عرض الموقع الإلكتروني الامريكي "بريتبارت نيوز" 50 الف دولار مكافأة لأي شخص يستطيع تقديم مقطع فيديو لحفل عشاء كان قد اقيم عام 2003، لتكريم الاكاديمي الفلسطيني رشيد الخالدي بحضور عضو الكونجرس في ذلك الوقت عن ولاية إلينوي باراك اوباما. واشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الي انه خلال الحملة الرئاسية الأمريكية عام 2008 حضر اوباما حفل عشاء وداعيا لصديقه القديم رشيد الخالدي، وتردد أن الخالدي عمل مديرا لمكتب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في بيروت خلال السبعينات. وفي ذلك الحين كانت منظمة التحرير الفلسطينية مسجلة أمريكيا باعتبارها من المنظمات الإرهابية الناشطة في العالم.
اقيم حفل العشاء تكريما للخالدي عشية تركه عمله في جامعة شيكاغو. وقد ترك الخالدي الجامعة ليعمل في جامعة كولومبيا في نيويورك حيث اشغل كرسي إدوارد سعيد للدراسات العربية وكان مديرا لمعهد الشرق الأوسط في تلك الجامعة.
وقد اعترف اوباما أن صداقة قديمة ربطت بين عائلته وعائلة الخالدي وأن زوجة الخالدي منى التي عملت محررة في قسم الأخبار بالإنجليزية لصالح منظمة التحرير الفسطينية في بيروت بين عامي 1976 و 1982 استضافت حفلا لجمع التبرعات لمنفعة حملة اوباما الانتخابية للكونغرس عام 2000.
ووفقا لتقرير "لوس انجلوس تايمز" فقد طلب الخالدي خلال حفل العشاء من ضيوفه من الاميركيين الفلسطينيين دعم مبادرة اوباما للحصول على عضوية مجلس الشيوخ. وحسب هذا التقرير فقد قال الخالدي :"لن تحصلوا على عضو في الكونغرس أفضل منه تحت أي ظرف".
وخلال فترة عمل اوباما كمدير لصندوق "وودس في شيكاغو" ، تبرعت هذه المنظمة الخيرية ب 75 ألف دولار لشبكة العمل العربية الاميركية التي يديرها الخالدي.
ولاحظت مقالة التايمز أن نقاشا مناوئا لاسرائيل جرى في حفل العشاء الذي أقيم لتكريم الخالدي عام 2003. ومن بين أشياء أخرى، قرأ أحد الفلسطينيين قصيدة يتهم فيها حكومة اسرائيل بالإرهاب وانتقد بشدة دعم الولاياتالمتحدة لاسرائيل. وقيل ان المتحدث هدد اسرائيل قائلا بأنه إذا لم تتحقق المطالب الفلسطينية "فلن ترى اسرائيل يوما واحدا من السلام".
ووصف متحدث آخر المستوطنين في الضفة الغربية بأنهم يشبهون أسامة بن لادن.
وادعى التقرير أن اوباما "تبنى خطا مختلفا... وطالب بالتوصل إلى أرضية مشتركة" لكن التقرير لم يورد مقتطفات مباشرة من خطاب اوباما بهذا المعنى".
وتم تصوير العشاء وقالت الصحيفة إن لديها نسخة من هذا الفيديو.
وبسبب الطبيعة الملتهبة للخطب التي ألقيت في الحفل والصداقة الطويلة والدعم المهني المشترك بين اوباما والخالدي، فقد اثار تقرير الصحيفة اهتماما واسع النطاق، خصوصا بين منافسي اوباما خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2008. وطلب من الصحيفة مرارا نشر الفيديو الذي يصور الحفل.
وعلى الرغم من الاهتمام الواضح بالفيلم فقد قيل أن الصحيفة رفضت تلبية هذه الطلبات. وبعد أربع سنوات على نشر التقرير، ما يزال الاهتمام موجودا بالفيديو.
وفي ضوء الأهمية المستمرة لهذا التقرير فقد أعلن موقع "بريتبارت نيوز" عن قراره منح 50 ألف دولار لأي شخص يقدم الفيديو للموقع. واشترط الموقع التأكد من دقة الفيديو بشكل مستقل، وأن يحتوي على النص الكامل لخطاب اوباما خلال الحفل.
وقال مدير الموقع :"شريط الخالدي مهم لفهم سياسة اوباما الخاصة بمواجهة وعزل اسرائيل. ورفضت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقديم وصف كامل لما اشتمل عليه الشريط".
واضاف :"من الضروري ان يشاهد الشعب الأميركي الشريط- ليس فقط لفهم الماضي بل لاتخاذ قرار متبصر بشأن السنوات الأربع القادمة".