عبدالرحمن العشماوي يشدو بأجمل قصائده في قطر

الدوحة: استقبل المسرح الوطني بقطر أمس رمز الشعر العربي الإسلامي الأصيل، الشاعر الكبير عبدالرحمن العشماوي، وذلك بحضور وزير الثقافة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وعدد من الشعراء والمهتمين وعشاق الشعر، وقدم الأمسية الشعرية الدكتور يوسف محمود الصديقي.
في هذه الأمسية أتحف الشاعر عبدالرحمن العشماوي الحاضرين بقصائد جمعت بين الجمال والصدق والحماس والإيمان والأمل، فبدأ بقصيدة كان مطلعها:
قالت يا من ترسل الأشعار
ولمن تسوق حروفها أنهارا
ولمن تقدم شيحها وخزامها
وتزف بكلماتها الأزهار
وإلى من تطرز ثوبها
وإلى متى تسامر ليلها ونهارا
ووفق صحيفة "العرب" القطرية أبحر الشاعر بعشاق الشعر في بحر قصيدة جميلة حاور فيها البحر بكل أسراره وسحره، فأنشد قائلا:
ترى، أيَّ سرٍّ أيها البحر تكتمُ؟
وموجك هذا، كيف يدنو ويحجمُ؟
ولثمك هذا للشواطئ، لم يزل
يحيرني، ماذا بربك تلثمُ؟
أهذا حديث الشوق في قلبك الذي
يُعاني، فهذا الموج عنه يُترجمُ؟
أهذي أهازيج الغرام تصوغها
بها الموج في دوح الهوى يترنمُ؟
أهذا نداء منك يا بحر ينطوي
على حسرةٍ في قلبك الحُرِّ تُضرمُ؟
إلى أن خاطب البحر منشدا:
ألا أيها البحر المدلُّ بعمقه
رويداً، فعمق الحب في القلب أعظمُ
لدي من الصبر الجميل ذخيرةٌ
ولكن خيل الذكريات تحمحمُ
أتعرفني يا بحر؟، إن كنت جاهلاً
بأمري، فإن الموج بالحب أعلمُ
ومن قصائد الشاعر الكبير التي نالت إعجاب وتفاعل الجمهور، قصيدته الشهيرة "رسالة إلى أوباما"، والتي ننقل منها هذه الأبيات:
قُُلْتَ: السَّلامُ فهلْ جَلَبْتَ سلاما
لعراقنا والقُدْسِ يا أوبَامَا؟!
قُلْتَ: السَّلامُ فَهَلْ حَمَيْتَ صغارَنا
من أَهْلِ وُدِّكَ هل أَزَلْتَ رُكَاما؟!
أَحَمَيْتَ غزَّةَ من قذائفِ ظالمٍ
قَطَع الرؤوسَ وأحرقَ الأَحلاما؟!
وفي هذه القصيدة الرسالة قال أيضا:
شكراً فإنَّ الشُّكْرَ من أخلاقنا
يغدو علينا واجباً ولِزَامَا
أمَّا الحقيقةُ فهي خَلْفَكَ، كلَّما
سارتْ أماماً سِرْتَ أنتَ أمَامَا
أنَّى تَرَاها وهي خَلْفَك دُوْنَهَا
وَهْمٌ ومقلةُ مُخْبِرٍ تَتَعامَى؟!
جدير بالذكر أن الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي من مواليد قرية عراء في منطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية عام 1956م، حاصل على شهادة الدكتوراه من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة.
ويعد الدكتور عبدالرحمن العشماوي من كبار شعراء الأمة الإسلامية المعاصرين، فهو صاحب القصائد التي تدعو إلى نهضة الأمة بأسلوب حماسي ولهجة صادقة.
وللشاعر العشماوي دواوين كثيرة نذكر منها: إلى أمتي، صراع مع النفس، بائعة الريحان، مأساة التاريخ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر، إلى حواء، عندما يعزف الرصاص، شموخ في زمن الانكسار، وغيرها.