أ ش أ - اعتبرت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن التفجير الانتحاري الذي وقع الاثنين، في العاصمة اليمنية صنعاء، أظهر قدرة تنظيم القاعدة في اليمن على الامتداد جغرافيا بعيدا عن نطاق نفوذه في جنوب البلاد ليثبت بذلك قدرته على اختراق "أكثر الأهداف العسكرية دقة". وصنفت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت- ذلك الهجوم الذي استهدف قوات يمنية خلال تدريبات عرض عسكري في قلب صنعاء، "بأكثر الهجمات الإرهابية تدميرا يشهدها اليمن منذ سنوات".
وأشارت الصحيفة إلى أن العاصمة اليمنية ظلت لمدة أشهر في منأى عن حلقات العنف التي اجتاحت مناطق أخرى من اليمن في ظل تمركز الجماعة التي تستهدف عناصر الجيش اليمني والقوات الأمنية اليمنية في مناطق الجنوب حيث تمكنت الجماعات الإسلامية المتشددة من الاستيلاء على بقع عدة من الأراضي في تلك المنطقة من البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
ورأت الصحيفة أن الهجوم قد أجج المخاوف إزاء احتمالية تسلل عناصر التنظيم في اليمن إلى الجيش اليمني المنقسم بفعل التوترات السياسية التي تلت ثورة الشعب اليمني العام الماضي، لافتة إلى أن الهجوم يعيد للاذهان بشكل أو بآخر حلقات العنف الدامية التي شهدتها باكستان تزامنا مع قرار إسلام آباد وواشنطن الاصطفاف سويا لمجابهة ومحاربة الجماعات الإرهابية.
وأردفت واشنطن بوست تقول: "إن إدارة الرئيس أوباما تنظر إلى القاعدة في اليمن بوصفها "تهديد رئيسي" لأمن بلادها، مشيرة إلى أنه سبق وأن اشتبه في وقوف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وراء مخطط تفجير طائرة "ديترويت" عام 2009 ومخطط أخر عام 2010 لارسال طرود مفخخة إلى شيكاغو عبر طائرة شحن و المخطط الأخير لإرسال انتحاري على متن طائرة أمريكية والذي تم الكشف عنه الشهر الماضي".
واستهدف التفجير الانتحاري بميدان السبعين في العاصمة اليمنية الاثنين، عرضا عسكريا لوحدات من الأمن والجيش وأسفر عن مصرع مائة جندي، بالإضافة إلى 300 جريح، فيما أعلنت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجير .