«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"يديعوت احرونوت": إسرائيل حاولت اغتيال عرفات 40 مرة حتى استشهد مسموما
نشر في محيط يوم 13 - 07 - 2012

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية،اليوم الجمعة تقريرا تحت عنوان "الرئيس المسموم" تخطّى كل الخطوط الحمراء وتناول أمر التحقيقات الإعلامية العربية بشأن اغتيال ياسر عرفات.

وادّعت الصحيفة أن شارون كان يملك شريطا لا أخلاقيا ضد عرفات، وهو منحى لا أخلاقي جديد تمارسه إسرائيل على شكل دعاية سوداء ضد الزعيم من اجل تشتيت الجهود الإعلامية العربية وتحويلها من زاوية الهجوم إلى زاوية الدفاع.

وأضافت الصحيفة أنه على كل حال من الأحوال، وان كان هذا معاكس لما يصدّقه العوام فان اكبر أطباء الباثولوجي ( علم التشريح ) في إسرائيل يؤكدون أن عرفات أصيب بالسم بعد وجبة عشاء ! بعكس رواية انه مات بالإشعاع على ملابسه !.

وتساءلت الصحيفة في مستهل تقريرها ،هل اغتالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبو عمار بالسم؟ وهل سيمر وقت طويل جدا حتى نحصل على إجابة حاسمة لهذا السؤال الذي بات الأكثر انتشارا هذه الأيام؟ لكن المؤكد هنا أن إسرائيل وأجهزتها الأمنية بذلت طيلة العقود الماضية جهودا كبيرة لاغتيال أبو عمار زعيم منظمة التحرير.

وفي ذات الصدد نشر ملحق "7 أيام" الأسبوعي الصادر عن صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم 13 تموز تحقيقا مطولا تناول فيه المحاولات الإسرائيلية لاغتيال أبو عمار حتى جاء دور الحالة المرضية الغامضة التي وضعت حدا لحياته حسب تعبير الملحق الأسبوعي.

وتناول معد التحقيق الذي حمل عنوان "الهدف او ألمسموم" الصحفي رون برغمان وبالتفصيل قصة ياسر عرفات وصراعه مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تنجح في اغتياله رغم محاولاتها التي لا تعرف اليأس..وهذة مقتطفات من التحقيق:

40 محاولة اغتيال إسرائيلية لعرفات
"تفاخر ياسر عرفات في إحدى اللقاءات الصحفية معه بنجاته من أكثر من 40 محاولة اغتيال إضافة إلى عشرات المرات التي نجا فيها من الموت المحقق سواء في ارض المعركة آو في حوادث، وهناك منطقا بالاعتقاد بأن هذا الرقم يحمل الكثير من المبالغة التي أراد فيها الرئيس إضفاء هالة كبيرة على شخصيته لكن ليس هناك ادني شك بأن عرفات كان هدفا لعدد كبير جدا من محاولات الاغتيال ولسبب ما نجا منها دائما، "لعرفات الكثير من الأرواح مثل القطط"، قال ضابط استخبارات إسرائيلي رفيع واستمر هذا الوضع كما هو مفهوم حتى نوفمبر 2004 حيث وضع مرضا غامضا حدا لحياة أبو عمار.

وقد أثار التحقيق الذي نشرته الأسبوع الماضي قناة "الجزيرة" والذي أكد وفاة عرفات بمادة إشعاعية سامة تدعى "بولونيوم" مجددا السؤال الكبير من قتل مؤسس حركة فتح الزعيم الفلسطيني وهذا السؤال سيشغل لسنوات طويلة منطقة الشرق الأوسط وهناك عدد قليل جدا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

وسط قطعة صغيرة من الخبز
من المعروف أن أول مرة فكرت فيها إسرائيل باغتيال أبو عمار كانت عام 1964 حين كانت حركة فتح في بداية طريقها حيث راقب الموساد في تلك الفترة شقة سكنية بمدينة "دريمشتات" في ألمانيا الغربية لاحظ دخول وخروج قادة المستقبل الفلسطينيين منها واليها لكن اسمين من هؤلاء القادة أشعلوا الضوء الأحمر في الموساد خليل الوزير الذي حمل مع مر الأيام لقب أبو جهاد وستطاله فيما بعد يد الاغتيال الإسرائيلية على الأرض التونسية وياسر عرفات.

شغل رافي ايتان في ذلك الوقت قيادة محطة الموساد في أوروبا وتوجه ايتان في تموز 1964 الى رئيس الموساد "مائير عاميت" وطلب منه اصدار امر ل "قيساريا " وهو الاسم الحركي لوحدة الاغتيال الإسرائيلية وفقا للمصادر الاستخبارية الغربية الطلب منها اقتحام الشقة وقتل جميع من يتواجد فيها، وراسل ايتان رئيس الموساد بالاسم الحركي المعروف حينها وهو "ريمون" وقال له "يوجد لدينا إمكانية لن تتكرر للوصول الى الهدف يمكننا التنفيذ بسهولة يجب علينا قتل " القمقم " هذا وهو صغيرا ".

جاسوس من بيت لحم
"بعد حرب الأيام الستة تحولت عمليات عرفات ورجاله من عمليات هواة إلى عمليات قاتله ولكن إسرائيل ولمدة ستة أشهر لم تكن تعرف مكان تواجده حتى جاء جاسوس فلسطيني من عناصر فتح يحمل الاسم الحركي الممنوح له من قبل الشاباك "غروتيوس" تيمنا باسم الكاتب الغربي الذي صاغ قواعد الحرب العادلة في القرن السابع عشر "وسلم لمسئوله في الشاباك معلومات أفادت بان قيادة عرفات نقلت إلى البلدة الأردنية الكرامة حينها قرر الجيش التوغل في البلدة وتصفية عرفات ورجاله ولكن كما هو معروف تعقدت العملية وقتل فيها 28 جنديا إسرائيليا ونجح عرفات بالهرب من البلدة في الثواني الاخيرة.

ووصف " ليفرن" عرفات قائلا " تبخر مثل قنديل البحر" فيما نقل محقق الشاباك الذي رافق القوات المتوغله " ارية هدار " عن احد الأسرى الذين حقق معهم قوله: "لقد تنكر عرفات بلباس سيدة وفر على دراجة نارية صغيرة".

ورغم بطولة الجنود "تحول بعضهم مع الايام الى شخصيات شهيرة في اسرائيل" فان عملية الكرامة او كما يسميها الجيش الإسرائيلي عملية " التفاحة" وفقا للمعايير الاستخبارية تعتبر فاشلة بشكل واضح وجلي وإشارة مقلقة على لا مبالاة وإهمال المخابرات الثملة بانتصارالايام الستة فيما نجح عرفات بعرض العملية في العالم العربي كنصر فلسطيني فيما تحولت مهمة اغتياله الى اولوية عاجلة ملقى على عاتق اجهزة الامن الاسرائيلية .

رائحة القنبلة
طرد رجال المنظمة عام 1970 من الاردن واستقروا في لبنان ونجا عرفات مرة اخرى واستقر في بيروت وقال ابو اياد في كتابه بان اسرائيل حاولت اكثر من مرة قتل عرفات فو انتقاله الى بيروت " طلب الموساد من احد عملائه تثبيت جهاز تعقب او تنصت على سيارة عرفات من نوع فولفو وكانت الفكرة تقوم على تعقب طائرات إسرائيلة للاشارة الصادرة عن الجهاز وتطلق وصاروخا على سيارة عرفات " قال ابو اياد .

وقال عرفات نفسه "اعتقد اول مرة تعقبتني فيها الطائرات الاسرائيلية بان الامر سوء حظ فقط او صدفة لكن فهمت بانهم يمتلكون وسائل لتعقب تحركاتي وبصفتي مهندس فتشت السيارة ووحدت الجهاز ".

ولهذه القصة لا يوجد أي تأكيد من الجانب الاسرائيلي وقال احد الذين خدموا في سلاح الجو الاسرائيلي في تلك الفترة ان اسرائيل لم تكن تمتلك مثل هذه التكنولوجيا حينها وفي تلك الفترة استخدمت المخابرات الاسرائيلي طرقا اكثر تقليدية مثل المغلفات الطرود المفخخة .

وعاد ابو اياد ليؤكد بان عميلا اسرائيليا مندسا في المخابرات العراقية ارسل لعرفات ظرفا مفخخا قائلا " لقد كانت رسالة رسمية جدا لا يفتحها في العادة غير ياسر عرفات وقد وصلت اثناء حضور عرفات اجتماع بكبار قادة المنظمة فتركها عرفات على احدى الطاولات وواصلنا الحديث ولم يعط حينها اية اشارة بانه يشك في الرسالة وفجأة توقف عن الحديث وقال لنا " خذوا هذا الشيء من هنا انها عبوة ناسفة انني اشم رائحتها" وحين فتحت الرسالة على يد رجال الهندسة سمع دوي انفجاركبير كان بامكانه قتل جميع من حضروا الاجتماع ".

الاسم الرمزي : السمك المالح
كان عرفات احد أهم أهداف حرب لبنان الاولى وفورا مع تقدم القوات الاسرائيلية نحو بيروت اقام رئيس الاركان رفائيل ايتان قوة مهام خاصة اطلق عليها الاسم الرمزي " السمك المالح" مهمتها مساعدة رجال الموساد في تعقب وتحديد مكان عرفات وقتله .

ووقف على رأس قوة " السمك المالح " القائد السابق لدورية الاركان " سيرت متكال" الجنرال عوزي ديان وفي وقت لاحق انضم لقيادة القوة موشيه يعلون وبذل افراد القوة حتى خروج القوات الفلسطينية من بيروت جهودا كبيرة لتعقب وقتل عرفات وتركّزت معظم جهودها في مراقبة سرية للدائرة الضيقة المحيطة بياسر عرفات لتحديد موقعه وفور حدوث ذلك ارسال طائرة لقصف وتدمير المكان وفي احدى المرات وجهت اليه طائرتين حربيتين قصفتا المبنى الذي كان يتوجد فيه ودمرتاه بشكل كامل حتى الأساس لكن عرفات خرج منه بضربة حظ دقائق معدودة فقط قبل الهجوم وفي مرة اخرى نجت القوة بتحديد شقة ترتفع مع مستوى الارض شارك عرفات في اجتماع عقد فيها فوجه رجال القوة الجوية الاسرائيلية قنبلة موجه لشباك الشقة لكنهم اخطئوا واصابوا مبنى مجاور واصيب عرفات بجراح خفيفة لكنه نجا مرة ثانية.

واستمرت هذه العمليات حتى توقيع اتفاقية خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت مقابل سحب اسرائيل لقواتها خارج بيروت وهناك من قال بان فرصة اغتيال عرفات اثناء الخروج لا يوجد افضل منها لكن بيغن رفض ذلك خوفا من ردة الفعل الامريكية كون الولايات المتحدة كانت طرفا في الاتفاق .

وهكذا بقيت وحدة " السمك المالح " في بيروت وتمركزت مع رجال الشاباك والموساد على سطح شركة النفط اللبنانية القريبة من الميناء وقال احد رجال الشاباك ممن كانوا ضمن القوة المذكورة مستعيدا الاحداث " شاهدنا قافلة سيارات كبيرة تسير بعيدا عنا وتوقفت القافلة بالقرب من رصيف الميناء وفجاة شاهدنا الكوفية المشهورة على رأس المطلوب رقم "1" وقد لاحت من احدى السيارات وهنا قال لنا قائد القوة بانه يمكننا ان نحلم على الشيء الحقيقي فقط لانكم تذكرون ما قاله البولندي ويقصد " بيغن " ويجب علينا تنفيذ اوامره وعدنا في ذات اليوم لإسرائيل لا نحمل غير الصور ".

وسلم بيغن صورة عرفات التي التقطت عبر منظار البندقية للأمريكيين 24 ساعة بعد التقاطها حتى يثبت لهم مدى التزام اسرائيل بما تعهدت به وفي تلك اللحظة كان ابو عمار على بعد مئات الكيلومترات لا يعرف بان حياته قد انقذت مرة اخرى .

الدم والكراهية
مع اقامة قيادة منظمة التحرير في تونس ازيل اسم عرفات عمليا من قائمة الاغتيالات الاسرائيلية وبقي قائدا سياسيا لا يمكن المساس به حتى اندلاع الانتفاضة الثانية حيث قال قادة الاستخبارات العسكرية خلال تلك الفترة " تمتع عرفات بهذا الوضع عالميا وإسرائيل لا يمكنها اغتياله دون ان تدفع ثمنا دوليا باهظا اضافة لاننا لم نعتقد بان اغتياله سيأتي علينا بالفائدة الكبيرة ".

عاد عرفات للمناطق بعد توقيع اتفاقية اوسلو وتحول الى قائد للسلطة الفلسطينية واعتبر حتى 2001 شريكا سياسيا شرعيا لكنه غير محبوب ولم يفعل الكثير لمواجهة الارهاب لكنه لا يزال شريكا وحتى اندلاع الانتفاضة الثانية ايلول 2000 لم تغير بشكل فوري النظرة الاسرائيلية لعرفات حتى دخل شارون مكتب رئيس الوزراء.

شارون الذي واصل كراهية واحتقار عرفات طيلة السنوات الماضية رأى به جزء من المشكلة وليس جزء من الحل وبدأت مع بداية عام 2001 النقاشات داخل اسرائيل والمتعلقة بالسؤال ماذا نفعل مع الرئيس؟ وكان هناك من ايّد المساس به لكن شارون لم يوافق خشية ردة الفعل الدولية ولكن وحين اشتد الارهاب في ابريل عام 2002 نفذت اسرائيل عملية السور الواقي وحاصرت المقاطعة وعرفات موجودا بداخلها .

وخشيت امريكا كثيرا من قيام اسرائيل باغتيال عرفات او المساس به وقال رئيس قسم التخطيط " غيور ايلند " طلب الامريكيون منا وعدا واضحا بعدم المساس بعرفات وإسرائيل قدمت هذا الوعد ومقابل ذلك خففت الولايات المتحدة كثيرا الضغط الدولي الممارس علينا والمتعلقة بإقامة لجنة تحقيق بادعاءات وقوع مجزرة في مخيم جنين ".

واكتفت اسرائيل بمحاولة اقناع العالم بان عرفات لم يعد زعيما شرعيا " وساعدت عملية ضبط سفية السلاح كارين أي بهذا الامر" ووفقا لاقوال بعض الاوساط وفي سياق هذه الجهود درس شارون احتمالية تنفيذ عملية اغتيال لكن من نوع مختلف تماما وهي نشر شريط فيديو معين تمتلكه اسرائيل " حسب ادعاء معد التقرير.

ويدور الشريط عن تصوير سري نفذه جهاز المخابرات الروماني نهاية سنوات السبعينيات حين كانت تربط عرفات وشاوشيسكو علاقات جيدة .

يجب ان نطيره
واصلوا في اسرائيل التفكير طلية الوقت ماذا يفعلوا بعرفات وكان هناك انقساما في الاراء هناك من اعتقد بضرورة قتله علنا وهناك من اعتقد بقتله سرا بشكل لا يربط مقتله بإسرائيل وهناك من اعتقد بابعاده وطرده وهناك من قال يجب ان يتركه يتعفن داخل المقاطعة.

دارت محادثة بين شارون ورئيس الاركان موفاز كان مقدرا لها ان تكون سرية تلت عملية فلسطينية قاسية لكنهم جلسوا بجانب مايكروفون ضمن مناسبة عامة دون ان يعلموا بان الطاقم التلفزيوني العام مع القناة الثانية اتصل مع المايكروفون ويقوم بتصوريهم عن بعد وسجل لهم المحادثة التالية:
موفاز : يجب علينا ان نطيره
شارون : ماذا؟
موفاز : نطيره
شارون : اعرف
موفاز : علينا استغلال الفرصة الان ولن تتوفر فرصة اخرى الان اريد ان اتحدث معك
شارون : حين يفعلون ........ لا اعرف باي طريقة ستفعلون ذلك هذا " وقح" لكنكم تخدرون الجميع.
موفاز : نحن نجلس للتفكير بهذا الامر وعلى كل حال هذا سيكون اشكاليا هناك.. هذا ليس سهلا.
شارون : " ياخذ شكلا جديا " يجب الحذر .
ما معنى هذا الحوار الغريب؟ اعد الجيش مخططا احتياطيا يتعلق بكل امكانية للمس بعرفات قائد سلاح الجو دان حالوتس الذي ايد فكرة ابعاد عرفات واكتشف جزيرة صغيرة قرب الساحل اللبناني اعتقد بامكانية ابعاد الرئيس اليها مع اثنين من مساعديه وقليلا من المؤن وبعدها الإعلان للعالم عن المكان الذي ابعدته اسرائيل اليه ووفقا لهذا الفكرة كان من المفترض ان تسيطر وحدة مشاة مختارة على المقاطعة وصولا الى غرفة عرفات ودرست اسرائيل امكانية تخديره وهذا ما يفسر كلام وتفوهات شارون مع موفاز حول " التخدير" وليس المقصود منها اغتيال هادئ بل تسريب غاز مخدر الى داخل المقاطعة قبل اقتحامها .

وعقد قائد سلاح الطب الرئيس في الجيش الجنرال حازاي ليفي سلسة من المشاورات انتهت بوضع خطة لضمان اطباء كبار في الجيش عدم تتضرر عرفات خلال عملية الاقتحام ونقله جوا الى جزيرة المنفى لكن شارون وفي نهاية الامر رفض الخطة كاملة والسبب بانه يفضل عرفات داخل المقاطعة محصورا بعدد من الغرف الحقيرة على عرفات يقود حكومة منفى في الخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.