دمشق: ضمن سلسلة أربعاء تريم الثقافي حضرت المهندسة ريم عبد الغني رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث محاضرة للدكتور بدر عمر الدفع الأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" تحت عنوان "البعد الثقافي في التنمية". وبحسب جريدة "تشرين" تحدث د. الدفع عن واقع الثقافة في منطقتنا العربية موضحاً "أن الشعب العربي ينتسب إلى أمة عظيمة لعبت دوراً في التقدم الإنساني في حين كانت مجتمعات أخرى غارقة في الجهل والتخلف". وبين الدفع أن هذا التحول الكبير في مسار الأمة لعب دوراً مؤثراً في حدوث ما يسمى "الانقطاع المعرفي" وإعاقة التراكم الثقافي والحضاري، بحيث أصبح يشار إلى أمتنا رغم هذا الموروث الثقافي الهائل كأمة متخلفة ما جعل البعض يطلق أحكاماً جزافية، معتبراً أن قياس التنمية والتقدم الحضاري يتم وفق النموذج الغربي ومنجزاته في التقدم الصناعي، والبعض الآخر يدعو إلى إحداث قطيعة كاملة مع كامل الموروث الثقافي العربي بحجة أنه يشد الأمة إلى الخلف ويعوق عملية تقدمها ونموها، وآخرين ينادون بضرورة العودة إلى هذا الماضي وتمثله بالكامل للوصول إلى تقدم مجتمعاتنا وتنميتها. ويرى المحاضر أن جميع هذه الدعوات خاطئة، موضحاً أن أي بحث حول الثقافة العربية والبعد الثقافي في التنمية ومهما كثرت المحاولات لتغيير مسار التاريخ يبقى الشرق الأوسط مهد الحضارات وملتقاها، كما يبقى منبعاً لثروة ثقافية استثنائية جعلت منه مركزاً للتنوع والصراعات على حد سواء. ويستشهد الدفع بتاريخ سورية، ودمشق خاصة بأنها الأقدم والأعرق. يوضح الدفع أن الأمة العربية تعاني من أميتين: أمية أبجدية "عدم معرفة القراءة والكتابة"، وأمية معرفية ناتجة عن انحسار عادة القراءة والمتابعة العلمية والمعرفية والمهنية التخصصية من المتعلمين وشرائح من المتخصصين والمثقفين والمبدعين. كما يوضح أن الثقافة باعتبارها حضارة وأسلوب حياة تعني كل الجوانب المعيشية اليومية للشعوب، وهذا المفهوم لا يتوقف عن التوسع، وهو يكتسب أبعاداً جديدة كل يوم.