القدس المحتلة: بعد مرور حوالي سبع سنوات على استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، زعم مسئول اسرائيلي أن عرفات لم يمت مسموما بايعاز من رئيس الوزراء الأسبق ارئيل شارون. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن المحامي دوف فايسجلاس،مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون، قوله " إن شارون فعلا كان يكره عرفات، ورأى فيه أكبر أعداء إسرائيل وأنه يشكل حاجزا أمام أي اتفاق، وبالتالي أصر بشكل منهجي على عدم الاجتماع به، ولكنّه لم يتناول قضية اغتياله جسديا" وقال المحامي فايسجلاس "إن شارون فعلا كان يكره عرفات، ورأى فيه أكبر أعداء إسرائيل وأنه يشكل حاجزا أمام أي اتفاق، وبالتالي أصر بشكل منهجي على عدم الاجتماع به، ولكنه لم يتناول قضية اغتياله جسديًا، على حد تعبيره. أما عن همسة موفاز بأنه يجب اغتيال عرفات، فاعترف المسؤول الإسرائيلي بأن شارون سمع، ولكنه تجاهل". وتابع المسئول: "نظرة شارون لعرفات كانت معروفه، إنه جعل من الحرب السياسية عليه حربا مقدسة، ولكنه رفض المس به جسديا، كان مهما بالنسبة لشارون عزل عرفات خلال الانتفاضة الثانية، ولكنه لم يوافق بأي حال من الأحوال على المس به جسديا". ويذكر ان عندما الشهيد عرفات ارتقى في ظروف غامضة يوم الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2004 في المستشفى العسكري الفرنسي "فال ديجراس" بالعاصمة باريس. وذكرت "هآرتس" ان دوف كان على اطلاع واسع بجميع المواد السرية والحساسة، ومقربا جدا من شارون، زاعما أن تصريحه هو بمثابة نسف لنظرية المؤامرة التي تبناها الفلسطينيون منذ استشهاد عرفات. ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ البداية بدأ الفلسطينيون يفحصون النظرية القائلة إن الرئيس عرفات توفي إثر دس السم في وجباته الخاصة عن طريق المخابرات الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة ان الفلسطينيين اعتمدوا على عدد من الحقائق: أولا أن شارون رأى بعرفات عدوا شرسا وأن الدولة العبرية حاولت اغتياله عشرات المرات، لكنها فشلت في إخراج مخططاتها إلى حيز التنفيذ، والحقيقة الثانية هو الحديث الذي دار بين شارون ووزير حربه، شاؤول موفاز، عندما اعترضت إسرائيل سفينة "كارين إي"، حيث همس موفاز في إذن شارون إنه يجب التخلص من عرفات، دون أن يعلم بأن كاميرات التلفزيون التقطت الحديث، أما الحقيقة الثالثة، التي اعتمد عليها الفلسطينيون، فكانت ما كتبه صحفي البلاط، التابع لشارون قلبا وقالبا، أوري دان، والذي قال بصريح العبارة إنه تمت تصفية عرفات بأوامر من شارون. وساقت الصحيفة قائلة "إن دس السم لقتل الفلسطينيين من قبل الإسرائيليين هو ليس أمرا جديدا، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، تم اغتيال الدكتور وديع حداد، من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من قبل الموساد الإسرائيلي، عن طريق إرسال الشيوكولاتة التي كان يحبها، وبعد أن أكلها أصيب بمرض سرطان الدم، ومات عام 1978 في مستشفى بألمانيا الشرقية، وقبل عدة سنوات اعترف الموساد بأنه كان وراء عملية الاغتيال عن طريق دس السم". وكشفت الصحيفة أن إسرائيل كرست جهودا كبيرة لاستهداف الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال اجتياح بيروت عام 1982 لكنها فشلت في رصده إلا في يومه الأخير وهو يستقل السفينة التي أقلته والمقاتلين الفلسطينيين إلى تونس. وجدير بالذكر ان الحكومة الفرنسية أصدرت بيانا غامضا وضبابيا حول أسباب الوفاة، والتي أدت في ما أدت إلى ازدياد الشكوك حول ظروف موته. وزاد قائلا إن الأطباء الفرنسيين ومديري المستشفى رفضوا التعقيب على توجه الصحيفة الإسرائيلية، ولكنه أضاف أن مسؤولا إسرائيليا المطلع على تفاصيل القضية أكد للصحيفة على أن عرفات مات نتيجة لمرض سرطان الدم، وأن الأطباء أهملوا في علاجه.