القطيف: طالب كتاب ومثقفون في المنطقة الشرقية بتكريم الشاعر محمد سعيد الخنيزي على مستوى الوطن لإسهامه في رفد الحركة الشعرية السعودية. جاء ذلك في تكريم منتدى حوار الحضارات بمحافظة القطيف أول من أمس في أمسية شاعرية حضرها عدد من رجال الثقافة والفكر والأدب. وقال راعي المنتدى فؤاد نصرالله كما نقلت عنه صحيفة "الوطن" السعودية ضرورة الاحتفاء بالشاعر الخنيزي الذي ظل يمارس الكتابة الشعرية لأكثر من سبعين عاما، متخذا قلمه فعلا إنسانيا راقيا، على حد قوله. وأشار الكاتب خليل الفزيع إلى أن الخنيزي انفرد بين أقرانه بشعره عن مراحل حياته، وقال: غلبت على شعره الرومانسية المعبرة بإيحاءاتها الخلابة وجسدت بعض قصائده جانبا من الرومانسية الحزينة، كما اشتهر بقصائده العصماء والقومية. وتحدث المحتفى به في فقرة مسجلة عن حياته الشخصية وقصته مع الشعر، وقال: بدايتي الأدبية في عام 1939 والتي كان فيها الفضل لوالدي الشيخ علي أبوالحسن الخنيزي الذي اهتم بتلقيني العلم منذ الصغر، حيث درست النحو والمنطق، ثم اتجهت للشعر وكتبت أبيات في الطفولة ذلك العالم الرقيق والملاك الطاهر النقي وعرضتها على والدي وأصلحها، كتب بعدها بيتين في الغزل لكنني لم أعرضها على أبي استحياء منه، وأضاف: فوجئت بقرار والدي الصارم الذي دعاني في البداية بالاهتمام بالعلم، وقال لي: "الشعر فطره، والعلم يحتاج لرياضة" ونصحني بأن لا انشغل بالشعر في بداية حياتي حتى أنهي دراستي، ولكنني داومت على الكتابة سرا، فالشعر عندي تفاعل نفسي ولا يمكنني كتابة شعر دون إيحاء نفسي بذلك. يذكر أن الخنيزي ولد عام 1925، أصيب في السادسة من عمره في عينه، وعندما بلغ السابعة من عمره أدخله أبوه الكتاب، وواصل دراسته العلمية، وامتهن المرافعة في القضايا التي تنظر فيها المحاكم الشرعية. أصدر عددا من الكتب بلغ 14 مؤلفا ما بين ديوان شعر ودراسة نقدية وكتابة تاريخية؛ كما جمع بين الأدب والشعر والمحاماة. يقول لزوجته حين ذهبت للعلاج في أمريكا واصفا حالته: إيه يا ذكريات لا تعبري الأمس وظلي وراء هذا الضباب جئتني والحياة انقاض احلام تهاوت في موجة من سراب وانا وحشة بصمت رهيب في ليالي الشتاء وسط الوجيب الليالي تمر ظلا ثقيلا في حياة مملة في رتيب لا ارى غير عالم من فراغ انا فيه اعيش مثل الغريب ذكريات تمر تعصر قلبي فإذا الدمع من فؤاد كئيب فحبيب خلف البحار يعيش الآن في موجة الضناء العصيب ضمد الله جرحه وشفاه كان ربي في عون هذا الحبيب فيزيل الإله محنة قلب عاش في وحدة بغير ربيب