الجزائر: نظم المجلس الأعلى للغة العربية ندوة حول ''الرواية الجزائرية بين ضفتي المتوسط''، وذلك في فندق ''الأروية الذهبية''. وبحسب مسعودة بو طلعة بجريدة "الخبر" الجزائرية أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية محمد العربي ولد خليفة في كلمته الافتتاحية، أن اختيار الموضوع جاء بعد الشهرة الكبيرة والانتشار الواسع لهذا النوع الأدبي واستحواذه على أغلب الجوائز العالمية، بالإضافة إلى تحقيقه أعلى المبيعات في سوق المقروئية العالمية، معرّجا على واقع الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، حيث اعتبر أن اللغة الفرنسية كانت سلاحا مؤقتا استخدمته النخبة الجزائرية للدفاع عن القضية الوطنية، إذ تساءل: هل أن انسحاب الاحتلال المباشر قلل من آثار ما أسماه ''جرح الذاكرة الدامي لأن الفرنسية كانت أداة قهر وإقصاء وإذلال''؟ مواصلا تساؤله: هل هذا الجرح هو الذي خلق النقاش في جزائر اليوم والشرخ القائم بين المثقف باللغة العربية والآخر بالفرنسية؟. وطالب في الصدد ذاته بالتحرّر من الشعارات والأحكام والتعميمات كوصف ''مفرنس'' و''معرب'' أو مصطلح ''فرانكفوني'' أو ''عروبي'' لأنها تحمل ثقل جرح الذاكرة، داعيا الصحافة الوطنية إلى المساهمة في التقليل من هذا الانشطار الثقافي اللساني في صفوف النخبة، حتى تكون هناك صحافة جزائرية وفقط. وقد طغت على النقاش في الجلسة الصباحية، قضية علاقة اللغة بالهوية الوطنية، حيث انقسم المتدخلون إلى قسمين، واحد يعتبر اللغة الفرنسية أداة ووسيلة للتعبير عن واقع مجتمع بلغة أخرى لا غير، وما هي إلاّ حاو لمكوّنات ثقافة الوطن، فاللغة في النص الروائي والقصصي ليست ركيزة مثل الفضاءات الزمنية والمكانية والشخوص، مذكرين برواية محمد ديب التي كتبها باللغة الفرنسية، لكن كل ما يوجد فيها هي فضاءات وشخوص جزائرية خالصة تعبّر عن ثقافة وانتماء الكاتب، وهذا ما أكده إبراهيم سعدي ونصيرة عشي في مداخلتهما. بينما رأى الطرف الآخر من القضية، أن الكتابة باللغة الفرنسية كانت مبرّرا قبل الاستقلال باعتبار أنها الوسيلة الوحيدة لإيصال الصوت الجزائري للآخر، بما أن اللغة الأمّ كانت مهمّشة ولغة التعليم كانت الفرنسية، لكن هذا المبرّر انتهى بعد الاستقلال ولا داعي لاستمرار بعض الكتّاب بهذه اللغة التي تعبّر عن هوية أخرى، لأن الروح والإحساس والإيديولوجية تنقل باللغة التي نكتب بها، وهذا ما ذهب إليه عبد الله العشي والطاهر رواينية. جدير بالذكر أن المنتدى كرم الروائي الطاهر وطار، واستلم التكريم بالنيابة كل من الصادق بخوش وإبراهيم سعدي.