تمر اليوم - الخميس - الذكرى 62 لرحيل شاعر الجندول " الملاح التائه"علي محمود طه، أول الشعراء الثائرين على وحدة القافية، ووحدة البحر العروضى. ولد الشاعر الراحل بمحافظة الدقهلية في 3 أغسطس سنة لأسرة متوسطة الحال بمنطقة " سوق الخواجات" بمدينة المنصورة، وقد أُطلق على الشارع الذي يقع فيه البيت اسم شاعرنا الكبير، ولا يزال البيت على حاله حتي اليوم. والتحق طه بمدرسة الفنون التطبيقية، وتخرج فيها عام 1924 ليعمل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة، وعين آخر الأمر وكيلا لدار الكتب ليتفرغ للشعر والإبداع وتوفي في نفس هذا اليوم عام 1949 إثر مرض مفاجئ "شلل نصفي مفاجئ" لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة. أصدر العديد من الكتابات والدواوين منها:الملاح التائه، وميلاد الشاعر، والوحي الخالد، وليالي الملاح التائه، وأرواح وأشباح، وشرق وغرب، وزهر وخمر، وأغنية الرياح الأربعة، والشوق العائد. كما طُبعت أعماله الكاملة في بيروت. يذكر أن علي محمود طه من أعلام مدرسة أبوللو التي أسست للرومانسية في الشعر العربي ويقول عنه أحمد حسن الزيات "كان شابًّا منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك". كما يرى د.محمد عناني أن"المفتاح لشعر علي طه هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب – إن القصيدة بمثابة فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان على محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا. وتعد قصيدة "فلسطين" من اشهر قصائد علي محمود طه، والتي يقول فيها: أخي، جاوز الظالمون المدى.. فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفِدا أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبةَ ..مجد الأبوَّةِ والسؤددا؟