دعت صحيفة "ذي فاينان شيال تايمز" البريطانية الصادرة اليوم "الثلاثاء" واشنطن ودول القارة الأوروبية إلى عقد اجتماع مع الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي كخطوة "رمزية" تحفظ ماء الوجه وتحمى المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط. واعتبرت الصحيفة - في سياق تعليق نشرته اليوم وأوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - أن انتخاب الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر بداية لعصر عربي -إسلامي في الحكم بعد فوز الأحزاب الإسلامية في العديد من دول الربيع العربي مثل : حزب النهضة التونسي، وحركة حماس الفلسطينية من قبله ويكرس لدور الإسلام السياسي في الحكم في مرحلة ما بعد الربيع العربي..
مؤكدة أنه حان الوقت لكي تقر واشنطن بهذه الحقيقة والاعتراف بالإسلاميين ممثلين شرعيين لمجتمعاتهم.
ورأت الصحيفة أن المصالح الأمريكية والأوروبية القومية على حد سواء ستتحقق على أكمل وجه إذا ما عمد كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى احتضان مرسي كزعيم شرعي لمصر.
وأردفت الصحيفة تقول إنه يتعين على القوى الغربية أن تعقد خلال ال100 يوما لمقبلة اجتماعا مع مرسي للتباحث ومناقشة مستقبل علاقاتها مع مصر وتقييم مدى التزام مرسي واحترامه لبنود اتفاقية السلام الموقعة بين بلاده وإسرائيل عام 1979واستكشاف حدود برجماتيته حينما يتعلق الأمر بما إذا كان سيدفع إلى تبني الشريعة الإسلامية كأساس لحكم البلاد أم لا.
ولفتت صحيفة ذي فاينانشيال تايمز إلى أن اجتماعات مثل هذه من شأنها أن تبعث برسالتين "واضحتين" إلى شعب مصر وشعوب سائر دول العالم العربي تتمثل أولاهما : في أنها ستظهر مدى التزام الغرب بعمليات التحول الديمقراطي التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط مهما اختلفت هوية من جاءت به صناديق الاقتراع ضمن عملية انتخابية نزيهة.
وثانيا : أنها ستوضح - بحسب ما قالت الصحيفة - أمام أعين العالم بأسره أن مرسي- وليس قادة المجلس العسكري الذي تولى حكم البلاد بعد الإعلان عن تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير العام الماضي - هو لسان حال الشعب المصري.
ورأت الصحيفة - في ختام تعليقها - أن السبيل الوحيد لضمان نجاح ولاية مرسي كرئيس لمصر خلال المائة يوم الأولى يكمن في مساندته ومعارضة محاولة العسكري الاحتفاظ بالسلطة، على حد وصفها..
مشددة على ضرورة أن يثبت مرسي بدوره، بالأفعال لا بالأقوال، أنه رئيس لكل المصريين وأن يقوم بتشكيل حكومة توافقية ممثلة لكافة أطياف الشعب المصري وأن يمد جسور التواصل مع قادة العالم.