نرى أفرادا وجماعات يدعون إلى التخريب والتدمير، ويشاركون في خلق الأزمات، ويحرضون على الإفساد في الأرض بهدف إفشال المشروع الإصلاحي الذي يتبناه الرئيس وحكومته، وهذا من شأنه أن يزيد حياة الشعب صعوبة وضنكا ويؤدي إلى تأخر البلاد والإضرار بالوطن، ولا ندري أية وطنية أو مبادئ دينية أو ديمقراطية أو حتى إنسانية تقر هذا الصنيع المنكر.
وأشارت الجماعة إلى أنه بالأمس هاجمت مجموعة من المجرمين الإرهابيين مقرا للشرطة المصرية في رفح وقتلت ما يقرب من عشرين جنديا من إخواننا وأبنائنا في جريمة شنعاء واستولت على سيارتين وحاولت دخول حدود الكيان الصهيوني، وعلى الفور انطلقت وسائل الإعلام الصهيونية لتنسب هذه المجموعة إلى أهل غزة، وهذه العملية، وفي هذا التوقيت تهدف لتحقيق أهداف كثيرة وهي خلق مشكلة كبيرة لمصر في ظروفها الحالية على الحدود إضافة للمشكلات الداخلية وإثبات فشل الحكومة المصرية الجديدة التي تم تشكيلها منذ ثلاثة أيام فقط و محاولة تعويق مشروع الرئيس الإصلاحي وأيضا إحداث الوقيعة بين الإدارة المصرية والشعب المصري من ناحية والحكومة الفلسطينية وأهل غزة من ناحية أخرى.
وأكدت الجماعة أن هذه الجريمة يمكن أن تنسب للموساد الذي يسعى لإجهاض الثورة منذ قيامها ويدل على هذا أنه أصدر تعليماته لمواطنيه الصهاينة الموجودين في سيناء إلى مغادرتها على الفور منذ عدة أيام، كما أنها تلفت نظرنا إلى أن قواتنا الموجودة في سيناء لا تكفي لحمايتها ولا لحماية حدودنا، الأمر الذي يحتم إعادة النظر في بنود الاتفاقية المعقودة بيننا وبين الكيان الصهيوني.
ودعا البيان الشعب المصري العظيم إلى التصدي لدعاة التخريب والإفساد في الداخل، وألا يستجيب لدعوات التحريض وأن يلتف حول رئيسه وحكومته وأن يعمل بجد وإخلاص وأن يتحلى بالحكمة والصبر وأن يتصرف في إطار التصرفات الحضارية الراقية.
وقدمت جماعة الإخوان في بيانها العزاء إلى أهالي الشهداء والشعب المصري كله بخالص العزاء سائلين المولى سبحانه أن يتقبلهم في الصالحين ويرزقهم صحبة النبيين، مطالبة السلطات بسرعة التحقيق وضبط الجناة وسرعة محاكمتهم وإيقاع القصاص العادل بهم.
وقال محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين: "إن الهدف من هذا الهجوم هو عرقلة الرئيس فى تنفيذ برنامجه الإصلاحى، والذى سيُحدث نهضة شاملة لمصر"، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون ذلك عبر مجموعات من النظام البائد، ودعا غزلان الجهات المسئولة فى مصر إلى بذل جهودها لكشف المتسببين عن الحادث، وتقديمهم إلى المحاكمة حتى يتم إعادة الاستقرار إلى البلاد.