خرج بعض علماء الأزهر بأفعال تناقض المبادئ الإسلامية السمحة ، وانتشرت الفتاوى من غير أهلها معلنة الحرب علي كل ما هو إسلامي راسخ في عقيدتنا ، ووصل الأمر إلي التكفير وإنكار الفرائض وانتهاك الحرمات والمقدسات وغير ذلك الكثير. فكيف يرتضي الأزهر بمحاربة نفسه ناسيا أن هناك عناصر خارجية تريد إسقاطه ، بل وتحارب الإسلام نفسه والمسلمين ، فالأزهر الشريف كقيادات وأعضاء وشيوخ تشكله يعتبر بالنسبة لنا نحن المسلمون رمزا لتمثيل الدين في شتي الأنحاء ولاسيما التي لا تعرف عن الإسلام إلا النذر اليسير أو قل عدم المعرفة به أصلا.
وكنا منذ زمان نسمع غير المسلمين يسيئون ويرمون التهم والافتراءات علي الإسلام وتعجبنا كثيرا لما يقولونه مما يناقض طبيعة الدين ، فإذ بنا الآن نتلقى الافتراءات والتهليلات المؤسفة والمسيئة للدين من أهله أنفسهم ، من رجال دين توغلوا فيه بغير أهلية لذلك ونجد في المقابل صمتا من قيادات فاعلة ممثلة للأزهر تجاه المسيئين ، ولكن إلي متي؟!.
وحقيقة ،بدأ الأزهر الشريف يحارب نفسه عندما خرجت عناصر تمثله بأفعال وتصريحات وفتاوى تحسب يقينا خروجا عن دور الأزهر في تمثيل الإسلام ومبادئه الكريمة ،فقد سمعنا كلنا عن الفتاوى التي تخرج من الحين للآخر تغير ما فطرنا عليه الإسلام آخرها فتوى من خطيب بمسجد بالإسماعيلية يقولها صراحة – وهو غير أهل لذلك- أن من لا ينتخب محمد مرسي رئيسا لمصر فهو "كافر".
والأصعب من كل هذا وذاك أننا نجد عناصر خارجية من دول أوربية، تصرح علي الملأ أنها تنوي إبادة الإسلام والمسلمين ، بل وتعد لذلك بكل ما أوتيت من قوة وتدرب رجالها ليل نهار علي معاداة الإسلام، ودولة إيران التي أقدمت علي تجسيد شخصية النبي صلي الله عليه وسلم، علي أن من يمثله فنيا لايرقي أن يكون أحد من عايشوا الكريم صلي الله عليه وسلم فإذا به يجسده بلا خوف ولا رادع من الدول الإسلامية التي تناست ما يدور حولها من مؤامرات تستهدف قدسية الإسلام.
علي الرغم من أن إيران تنتسب – وللأسف- للدول الإسلامية إلا أنها لم تكتفي بشن هجوم فني علي الأنبياء الكرام بتجسيد شخصياتهم في أعمال درامية، وسارعت إلي طبع نسخ من التفسير القرآني الذي رفض الأزهر التصديق عليه لاعتماده علي الشعر كأسلوب للعرض، ما اعتبر أنه إساءة لكتاب الله بل إساءة لذاته سبحانه وتعالى كما أن هذا النظم الشعري يشوه المعاني القرآنية تشويها ينزل ببيانها الرباني إلى لغو سخيف.
وهنا لنا وقفة ، فكيف يرفض الأزهر الشريف مثل هذا النوع من الدراسات المعتمدة علي الشعر ، ويوافق علي منح الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون وبتقدير عام "امتياز"، مع أن الدراسة التي قدمها الشيخ تزعم أن الحجاب ليس من الفريضة ولم يصرح القرآن بلفظ "غطاء الرأس"، لذلك هو ليس من الفريضة ؟!.
وإن كان مقدم الرسالة قد نسي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أوضح بوحي من ربه ما لم يوضحه لنا القرآن لفظا أو معنا أو حكما ، فهل نسي ذلك الأزهر الشريف ليقر علي إعمال العقل البشري المحدود فيما فطرنا عليه الله تعالي من أمور ديننا ؟!
نحن كمسلمين نطالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بما له من سلطة نافذة وقاعدة إسلامية متبصرة أن يحد الحدود لما يحدث من مهازل تسيء إلي ديننا الحنيف وتطبع عليه طابع الأديان المستهان بها والتي لا ترتكز علي حق لتدافع عن نفسها ، فكفانا إظهار اللامبالاة والاستهتار واختيار الترفع عن الرد كوسيلة لبيان موقفنا ممن يضاهون أعدائنا عدوانا علي ديننا الذي ارتضاه الله لنا وآمنا عليه لندافع عنه .
وختاما ، نصر ونؤكد أن الأزهر الشريف بدأ يحارب نفسه علنا ، وبدأت مصداقيته تتراجع وأهدافه التي اشتهر بها تتحول وتتدهور، وساد الحزن والإحساس بخيبة الأمل الأرجاء الإسلامية أجمعها لما تراه من تخاذل أزهري وتعنت واضح تجاه ما تمر به مصر من سوء أحوال تمس الدين ولا تمثله ولا ترضي ربه بأي حال من الأحوال.